الدستور
لم تستفد الحركة اليهودية الصهيونية من درس الهولوكوست- المحرقة النازية، فالمحرقة النازية الهائلة، التي أودت بحياة مئات الألوف من اليهود الأوروبيين، في حقبة الحرب العالمية الثانية، لم تستطع أن تُجهِز على الشعب اليهودي، المكون من خليط ذري هجين من الأعراق التي لا تجانس فيها !!
فكيف تظن زمرة الإرهابيين المذهونين برئاسة الإرهابي نتنياهو، ان محرقتهم ضد الشعب العربي الفلسطيني، ستتمكن من إنهاء هذا الشعب العظيم، الذي تحتدم مقاومته منذ ما يزيد على 100 عام؟!
سهرنا في منزل الصديق الشاعر موسى حوامدة مع الأسير الفلسطيني المحرر حديثًا، المناضل جميل عوض الذي أمضى نحو 15 سنة في معتقلات الكيان الإسرائيلي وسألته: أَمَا تزال معتقلات الكيان تستقبل أسرى فلسطينيين؟!
قال: طبعًا !!
قلت: طالما يدخل أسرى فلسطينيون شباب إلى معتقلات كيان الاحتلال الإسرائيلي؛ فإن مقاومة الشعب العربي الفلسطيني محتدمة ومتقدة ومتجددة في مواجهة الكيان المنبوذ، مقترف جرائم الإبادة الجماعية.
لم يستطع المشروع الصهيوني، ان يقهر الشعب العربي الفلسطيني شعب الجبارين، رغم تعدد مرضعاته الداعمات السمينات، ورغم كل ما تضخ في عروقه من دعم مالي وعسكري ودبلوماسي وأمني واستخباري، فكيف سيَفك نفسه من غيره من ابناء الشعب العربي في الاقطار التي يعلن انها أرض إسرائيل الكبرى ؟!
قاعدة كل بني البشر الحتمية، في كل الأزمان والبلدان، هي:
الاحتلال = مقاومة الاحتلال.
وكان طبيعيًا أن تفعل هذه القاعدة المطلقة فعلها في فيتنام، ليبيا، الجزائر، اليمن، الفلبين، كمبوديا، لاوس، الكونغو، تشيلي، الصين، الهند، جنوب أفريقيا، وفلسطين.
فائض القوة يقود إلى الفجور والشر، والعمى الاستراتيجي المدمر، وهذا ما يقع فيه كيان الاحتلال الإسرائيلي !!
وإن من يضطهد غيره لا يكون حرًّا.