عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    31-Mar-2019

مــــاذا يـحـــوي تقــــريـــر مــــولـــــر؟ - ريان غريم

 

- «تروث ديغ»
لقد كانت اقالة تردد صداها في العالم كله. اذ بحركة واحدة، وبناء على توصية من صهره جاريد كوشنر، اقال الرئيس دونالد ترامب جيمس كومي في التاسع من ايار عام 2017. وقد اسفر ذلك عن تغيير مسار رئاسة ترامب.
علم كومي، الذي كان يلقي خطابا في كاليفورنيا، بامر الاستغناء عن خدماته حين تداولته وسائل الاعلام في الاخبار. والقى ترامب، اثر الضغط الذي تعرض له لتبرير قراره، باللوم على موظف في وزارة العدل يدعى رود روزنشتاين، وهو رجل عينه ترامب ذاته في منصبه. وفي تبريره للاقالة، اصدر ترامب مذكرة كتبها روزنشتاين، بناء على طلب ترامب، يعدد فيها اخفاقات كومي على مدى سنوات. 
لقد كانت الخطوة المندفعة الثانية لترامب، وربما كانت اخطر خطوة اتخذها. ومما اثار حيرة ترامب ان المدعي العام جيف سيشنز رفض الاشراف على التحقيق المتعلق بالتدخل الروسي في انتخابات عام 2016. وهذا عنى ان السلطة انتقلت الى روزنشتاين، المسؤول الثاني حسب الرتبة في وزارة العدل. ونتيجة غضبه من محاولة ترامب القاء اللوم عليه فيما يخص اقالة كومي، استعمل روزنشتاين ما لديه من صلاحيات احادية الجانب من اجل القيام بالشيء الوحيد الذي من شانه ان يضر بترامب بدرجة اكبر من اي شيء اخر: فقد أنشأ منصب المستشار الخاص وعين في الشاغر المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالية روبرت مولر. قال كومي اثناء شهادته امام مجلس الشيوخ عام 2017: «بوب مولر واحد من اعظم المسؤولين في البلاد».
ان نتاج تحقيق مولر الذي استمر مدة عام ونصف مكتمل الان وقد سلم قبل فترة وجيزة الى وزارة العدل. ومن المرجح الا يكشف عنه علنا، لكن التحقيق اسفر فعلا عن بعض اهم الوثائق التي اعلنها على الملأ نائب عام في الولايات المتحدة، ما ألقى ضوءا استثنائيا على عالم المال الوفير والسياسة الحرجة والضغط الاجنبي، وهو عالم تدور احداثه غالبا على الاضواء الخافتة لمطاعم جورج تاون او غيرها من الاماكن.
يمكن العثور على هذه الوثائق في ملفات مولر القانونية. كتب تشاد داي وايريك تاكر من اسوشييتد برس، عقب اطلاع شامل على ملفاته، قائلين: «تحدث مولر في المحكمة بصوت عال وان كان على نحو غير مباشر. واثناء قيامه بذلك، تعقب عملية روسية محكمة بثت الفوضى في انتخابات رئاسية اميركية وحاولت ان تساعد ترامب في الفوز بالبيت الابيض. لقد تتبع حملة للحزب الجمهوري قبلت بدعم الكريملين ودافعت عن مادة مسروقة من اجل الاضرار بخصم سياسي. وفي نهاية المطاف، كشف عما تلا ذلك من اكاذيب وخداع واثراء شخصي وغطرسة. واستنادا الى الالاف من الاوراق القانونية، وضع المستشار الخاص تقريره العام».
وقد نعت الرئيس ترامب تحقيق مولر على نحو متكرر بانه مطاردة للمعارضين قد شنتها وسائل اعلام مضللة ومحاولة من الدولة العميقة لتقويض دعائم ادارته. ويستطيع القراء بانفسهم ان يقرروا مدى شرعية ذلك التحقيق. 
وحيث انها تتصل برئاسة ترامب على نحو خاص، فان مهمة التحقيق شملت ايضا احتمال قيامه هو او اعضاء رفيعي المستوى في حملته الانتخابية بالتآمر الصريح مع مساعي الحكومة الروسية في سبيل اضعاف موقف هيلاري كلينتون، او احتمال سعي ترامب او بعض معاونيه للتغطية على احد هذه الانشطة واعاقة التحقيق فيها. في حال كان هذا صحيحا، فما الذي ربحوه؟ لم توجه اي اتهامات بحق احد في دائرة معارف ترامب بخصوص التآمر مع المسؤولين الروس.