عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Sep-2023

مثل 1948": التطهير العرقي الجديد للضفة الغربية (2-2)

 الغد-‏ترجمة: علاء الدين أبو زينة

 
‏في غضون أشهر فقط، تم طرد مجتمعات فلسطينية بأكملها بين رام الله وأريحا بسبب عنف المستوطنين وسياسات الدولة -مما مهد الطريق لاستيلاء إسرائيلي كامل على آلاف الأفدنة من الأراضي الفلسطينية.‏
 
 
‏‏"مزرعة واحدة تحرس آلاف الدونمات"‏
‏يأتي هروب المجتمعات الفلسطينية كجزء لا يتجزأ من استعمار إسرائيل للأرض المحتلة. وفي هذه المنطقة بالذات، تتمحور العملية حول مستوطنة "كوخاف هشاحر" وبؤرها الاستيطانية المختلفة، التي ظهرت خلال العقود القليلة الماضية.‏
‏تتحرك بعض هذه البؤر الاستيطانية وتتجول في المنطقة، وتخليها السلطات الإسرائيلية من وقت لآخر، ثم تعيد إنشاءها. ومع ذلك، فقد أسهمت جميعًا، بوسائل مختلفة، في استيلاء المستوطنين التدريجي على المنطقة، سواء كان ذلك من خلال إنشاء المزارع والكروم وإغلاق الطرق الفلسطينية، أو جلب الكرفانات لتكون مواقع أمامية جديدة تدور في فلك المستوطنة الأصلية.‏
تأسست "كوخاف هشاحر" في أواخر سبعينيات القرن العشرين، وهي اليوم موطن لحوالي 1.970 يهوديا إسرائيليا. وتم في تسعينيات القرن العشرين إنشاء البؤر الاستيطانية "معاليه شلومو" و"متسبيه كرامين". وفي العام 1988، تم نقل بوابة "كوخاف هشاحر" بضعة أميال غربًا، مما أدى إلى إغلاق المنطقة الزراعية المحيطة بالمستوطنة، وبالتالي ضم آلاف الأفدنة من الأراضي الفلسطينية.‏
‏‏على مدى السنوات العشرين التالية، بنى المستوطنون عددًا من البؤر الاستيطانية الإضافية المحيطة بكوخاف هشاحر، بما في ذلك "بلديم" و"ماعوز أستير" و"معاليه أهوفيا". وفي العام 2004، تم إنشاء "عينات كيديم" في اتجاه الجنوب الشرق، بالقرب من أريحا. وتم بناء "ملاخي هشالوم" في العام 2014 في منطقة عسكرية مهجورة جزئيًا، شرق مستوطنة "شيلوه"، وهي الأولى في سلسلة من البؤر الاستيطانية التي أقيمت إلى الشرق. وفي شباط (فبراير) من هذا العام، قررت الحكومة الإسرائيلية إضفاء الطابع الرسمي على البؤرة الاستيطانية، وتحويلها إلى مستوطنة رسمية.‏
أنشئت "مزرعة نيريا"، وهي بؤرة رعوية يملكها نيريا بن بازي، في العام 2018 إلى الجنوب من مستوطنة "ريمونيم"، واستولت على آلاف الأفدنة من الأراضي. وتتبعها بؤر استيطانية فرعية عدة، بما في ذلك اثنتان في اتجاه أريحا: "مزرعة زوهار"، وبؤرة استيطانية أقيمت تخليدا لذكرى هارئيل مسعود، وهو من الضحايا الأربع لهجوم إطلاق نار في مستوطنة "إيلي" في حزيران (يونيو).‏
‏وثمة بؤرة استيطانية أخرى، "مزرعة ميخا"، التي أقيمت في العام 2018 عند سفح "كوخاف هشاحر" المطلة على "عين سامية"، وتم نقلها في العام 2020 لتصبح بالقرب من قرية "رأس التين" التي هجرها سكانها الفلسطينيون الآن. وفي ذلك الحين منع الجيش القرويين الفلسطينيين من عبور "طريق آلون" للوصول إلى أراضيهم. ونظم الفلسطينيون في قريتي المغيِّر وكفر مالك المجاورتين احتجاجات في أعقاب نقل البؤرة الاستيطانية.‏
‏قتل مستوطنون وجنود إسرائيليون ثلاثة فلسطينيين في المغيِّر في السنوات القليلة الماضية. في تموز (يوليو) 2022، أطلق مستوطن النار على أمجد أبو عليا البالغ من العمر 16 عامًا وأرداه قتيلاً. وفي كانون الأول (ديسمبر) 2020، خلال مظاهرة في يوم جمعة، أطلق قناص من الجيش النار على علي أبو عليا البالغ من العمر 15 عامًا وأصابه في بطنه، مما أدى إلى مقتله. وفي كانون الثاني (يناير) 2019، خلال هجوم شنه مستوطنون مسلحون على القرية، أصيب حمدي النعسان، البالغ من العمر 38 عامًا، متزوج وأب لطفلين، برصاصة في ظهره وقتل.‏
‏في العام 2020 أسس المستوطنون بؤرة "مزرعة رشاش" شمال شرق "ملاخي هشالوم"، على طول حدود "منطقة إطلاق النار 906". وتم إنشاء كرم مؤخرًا جنوب "ملاخي هشالوم"، ونُصبت خيمة على طريق يستخدمه المزارعون الفلسطينيون للوصول إلى أراضي الرعي التي يستخدمونها في منطقة تعرف باسم "الدالية"، لكن المستوطنين يمنعونهم الآن من استخدامها. كما تم إنشاء بؤر أمامية جديدة عدة حول البؤر الأمامية القائمة، التي تم إخلاء بعضها ثم إعادة مستوطنيها إليها.‏
وفي هذه المنطقة نفسها، توجد أيضًا مستوطنات قريبة من "شارع 90"، بما في ذلك "يتاف" و"نعاران" و"جلغال" و"تومر" و"بيتزائيل"، التي يقطنها في المجموع حوالي 1.300 مستوطن.‏
‏وكما أوضح الباحث درور إتكيس، من منظمة المجتمع المدني الإسرائيلية "كِرِم نافوت" مستشهدًا بـ"منطقة إطلاق النار 906" كمثال، فقد "تمكن المستوطنون من إنشاء منطقة مساحتها عشرات الآلاف من الدونمات كانت المجتمعات الفلسطينية التي طردت تستخدمها كمراعٍ، وهي اليوم خالية من الفلسطينيين. بالنسبة للمستوطنين، يمثل هذا (الاستيلاء) إنجازًا بالغ الأهمية، وهم يحاولون إعادة إنتاجه في أماكن أخرى".‏
في واقع الأمر، وفقًا لبيانات منظمة "كرم ناڤوت"، حتى العام الماضي سيطر المستوطنون على حوالي 238.000 دونم من الضفة الغربية بحجة الزراعة والرعي. وفي خطاب ألقاه في مؤتمر عبر الإنترنت استضافته منظمة "أمانا" الاستيطانية في العام 2021، أوضح الرئيس التنفيذي للمنظمة، زئيف (زامبيش) هيفر،‏‏ المنطق وراء استخدام هذا الأسلوب: "البناء (وحده) يشغل مساحة صغيرة، في ما يعود إلى اعتبارات اقتصادية. وصلنا إلى 100 كيلومتر مربع بعد أكثر من 50 عامًا. (البؤر الاستيطانية الزراعية (المزارع)) تحتل مساحة أكثر من ضعف مساحة المستوطنات المبنية... مزرعة واحدة تحرس آلاف الدونمات من الأراضي".‏
‏"الحدود تتحرك كل شهر"‏
‏في أعقاب النزوح الجماعي للقرويين الفلسطينيين في الأشهر القليلة الماضية، يتحمل مجتمع "عين الرشاش" الفلسطيني، المكون من 18 أسرة والذي يبلغ مجموع سكانه أقل من 100 نسمة، وطأة عنف المستوطنين الإسرائيليين، حيث تمنع البؤرتان الاستيطانيتان القريبتان، "ملاخي هشالوم" و"مزرعة الرشاش" السكان من رعي أغنامهم.‏
‏يقول عيد سلامة زوارة، أحد سكان التجمع: "من هنا إلى فصايل والعوجا، لا يوجد أحد. لقد عشنا هنا لما يقرب من 30 عامًا في سلام. قبل أربع سنوات، أنشأوا البؤرة الاستيطانية، وتغير كل شيء. في البداية قال المستوطنون: ’هذه هي الحدود، سوف نرعى هنا وأنتم هناك‘. لكن الحدود تتحرك كل شهر، والآن أصبحوا يصلون بالفعل إلى أعتاب منازلنا مع أغنامهم، ويدخلونها، ولا يمكننا الخروج".‏
‏وأضاف مشيرًا إلى التلال المحيطة: "يوجد متسع هنا لترعى جميع الأغنام في إسرائيل والضفة الغربية. لكنهم (المستوطنين) لا يريدون أن يرعى أي أحد آخر هنا".‏
وقع هجوم كبير هنا في 24 حزيران (يونيو)، عندما دخل عدد من المستوطنين القرية ثم طلبوا تعزيزات. "بعد ذلك، جاء الجيش"، كما يقول زوارة. "هدأنا، لأننا اعتقدنا أنهم سيحموننا، لكن هذا لم يحدث. قام الجنود بتفريق الشبان بالغاز (المسيل للدموع) و(الرصاص) المطاطي، وفي الوقت نفسه حطم المستوطنون النوافذ والألواح الشمسية وبدأوا في إشعال النار في أحد المنازل".‏
‏وتابع زوارة: "ضربوا رجلاً عجوزًا بعصا، وكسروا الراديو الذي كان يستمع إليه كل يوم. ووقف الجنود جانبًا يتفرجون. ووصل ضابط شرطة والتقط صورة للجريح، لكنهم اعتقلوا ثلاثة شبان (فلسطينيين) من القرية".‏
وقال الحاج سلامة، المسنّ الذي تعرض للاعتداء، لـ"مجلة 972+": "منذ الهجوم وأنا خائف. لا أنام في الليل. يغمرني الخوف عند كل مرة تمر فيها سيارة".‏‏
‏زوارة متأكد من أن المستوطنين يعتزمون أن يجعلوا "عين الرشاش" تلقى المصير نفسه الذي لاقته القرى المجاورة التي أُفرغت من سكانها الآن. ويقول: "يريدوننا أن ننتقل إلى مكان آخر، ولكن في كل مكان نذهب إليه هناك المزيد من المستوطنين -فإلى أين نذهب؟"‏.
‏يواجه سكان المعرجات تحديات مماثلة في الجوار. وقالت إيليا مليحة، وهي طالبة من المجتمع تدرس الإعلام وتبلغ من العمر 28 عامًا، لـ"مجلة 972+": "تعيش خمسون عائلة هنا منذ 40 عامًا. نحصل على المياه بواسطة الصهاريج، والمنازل مصنوعة من ألواح الصفيح، ومعظمها هدمت (من قبل السلطات) في الماضي. كما صدر أمر بهدم المدرسة. الأطفال الذين ينهون الصف 12 يذهبون للدراسة في الجامعة أو الكلية، لكن مصدر الرزق هنا كلُّه من الماشية".‏
وتابعت مليحة: "الناس هنا يحبون الحيوانات ويريدون العيش في سلام. في العامين الماضيين، منذ إنشاء البؤرة الاستيطانية، تغيرت الحياة. يقوم المستوطنون بإلقاء جثث الحيوانات في مناطق الرعي، ويدخلون المنازل ليلاً ونهارًا، ويفتحون الخزائن وينثرون محتوياتها، ويبحثون في الثلاجات، وأكثر من ذلك... لكن لدينا القوة والشجاعة، نحن باقون ونستعين بالصمود، لا نريد أن نصبح ’القابون‘ أو ’عين سامية‘".‏
في 27 تموز (يوليو)، دخلت سيارتا جيب فيهما جنود إسرائيليون ملثمون التجمع وقاموا بتفتيش المنازل. وبعد يومين جاء مستوطن مسلح برفقة جنود. "زعموا أن شيئًا ما سُرق منهم، وأرادوا إجراء تفتيش"، كما روت مليحة. ويُظهر شريط فيديو من الحادث مستوطنًا مسلحًا يدخل الخيام السكنية وحظائر الأغنام، ويقوم الجنود بحراسته وإسكات الفلسطينيين الذين طالبوا برحيله.‏
وهناك أيضًا مجتمعان آخران إلى الجنوب معرضان للخطر. أحدهما هو "البقعة"، الذي يقطنه 33 شخصًا بينهم 21 قاصرًا. في 10 تموز (يوليو)، فرّ معظم سكان التجمع بعد أسابيع من هجمات المستوطنين. وقبل ذلك بأيام، كان المستوطنون قد أحرقوا أحد المباني التي تملكها عائلة كانت قد غادرت مؤقتًا بسبب العنف. وبعد النزوح هدمت الإدارة المدنية البؤرة الاستيطانية المجاورة، ولكن أعيد بناؤها منذ ذلك الحين. وفي الجوار، في تجمع "وادي السيق"، يخشى السكان أن يكونوا هم التالون؛ وقد فر بعضهم مُسبقًا.
‏"النظام بأكمله تجري تعبئته 
من أجل المستوطنين"‏
‏أوضح إتكيس متحدثاً عن البؤر الاستيطانية: "لا يتعلق هذا بفتى بعمر 16 عامًا يقرر بنفسه ما يجب فعله. الناس يخططون ويفكرون في أين وماذا يبنون. هناك دعم قانوني، ومال، وخبرة وتحفيز. الآن الظروف السياسية أشبه بالحلم. وهم يستغلون هذه الفرصة (بينما) هم في ذروة قوتهم. لم يكن هذا ليحدث من دون دعم أكثر الكيانات فعالية على الأرض، مثل المجالس الإقليمية، وإدارة مستوطنات سموتريتش، والإدارة المدنية".‏
‏وتابع إتكس: "لم نر مثل هذه الجرأة من قبل؛ دخول المجتمعات والهجوم داخل منازل الناس. النظام بأكمله تجري تعبئته من أجل السماح للمستوطنين بالاستيلاء على آلاف عدة من الدونمات".‏
‏وفقًا لتقرير عُرض في القناة 12 الإسرائيلية، يتقدم سموتريتش بخطة لاحتلال المنطقة (ج)، والتي تشمل إضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية التي تم إنشاؤها بالفعل وتوسيعها، وإنشاء بؤر جديدة. وفي 20 آب (أغسطس)، على سبيل المثال، قررت الحكومة تخصيص أرض لبؤرة "ميفوؤوت يريحو" الاستيطانية، القريبة من المنطقة المذكورة. وكان قد تم الاعتراف بها رسميًا في العام 2019.‏
‏يبدو أن طرد السكان هو جزء من "‏‏معركة المنطقة (ج)‏‏"، وهي حملة أعلنتها جماعات يمينية وسياسيون إسرائيليون قبل سنوات عدة. لطالما بذلت المنظمات الاستيطانية جهودًا متضافرة لمنع التنمية الفلسطينية في المنطقة (ج)، التي تشكل 60 في المائة من الضفة الغربية وتضم معظم أراضيها المفتوحة والزراعية -وجميع المستوطنات. وتعني سيطرة إسرائيل الأمنية والإدارية الكاملة على المنطقة (ج) أن أي بناء فلسطيني هناك يحتاج إلى موافقة إسرائيلية، والتي لا تُمنح أبدًا تقريبًا.‏
‏ما فتئت الهيئات الإسرائيلية الحكومية وغير الحكومية على حد سواء تدافع بثبات عن استمرار الاستيلاء على المنطقة (ج). في حزيران (يونيو) 2021، نشرت وزارة الاستخبارات تقريرًا موسعًا ناقشت فيه "خطة فياض" للعام 2009 -التي سُميت على اسم سلام فياض، رئيس الوزراء الفلسطيني في ذلك الوقت- والتي تضمنت برنامجًا لتأكيد السيطرة (الفلسطينية) على المنطقة (ج) والحصول على دعم أوروبي للمجتمعات الفلسطينية هناك.‏
وزعم تقرير صدر بعد شهرين عن "ريغافيم"، وهي مجموعة استيطانية يمينية متطرفة شارك سموتريتش في تأسيسها، أن بناء المدارس كان جزءًا من خطة فلسطينية للسيطرة على المنطقة (ج). وفي العام الماضي، حولت وزارة الاستيطان الإسرائيلية حوالي 20 مليون شيكل إلى المجالس الإسرائيلية المحلية في المنطقة (ج)، من أجل استخدامها في جمع المعلومات الاستخباراتية حول البناء الفلسطيني في المنطقة.‏
‏في العام 2017، نشر سموتريتش‏‏ "الخطة الحاسمة" التي وضعها للاستيلاء على الضفة الغربية. وعلى الرغم من أن الوثيقة لا تذكر المنطقة (ج) بالاسم، إلا أنه كتب أنه يجب على إسرائيل اتخاذ إجراءات لتحقيق "طموحنا القومي لإقامة دولة يهودية من النهر (الأردن) إلى البحر (المتوسط)". ‏
‏وسوف يتطلب القيام بذلك، كما أكد سموتريتش "عملاً سياسيًا قانونيًا لفرض السيادة على كل يهودا والسامرة (الاسم التوراتي للضفة الغربية)" بينما يتم بالتزامن إنشاء مدن وبلدات جديدة؛ والمزيد من تطوير البنية التحتية لتكون هذه المناطق على قدم المساواة مع تلك الموجودة داخل الخط الأخضر؛ وتشجيع "عشرات أو مئات الآلاف" من الإسرائيليين على الانتقال إلى الضفة الغربية. وقال: "بهذه الطريقة، سنكون قادرين على خلق واقع واضح لا رجعة فيه على الأرض".‏
‏وعلى الرغم من أن فكرة الضم الإسرائيلي الرسمي للضفة قد وُضعت على الرف مؤقتًا في العام 2020، إلا أن السلطات والمستوطنين على حد سواء يطبقونها عمليًا في المناطق التي هُجِّرت منها المجتمعات الفلسطينية قسرًا.‏
‏وقال ألون كوهين-ليفشيتز، وهو مخطط حضري في منظمة "بمكوم" غير الحكومية، التي تعمل مع المجتمعات المحلية في المنطقة: "التهديد الحقيقي ليس أوامر الهدم، وإنما هو عنف المستوطنين. من بين 50 مجتمعًا بحثنا فيها في المنطقة، هناك 20 مجتمعًا هي الأكثر عرضة للخطر، وقد غادر بعضها بالفعل. تحاول الدولة ’تطهير‘ المنطقة منذ العام 2014، من دون جدوى -حيث حالت التدابير الإجرائية، والدبلوماسية والقانونية دون تحقيق ذلك. ‏
‏وتابع كوهين-ليفشيتز: "الآن انتقلت الدولة من محاولة نشطة لترحيل (الفلسطينيين) إلى تجاهل سلبي لأعمال المستوطنين. إنه نهج أكثر ملاءمة وأكثر نجاحًا".‏
‏ما يزال عدد من الناشطين الإسرائيليين والدوليين يذهبون إلى المنطقة بانتظام منذ سنوات، ويحاولون الوقوف مع السكان الفلسطينيين ضد المستوطنين. ووصف الحاخام أريك آشرمان، أحد هؤلاء الناشطين، السياسة الإسرائيلية على النحو الآتي: "في كل مكان هناك ثلاث ضربات: التهديدات والعنف؛ الأضرار الاقتصادية الناجمة عن منع (الرعاة) من الوصول إلى أراضي الرعي؛ ودعم الدولة -من خلال عمليات الهدم والمصادرة، وعدم الرغبة في توفير أي حماية". ‏
‏وتابع آشرمان، محذرًا: "أخبرتني الشرطة بأنه لا يوجد شيء يمنع المستوطنين قانونًا من التجول في أماكن منازل (الفلسطينيين)، أو حتى داخل الخيام. إذا لم نفعل أي شيء، فإن المزيد والمزيد من المجتمعات ستغادر. نحن في حاجة إلى أن نكون حاضرين جسديًا على الأرض".‏
‏رفض الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي طلب التعليق.‏
 
*أورين زيف Oren Ziv: مصور صحفي منذ فترة طويلة ومؤسس مجموعة المصورين الصحفيين الحائزة على جوائز، Activestills، والتي ابتكرت اللغة البصرية المرئية والمقنعة لمجلة ‏‏Local Call‏‏ على مر السنين. منذ العام 2003، يقوم زيف بتوثيق القضايا الاجتماعية والسياسية في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة. انضم إلى فريق ‏‏Local Call‏‏ كمراسل صحفي في العام 2018، حيث غطى قصصًا يومية متعلقة بقضايا حقوق الإنسان والحقوق المدنية، من الاحتلال والإسكان الاستيطاني ميسور التكلفة إلى النضالات الاجتماعية والاقتصادية والاحتجاجات ضد التمييز. نُشرت أعماله في مدونة "‏‏نيويورك تايمز‏‏ لنس"، "‏‏الجزيرة"‏‏، "‏‏فايس"‏‏، ‏‏مجلة "تابلت"‏‏، وغيرها الكثير. حصل على جائزة اختيار القيمين في الشهادة المحلية الإسرائيلية لمتحف أرض إسرائيل خلال الفترة 2011-2014. حاصل على درجة الماجستير في البحث/ هندسة الطب الشرعي، من جامعة غولدسميث في لندن.‏
*نشر هذا التحقيق تحت عنوان: ‘It’s like 1948’: Israel cleanses vast West Bank region of nearly all Palestinians