عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Mar-2019

فيلم «كفر ناحوم» ...الوجه الآخر لـ«سويسرا الشرق»

 

 
عمان- الدستور -خالد سامح - في فيلمها الثالث المعنون بـ»كفر ناحوم» تأخذنا المخرجة اللبنانية نادين لبكي إلى عوالم قاع المجتمع والأجواء السفلية المهمشة في لبنان وفي العاصمة بيروت تحديدا، حيث قصص مأساوية صادمة تتسلل من خلف الصورة الوردية التي مازالت مرسومة في أذهان الكثير من الناس حول لبنان بلد الابداع والجمال والأناقة والفن، والذي لقب يوماً بـ»سويسرا الشرق» وعرفت كذلك عاصمته بيروت بـ»باريس الشرق».
«كفر ناحوم» عرض خصيصاً للصحفيين في سينما برايم بالعبدلي مول قبل أيام، وذلك بالتعاون مع الهيئة الملكية للأفلام ودون حضور مخرجته التي من المتوقع حضورها لعمّان خلال أيام ولقاؤها النقاد والصحفيين المهتمين بالشأن السينمائي وممن حضروا عرض فيلمها في عمّان.
يتناول الفيلم الجديد -والحاصل على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي والذي رشح كذلك للأوسكار – حياة طفل من الطبقة المسحوقة في لبنان في ضاحية فقيرة بائسة تقع بالقرب من بيروت وتدعى «كفر ناحوم»، الطفل المدعو زين يعيش ضمن أسرة مكونة من عدة بنات وأولاد في منزل ضيق مهددين بالطرد منه؛ مايضطرهم لتزويج ابنتهم القاصر سحر (11 عاما) إلى ابن صاحب العمارة، وعلى إثر ذلك يغادر زين البيت ويهيم في عشوائيات ليصادف نماذج بشرية مختلفة من لاجئين سوريين وتجار بغاء ومخدرات ومزورين وثائق وخادمات أجنبيات تتقاطع حكايته مع إحداهن وهي أثيوبية تدعى راحيل تقيم في لبنان بهوية مزورة وتنجب طفلاً تسميه يونس حيث تجهد في إخفائه عن الأعين وعن سلطة الإقامة في لبنان، وتوكل مهمة الاعتناء به خلال عملها إلى زين الذي يبيعه بدوره إلى أحد المزورين ومهربي اللاجئين الى اوروبا مقابل 400 دولار ووعد بتهريبه إلى السويد...يعود زين الى المنزل للبحث عن أية ورقة رسمية تثبت شخصيته إلا أنه يصعق حين يعلم بموت شقيقته سحر وهي حامل في الشهر الثالث ما يضاعف نقمته على عائلته ويدفعه لطعن زوجها بالسكين..وحين يقف في المحكمة أمام القاضي وبحضور المحامية التي تدافع عنه ( المخرجة نفسها) يعلن أنه يرغب برفع قضية على والديه، فيستفسر القاضي منه عن السبب، ليجيب: لأنهم أنجبوني.
فيلم «كفر ناحوم» مشحون بطاقة درامية عالية ويطرح كذلك قضية فلسفية متعلقة بوجود الانسان في هذا العالم وعدم مسؤوليته أوتخييره في ذلك ..إلا أنه في ذات الوقت ينزع في أجوائه نحو الأعمال الوثائقية؛ ما دفع بعض النقاد لاعتباره شبيهاً بأفلام دعائية تنتجها منظمة اليونيسف لبرامجها ومشاريعها حول معالجة مآسي الأطفال حول العالم لاسيما في الدول التي تشهد حروب وصراعات ولجوء، كما اتهم بأنه فيلم يتكئ على المبالغة كعنصر أساس في استدرار عواطف الجمهور ...ملاحظات كثيرة يمكن التوقف عندها؛ لكن لايمكن للمشاهد أن يغفل تلك التعابير البصرية الشفيفة والمؤثرة والمصاغة بحرفية وحساسية عالية في بعض مشاهده.
أدى دور زين الطفل فادي يوسف والخادمة راحيل ياردوناس شيفراو إضافة للمخرجة نفسها بدور المحامية وعدد آخر من ممثلين غير محترفين.
نادين لبكي..من الفيديوكليب الى السينما
بدأت نادين لبكي حياتها الفنية كمخرجة لأغاني الفيديوكليب، وفي عام 2007 اشتركت لبكي في مهرجان كان السينمائي الدولي من خلال فيلمها الأول (كراميل) سكر بنات، والذي يعرض مدينة بيروت التي لم يعرفها معظم الناس، .وبدلا من ان تستعرض القضايا السياسية التي أزعجت لبنان قدمت كوميديا من خلال خمس سيدات لبنانيات يعشن في بيروت تجمعن في مركز تجميل ويناقشن القضايا المتعلقة بالحب والجنس والتقاليد والإحباط والتغيرات اليومية . تم عرض الفيلم لأول مرة خلال أسبوعي المخرجين بمهرجان كان السينمائي في 2007 ،وكان ناجحا تجاريا في صيف العام نفسه ، فقد تم بيعه في جميع أنحاء العالم وحصد الجوائز الهامة في عدة مهرجانات حول العالم ،حيث جعلها تلقى الكثير من الإشادة كممثلة ومخرجة على حد سواء ، ووضعها في قائمة أفضل 10 مخرجين في مهرجان صندنس السينمائي، وفي عام 2008 منحتها وزارة الثقافة والإعلام الفرنسية شارة فارس وسام الفنون والآداب.
وفي عام 2010 أخرجت لبكي ولعبت دور البطولة في ثاني عمل درامي لها (وهلأ لوين؟)الذي يتناول بحس فكاهي موضوعا حساسا وهو قصّة مجموعة من النساء مسيحيات ومسلمات من قرية لبنانية واحدة يتجاور فيها المسجد مع الكنيسة، يحاولن بكل الوسائل منع تجدد الحرب الدينية في قريتهن. تم عرض الفيلم لأول مرة بمهرجان كان السينمائي في فئة «Un Certain Regard»نظرة خاصة عام 2011 ، وقد حقق الفيلم نجاحا دوليا؛ حيث نال جائزة اختيار الجمهور بمهرجان تورنتو السينمائي الدولي، وحصد هذا الفيلم أيضا العديد من الجوائز الآخرى في المهرجانات حول العالم مثل : مهرجان كان ومهرجان سان سيباستيان الدولي ومهرجان ستوكهولم السينمائي، وقد تم أيضاً ترشيح الفيلم لجائزة أفضل فيلم أجنبي باختيار النقاد في لوس أنجلوس.