عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Jul-2020

الصداقة حاجة إنسانية في كل الظروف .. وبعصر المتغيرات

 

عمان - الدستور-  حسام عطية - يطرح العديد من الاشخاص اسئلة كثيرة حول الصداقة بين افراد المجتمع، فيما هناك ثلاثة أنواع للصداقة أولها الصداقة العادية التي تشمل معرفتنا بأشخاص في العمل أو الجامعة أو في اختلاطاتنا اليومية، والنوع الثاني صداقة مريحة مع أشخاص نجتمع معهم بين الحين والآخر في مناسبات لا ينقطع جسر التواصل بيننا، والنوع الثالث صداقة نادرة رغم ان مجتمعنا الشرقي يرفض الصداقة بين الرجل والمرأة، ولكن ما دامت العلاقة ضمن المحدود والمعقول تكون الصداقة ناجحة أكثر وأكثر، فهل الصديق الحقيقي كنز في عصر المتغيرات، واختيار الأصدقاء يحكمه عدد من المتغيرات أولها البيئة والحدود الجغرافية التي تجمع مابين الأشخاص، فيختار الأفراد بعضهم بعضا كلما تشابهوا في الاهتمامات والاتجاهات والقيم، لتزداد الألفة واستمرار الصداقة والعكس صحيح.
 
كائن اجتماعي
 
بدوره مدير جمعية العفاف الخيرية مفيد سرحان يقول، الإنسان كائن اجتماعي بطبيعته، لذا فهو بحاجة إلى العلاقة مع الآخرين،  ومن أهم العلاقات الاجتماعية في عصر المتغيرات تكوين الصداقات، وتكوين الصداقات يكون في جميع المراحل العمرية وبغض النظر عن طبيعة العمل أو المستوى الاجتماعي.
 
ويوضح سرحان حول مفهوم الصداقة: أن الصداقة مأخوذة من الصدق، وهي علاقة بين شخصين يريد كل منهما الخير للآخر ويجد كل منهما الارتياح للآخر ويتبادلان المشاعر فيما بينهما، وبأنها حاجة ضرورية للإنسان؛ لأن الإنسان لا يستطيع أن يعيش بلا أصدقاء، والصديق ملاذ يلجأ إليه الإنسان وقت الشدة، والصداقة تحتاج إلى عطاء وبذل.
 
      ويؤكد سرحان لذلك يجب أن يحسن الإنسان اختيار أصدقائه وأن يحافظ على صداقاته. ويستشهد  بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: « المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل»، ويقول أيضاً « يُحشر المرء مع من أحب»، والصداقة اختيار ولا يجوز أن تترك للصدفة، حتى لا يندم الإنسان على صداقاته بعد فوات الأوان؛ لأن الصديق رفيق للشخص في الدنيا،. وخير الأصدقاء من يكون رفيقاً أيضاً في الآخرة، وأساس الصداقة هو الحب والاحترام وليس المصلحة.
 
الصداقة الحقيقية
 
وحول حقوق الصداقة يقول سرحان، إن الصداقة الحقيقية لها حقوق منها: الإيثار ومساعدة الصديق وقت الحاجة، والمساعة هنا قد تكون مادية قدر الاستطاعة وقد تكون معنوية كتقديم النصيحة.
 
ومن الحقوق الأخرى للصديق كتمان السر، وستر العيوب؛ لان طبيعة العلاقة الدائمة تمكن الشخص من الاطلاع على خصوصيات الآخر.
 
ويقول سرحان: ومن الواجب ايضا  الدفاع عن الصديق في غيابه بالحق، بمعنى الانتصار له اذا كان غائبا مع عدم التجاوز على حقوق الآخرين.  والصداقة تتطلب العفو عن زلات الصديق والتجاوز عن اخطائه؛ فالانسان يخطئ، والمهم أن لا يصر على الخطأ.
 
 ويؤكد سرحان على أهمية تقديم النصيحة للصديق، فالصديق مؤتمن وكذلك التخفيف عنه عند مصابه، والوقوف الى جانبه؛ فالصديق قد يكون أقرب من الأهل.
 
ويشير سرحان أن أقوى الصداقات التي تستمر بعد وفاة أحد الصديقين،  وذلك بأن يُكثر من الدعاء له، وذكره بالخير ويديم التواصل مع أسرته وأبنائه.
 
وحول فوائد الصداقة يقول: إن للصداقة فوائد كثيرة منها: المساعدة والتشجيع وتقديم النصيحة وتقويم الأخطاء وتبادل الخبرات والمعارف وتقديم العون والمساعدة.
 
وهناك مقولة تقول: «قل لي من تصادق أقل لك من أنت»، وأن الصداقة تقاس «بعمرها» بمعنى استمرارية الصداق لسنوات طويلة. فكم هو جميل أن تكون الصداقات مستمرة من فترة الطفولة أو ايام الدراسة الابتدائية، فمثل هذه الصداقات لها طعم خاص؛ فهي تحمل ذكريات كثيرة ومتعددة.
 
ويقول سرحان: الاصدقاء لا يسمحون للصعوبات والمعيقات أن تمنع التواصل بينهم، فالاصدقاء يتواصلون حتى وان اضطر احدهم للسفر، وقد وجدنا كثيرا من الأصدقاء يتواصلون خلال ازمة كورونا بالرغم من منع التنقل. ومنهم من كان حريصا على زيارة صديقه مشيا على الاقدام، وان يتفقد احواله، ويقدم له المساعدة.
 
وحول الصداقات التي يتفاخر بها الكثيرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي يقول سرحان: انها نوع من العلاقات التي تستثمر ما هو متاح من وسائل التواصل ، وتمكن الشخص من التواصل مع اعداد كبيرة وفي مختلف انحاء العالم، وان الواقع يبين أن غالبية هذه «الصداقات الافتراضية»  تتم دون معرفة حقيقية بالآخر أو بظروفه أو بطبيعة شخصيته، واحيانا قد تكون الصورة مغايرة عما هو معلن فهي ليست بديلا عن الصداقات الشخصية؛ فالتواصل الشخصي كان وما زال وسيبقى من أقوى طرق التواصل.
 
ويشرح قائلا: إن التواصل عن بعد خلال ازمة كورونا فرضته الظروف واجراءات الوقاية، وهو استثمار للحظة والظرف وتوظيف للخيارات المتاحة، وتأكيد على عمق العلاقات، فقد كنا نرى اشخاصا لديهم صداقات افتراضية كثيرة، لكنهم يعيشون في عزلة عن محيطهم، بل واحيانا عن اسرهم.