عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Feb-2020

احتفال الضم

 

هآرتس
 
أسرة التحرير 
 
ان نية جماعة البيرن الاسرائيلية عقد مناسبة “بيرنينغ مان” في مناطق ج في شمالي البحر الميت، قرب مستوطنة الموغ في شهر نيسان، هي نية ذات معنى سياسي واضح، غير قابلة للتشوش بادعاء نوايا لا سياسية. لم يحصل منظمو الحدث حتى الآن على الاذن النهائي من الشرطة ولكن بيع التذاكر سيبدأ هذا الاسبوع وسمح لهم بدعوة حتى 15 الف مشارك.
وعلى حد قول المنظمين، فحسب فكرهم ليس لاختيار عقد الحدث في المنطقة ج معنى سياسي، ولكن هذا تفكير صبياني، إذ ان كل نشاط خلف الخط الاخضر – فما بالك مهرجان موسيقي جماهيري بطابع دولي – يمنح رغم انفه تسويغا لمشروع الضم، يطبع فكرة بسط السيادة ويطمس التمييز بين الاراضي الاسرائيلية والاراضي الفلسطينية. فما بالك ان هذا يأتي على خلفية الامكانية التي طرحت مع نشر صفقة القرن لضم المناطق من طرف واحد برعاية اميركية، رغم أنف وتذمر الفلسطينيين، وفي ظل معارضة الاسرة الدولية.
لا يعد الحدث المخطط له مهرجانا رسميا لجمعية “بيرنينغ مان” الاميركية. عمليا في جمعية “مدبيرن” الاسرائيلية، الممثلة الرسمية لـ “بيرنينغ مان” قالوا انه عرض عليهم في الماضي عقد المهرجان في ذات المنطقة، ولكنهم رفضوا، كي لا يدخلوا الخطاب السياسي الى الجماعة. وقد بادر الى الحدث اعضاء من الجماعة، ضمن امور اخرى لان الجمعية تجد صعوبة في السنوات الاخيرة لإيجاد مكان تعقد فيه المهرجان.
أثار نشر الحدث خلافا في الجماعة حول مسألة اذا كان في عقد المهرجان في المناطق معنى سياسي. غير ان مجرد حقيقة ان الجدال ثار هي الدليل الافضل على أن هذا فعل سياسي. واشار احد منظمي الحدث الى أن المنطقة التي اختيرت “مع انها خلف الخط الاخضر، الا انهم تحدثوا في الآونة الاخيرة عن ضم المنطقة. وبالتالي اذا كان يمكن لهذا بقرار لحظي ان يكون في حدود الخط الاخضر، فلا داعٍ للتخوف. وشرح لـ “هآرتس” بأنه يبتعد عن السياسة، وان كل تعريفات أ و ب و ج هي أمور سياسية وانا لا أريد أن ادخل فيها”.
تقع تصريحاته في خطيئة التجاهل لوجود طرف آخر في النزاع. ومثل حكومة اليمين، هكذا ايضا منظمو الحدث يخطئون في التفكير بانه يكفي قرار من اسرائيل، وان كان بإسناد اميركي، لتسويغ فساد الاحتلال، الاستيطان والضم.
جمعية “مدبيرن” الاسرائيلية، التي لم تشارك في تنظيم الحدث، لم تنشر موقفها في الموضوع بدعوى انها لا سياسية. هم ايضا مخطئون. فعدم نشر موقفهم مثله كالموافقة. على الجمعية أن تطلق صوتا واضحا ضد القرار الذي يجعل مؤسسة ثقافية ترمز الى الحرية، الاخوة ومحبة الموسيقى الى ختم يسوغ مشروع الاحتلال والضم.