كثيرا ما نتصارع مع التحدي المتمثل بعدم المقدرة على قول "لا" دون الشعور بالذنب. وغالبًا ما نتصرف تصرفات لا نكون راضيين عنها، في خضم العلاقات العائلية والاجتماعية، لإرضاء الآخرين أو خشية خيبة أملهم فينا وبالتالي نُصبح عرضة للإصابة بالتوتر الشخصي.  

 

 جيفري بيرنشتاين، دكتوراه، عالم نفس ، كان رأيه  في موقع سيكولوجي توداي أن قول "لا" أمر في غاية الأهمية وحيوي للرعاية الذاتية والحفاظ على علاقات متوازنة وأنه،

كعالم نفس ونظرا لخبرته لأكثر من 30 عامًا في تقديم المشورة والتدريب للأطفال والمراهقين والأزواج والأسرة، فهو يعمل على بناء الثقة والحدود الصحية في العلاقات.  وشدد أن قول "لا" هو الطريقة القوية للسيطرة على حياتنا وإظهار الاحترام لذاتنا. 

 

تقدم بـيرنشتاين بـ 4 أراء لنطلع عليها ويعتقد أنها قد تقنعنا أن نقول "لا" بدو الشعور بالذنب.

 

 يتعلق الحزم بالدفاع عن حقوقك مع احترام الآخرين وهو نهج متوازن تُعَبِّر فيه عن احتياجاتك ورغباتك ومشاعرك بصدق وبكونك حازمًا، قُل “لا" بشكل واضح مع اظهار الاحترام للغير.

 

 

وضع الحدود وإيضاح ما هو مقبول لك وما هو غير مقبول أمر ضروري لحماية وقتك وطاقتك .وعندما تقول "لا"، فأنت تعزز هذه الحدود. إن فهم أن الحدود هو شكل من أشكال الرعاية الذاتية ويساعد في أن يقلل من الشعور بالذنب. الحدود لا تتعلق بإزعاج الآخرين، ولكن تتعلق بالاعتناء بنفسك لتكون أكثر حضوراً وفعالية في مجالات أخرى من حياتك.

 

يلعب احترام الذات دورًا حاسمًا في قدرتك على قول "لا" ويعني أنك تُقَدِّر نفسك ووقتك مما يُسَهِّل رفض الطلبات التي لا تتماشى مع أولوياتك أو قدرتك.

يضمن العمل على احترام نفسك الاعتراف بقيمتك بشكل مستقل عن آراء الآخرين أو موافقتهم. يمكنك رعاية ذلك من خلال التعاطف مع الذات والتصرف بإيجابية.

 

كثرًا ما نقع في حيرة بين ضرورة الرفض أو الخشية من إثارة غضب الآخرين وهذا يدفعنا إلى الإفراط في الالتزام وإهمال الاحتياجات الشخصية. ينبغي أن نتغلب على هذا فإرضاء الآخرين ليس عمليًا ولا صحيًا. لذا، إن كنت تثق في حُكمِك وضرورة الرفض فافعل، فهذا في صالحك.

 

وهنا، قدم بيرنشتاين بعض النصائح العملية لتعزيز الآراء التي قدمها:

- لممارسة قول "لا"، ابدأ بمواقف صغيرة لبناء الثقة واستخدم عبارات مثل "لا يمكنني الالتزام بهذا الآن" أو " هذا لا يناسبني".

- كن صادقًا وتكلم باختصار وركز على احتياجاتك ومشاعرك.

- لا تُجِب على الفور، بل امنح نفسك الوقت للتفكير إن احتجت للتوضيح قبل إعطاء الرد النهائي ومن المناسب أن تقول "دعني أفكر وأعود إليك".

- يُنصح بإبداء الاحترام لنفسك أولاً ثم للآخرين ولن تلوم نفسك لو ظننت أن الطلب قد يكون مهمًا، لكن قف بحزم في قرارك فأنت المهم دائمًا.

وخُلُص عالم النفس بيرنشتاين للقول إنه يمكنك حماية خصوصياتك ووقتك من خلال ممارسة هذه المفاهيم، والأهم من ذلك أنك تعطي الأولوية لما يهمك حقًا، وتذكر دائمًا أن تقول "لا" حتى تتحكم في حياتك وتُظهِر الاحترام لنفسك واحتياجاتك، ولا تشعر بالذنب.