عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Nov-2024

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر.. ولكن!*د. أسعد عبد الرحمن

 الراي 

بعد الانتصار الكاسح للرئيس الأميركي السابق (والقادم) دونالد ترامب خاصة بعد «استيلائه على السلطات الثلاث»، كثرت الآراء حول مستقبل العلاقات الأميركية/الإسرائيلية والموقف من الصراع العربي- الصهيوني.
 
وفي هذا السياق، أمكن–اساساً من ادبيات سياسية إسرائيلية وغربية رصينة- حصر ثلاثة سيناريوهات كبرى:
 
أولها: يستند الى ما يخطط له بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي (ايضاً المنفرد راهنا بالحكم). والمقصود هنا: تكرار عملية «حلب البقرة» (الأميركية الترامبية) مع بداية الفترة الرئاسية الجديدة للرئيس المنتخب. وفي هذا النطاق، وفي مستوى الحد الأدنى، يدفع نتنياهو- بقوة شهية مفتوحة -نحو تكبير «إسرائيل الصغيرة جداً» (وفق تعبير ترامب). وعليه، يخطط «ملك إسرائيل» للحصول على موافقة ودعم «الملك ترامب» لضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية والاعتراف بشرعية «مستوطنات» اضافية فيها وأيضاً تأكيد السيطرة الإسرائيلية على قطاع غزة وربما اطلاق «وحش الاستيطان» فيه، علاوة على إقامة منطقة امنية عازلة في لبنان حتى حدود نهر الليطاني! ولعل قمة اماني نتنياهو: النجاح في اقناع الرئيس الأميركي القادم بشن حرب لضرب النظام الإيراني ومؤسساته ومرتكزاته وبالذات «المنشآت النووية».
 
وفي هذا السياق، يجد الباحث عديد الآراء والاقتباسات الإسرائيلية والغربية والعربية المتزنة التي ترجح هذا السيناريو وبخاصة بعد اتضاح الصورة العامة للطاقم الذي سيتولى الحكم الى جانب الرئيس ترامب، وهو طاقم يضم مجموعة من المتطرفين والمتشددين الصهاينة «الموالين» لإسرائيل (ربما أحياناً أكثر من ولائهم للولايات المتحدة ذاتها) وبعضهم كذلك من ألد خصوم الصين وايران.
 
أما السيناريو الثاني فمختلف كثيراً حيث إن عدداً متزايداً من المراقبين الإسرائيليين (وغيرهم) يتوقع ألا يتجاوب الرئيس الأميركي القادم مع كل ما يتمناه نتنياهو وائتلافه الحاكم. فترامب النرجسي/الدكتاتوري (وبالذات وان هذه هي ولايته الأخيرة) يسعى بكل قوة لدخول التاريخ بصفته «باني أميركا العظيمة» و"مطفئ حرائق الحروب» حول العالم، علاوة على توسيعه لاتفاقات ابراهام (بما يؤهله ربما لنيل جائزة نوبل للسلام منهياً، بالتالي، رصيده الجنائي المتعدد الذي التصق باسمه عبر سنوات). ويضاف الى هذا «نجاح» نتنياهو في «حرق «سمعته السياسية بما جعله يصبح عبئاً على حلفائه اذ بعد ان أصبحت «صيانته.. عالية التكاليف» الامر الذي جعل أحدهم يتوقع ان يتولى ترامب اطاحة نتنياهو!! ومع ذلك، فإنك لن تجد باحثاً أو مراقباً رصيناً يأمل في ان يتراجع الرئيس ترامب عن جوهر سياساته السابقة المتضمنة اساساً فيما سبق واسماه «صفقة القرن» سيئة السمعة والصيت!
 
وعن السيناريو الثالث، يتزايد عدد من يرى من السياسيين والباحثين والإعلاميين والعسكريين بان محصلة سياسة ترامب في عهده الجديد ستكون مزيجاً (غير محدد النسب المئوية بدقة) يضم في ثناياه خليطا من عناصر ومكونات السياسة والمواقف الموصوفة في السيناريوهين السابقين.
 
اذن، نحن امام مضامين ثلاثة سيناريوهات قاسية احلاها مرّ المذاق والنتائج، ومن المرجح لها ان تدوم معنا لسنوات اربع عجاف! غير ان هذا الاستخلاص يجب ان لا ينسينا حقيقة ان عهد ترامب الأول مضى دون ان يستطيع فرض سياسته ورؤيته على الشعب الفلسطيني المصابر والمناضل والمقاوم منذ «قرن» من الزمان، وهو– ومعه شرفاء واحرار العالم- كفيل بتجاوز صفقة «قرن» ترامب بنسختها الجديدة المتوقعة!