عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Jul-2024

نظرة تاريخية تحاكي دور المكتبات في مدينة القدس

 الغد-عزيزة علي

 بتنظيم من جمعية المؤرخين الأردنيين، أقيم في المكتبة الوطنية أول من أمس ندوة بعنوان "المكتبات في مدينة القدس – نظرة تاريخية"، تحدث فيها د. ربحي عليان، د. يونس الشوابكة، د. غالب عربيات، وأدارها د. محمد المناصير.
 
 
وقال د. ربحي عليان إن تاريخ المكتبات وتطورها يشكل في أي حضارة أو دولة أو مدينة، جانباً مهماً من تاريخها العام. وقد أعطت الحضارة العربية الإسلامية عبر عصورها المختلفة اهتماماً خاصاً بالكتب والمكتبات، ولهذا انتشرت خزائن الكتب ودورها في بغداد ودمشق والقاهرة وفارس وقرطبة والقدس، وغيرها من مراكز الحضارة العربية الإسلامية.
 
وأضاف عليان بالنسبة للمكتبات العربية الإسلامية، فقد كانت النتاج الطبيعي للحضارة العربية الإسلامية وانعكاساً لها. وقد ساهمت هذه المكتبات في توسيع نطاق هذه الحضارة ونقلها إلى العالم وإلى الأجيال المسلمة. وعندما اتسع أفق المسلمين وازدهرت حضارتهم وتنوعت اهتماماتهم الفكرية والعلمية، تطورت المكتبات وظهرت الأنواع التالية منها في الحضارة العربية الإسلامية: "مكتبات المساجد والجوامع، المكتبات الخاصة بالخلفاء والأمراء والحكام، المكتبات الخاصة بالعلماء والأدباء ورجال الدين، المكتبات العامة، المكتبات المدرسية، مكتبات أخرى مثل مكتبات المشافي والمارستانات".
وأشار عليان إلى أن هذه الدراسة تهدف إلى إلقاء الضوء على التطور التاريخي للمكتبات المختلفة في مدينة القدس منذ الفتح الإسلامي للمدينة وحتى هذه الأيام. كما تقدم الدراسة معلومات عن الانتهاكات الإسرائيلية للكتب والمكتبات في فلسطين بشكل عام وفي مدينة القدس بشكل خاص، والمشكلات التي تواجه المكتبات في مدينة القدس.
وحول مكتبات مدينة القدس عبر العصور قال: عليان نظرا للتاريخ الطويل لمدينة القدس ولتاريخ المكتبات فيها كذلك، يمكن تقسيم هذا التاريخ للمكتبات على النحو التالي:"الفترة الأولى: وتمتد من الفتح العربي الإسلامي لمدينة القدس وحتى بداية الحروب الصليبية (637-1099م)، الفترة الثانية: وتمتد من العصر الأيوبي والعصر المملوكي وحتى بداية العصر العثماني 1187م حتى أواسط القرن التاسع عشر الميلادي، الفترة الثالثة: وتمتد من أواسط القرن التاسع عشر الميلادي حتى اليوم".
وعن مكتبات العصر الأيوبي والمملوكي والعثماني في القدس قال عليان يمكن القول إنه ابتداء من أواخر القرن السادس الهجري (القرن الثاني عشر الميلادي) بدأت تتضح ملامح جديدة لحركة الكتب والمكتبات في فلسطين بشكل عام وفي مدينة القدس بشكل خاص. ذلك أن العصر الأيوبي والعصر المملوكي وبدايات العصر العثماني كانت عصور نهضة علمية وبالتالي نهضة مكتبية تمثلت في مظاهر حضارية متعددة أهمها "بناء المساجد والجوامع، إنشاء المدارس المختلفة، انتشار بيوت الصوفية من خوانق ورباطات وزوايا، ازدهار معاهد العلم، كثرة التأليف ورواج الكتب"، مشيرا إلى إنشاء المكتبات المختلفة والتي من أهمها "مكتبات المدارس والزوايا، مكتبات المساجد والجوامع، المكتبات الخاصة". فيما تحدث د. يونس الشوابكة عن وضع المكتبات في مدينة القدس عبر العصور ولم يفرق في تعريفه بالمكتبات بين الإسلامية والمسيحية ، مبيناً الحاضر الذي تعيشه مدينة القدس وحال المكتبات المقدسية في ظل الاحتلال، كما أشار إلى عدد من أسماء الشخصيات الأدبية والعلمية والدينية في مدينة القدس وكان لها دور مهم في انشاء المكتبات الخاصة.
من جانبه تحدث د. غالب عربيات عن تطور المكتبات في مدينة القدس العامة والخاصة بالإضافة مكتبات المساجد والجوامع والتي لها دور في تنشيط الحركة الفكرية الثقافية والدينية، مشيرا إلى أن مكتبات المدارس الطوائف غير الإسلامية المسيحية في القدس أثرها وتأثيرها، ودور المكتبات الأكاديمية.