عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Sep-2025

قمة عربية مرهونة بنتائجها*سلطان الحطاب

 الراي 

انعقدت القمة، العربية الاسلاميةفي الدوحة على عجل فالجرح القطري ما زال طرياً، وقد حضر زعماء العرب والعالم الإسلامي لتأدية واجب العزاء والوقوف الى جانب دولة قطر واميرها، الذي لم يقصر مع أحد فيهم، ولذا حفظوا له الود وبادلوه الود بالود في كلماتهم المتضامنة
 
وقد توفرت للقمة من القيادات الأولى في الدول الممثلة ما لم يتوفر لقمم أخرى.
 
ولا أريد أن أدخل في التفاصيل، فقد استمعت لكل الكلمات، حيث لم يدخل احد من القادة للتباري باللغة أو بافتعال رفع السقف أو ابداء الغضب، أو حتى التهديد، فقد كانت الكلمات مختصرة، وبعضها قصير وملفت في قصره، مثل كلمة الرئيس السوري أحمد الشرع التي لم تتجاوز السطور الأربعة.
 
قد تكون شهادتي منحازة حين اتكلم عن كلمة الملك عبد الله الثاني، والتي جاءت خلواً من الحشو واضحة تماماً، ومستجيبة للحظة واستكمالاً للخطاب الاردني الذي ظل معلنا في مواقف عديدة ومنه مضمون كلمة وزير الخارجة أيمن الصفدي في الامم المتحدة حيث التوجيه الملكي الذي جعل الكلمة مميزة لقد وصف الأردن اسرائيل بانها دولة مارقةوتمارس الارهاب
 
ولغة الملك في القمة صادقة وتعكس احاسيس مواطنيه اذ ظل الخطاب الأردني مجندا للقضية المركزية ومحتفظ بالوانه الثابتة التي تدلل على الوعي والتحذير من استمرار العدوان وفي نفس الوقت الحرص على المصلحة الوطنية في سياق موضوعي يستند إلى الحقائق والى معاناة ومكابدة الشعب الفلسطيني والانحياز الكامل بالوقوف إلى جانبه عملا لا قولاوبلا منة ونموذج ذلك كما يقول الشاعر العربي القديم الغيور
 
بما كان الأردن قد أعلنه، فقد كان مضمون هذه الكلمة في التوجيه الملكي لوزير الخارجية، أيمن الصفدي، في كلمته المميزة في الأمم المتحدة.
 
اللغة الأردنية السياسية لا تجد لها الألوان، وإنما هي نابعة من الصدق وواعية على المصلحة الوطنية، الأردنية في سياق موضوعي يستند إلى حقائق والى معاناة ومكابدة الشعب الفلسطيني والانحياز لقضيته العادلة عملا لا قولا فقط ونموذج ذلك ماجاء في قول الشاعر العربي القديم من نخوة
 
لا يسألون أخاهم حين يندبهم
 
، في النائبات على ما قال برهانا، فالأردنيون يلتزمون الحق الفلسطيني ولا يحيدون عنه ويتمسكون بإقامة الدولة الفلسطينية رغم كل العقبات والتحديات والإجراءات الاسرائيلية، وقد رفعوا شعار حل الدولتين وسعوا به في العالم في كل الأوقات والظروف وما زالوا، وقد ضمنت دبلوماسية الملك الحيوية والفاعلة لهذا الشعار أن يتوسع وان يعمم ويصبح مقبولاً من جانب عديد من الدول لم تكن من قبل قد أخذت به.
 
كلمة الملك يمكن اختصارها في الخلاصة الواضحة التي دعى لها بقوله، "إن الرد على الاعتداءات الاسرائيلية يجب أن يكون واضحاً وحاسماً" وقد قالت العرب قديماً في مثل هذا الكلام، "قطعت جهيزة قول كل خطيب"،
 
اي لم تجعل بعده كلاماً يزيد عليه
 
العرب ومن ورائهم المسلمون دولاً وشعوباً يمتلكون اوراقاً كثيرة ومتعددة وهامة، لم تلعب بعد ويمكن تفعليها، خاصة بعد أن تجاوز العدوان الاسرائيلي كل الخطوط الحمراء وما زال ماثلاً في غزة ينذر بمواقف اكثرسوءاً.
 
باختصار لا بد من ترجمة قرارات القمة التي لم نسمعها في الخطابات ولكن يجب أن نراها في القرارات، فالبيان دائماً جاهز، ومتوافق عليه ويبقى ان نقول ان شعوبنا تنتظر العمل لحمايتها من خلال مقدرات امتها ومن اجل صون كرامتها وما ذلك ببعيد خاصة بعد انكشاف العدوان ومداه ومقاصده.
 
الكلمة الملكية الأردنية وضعت النقاط على الحروف وهي دعوة صادقة للوضوح والحسم