“التأجيل”.. مسار يتخذه العديدون هروبا من الالتزام وإنجاز المهمات!
مجد جابر
عمان – الغد- التأجيل بالمهمات كافة الملقاة على عاتقه، سواء اجتماعيا أو عائليا أو حتى على مستوى العمل، يعد مشكلة يعاني منها إبراهيم محمود لدرجة سببت له الكثير من المشاكل والخسارات، والسبب هو أنه شخص يتهرب من الالتزام، ويتراجع دائما عن مواعيد ولقاءات وأمور كان عليه إنجازها.
إبراهيم يعترف أن الموضوع أحياناً يكون بحاجة منه فقط الى إجراء مكالمة هاتفية أو حتى رسالة للاطمئنان أو القيام بواجب معين تجاه شخص ما، الا أنه في كل مرة يتذكر فيها أنه لابد من القيام بالأمر، يقوم بتأجيله حتى يتكرر ذلك مرات عدة ويصبح القيام بالشيء لا فائدة منه على الإطلاق لأنه مر وقت طويل عليه.
ويضيف أنه من وراء تأجيله المستمر والنفور من الالتزام، خسر الكثير من أصدقائه الذين توقعوا معه الاطمئنان عليهم أو تقديم واجب التعزية أو حتى التهنئة بمناسبة ما، مبيناً أنه يعترف بمشكلته الكبيرة في شخصيته، ولا يعرف كيفية حلها والتخلص منها، خصوصاً وأنها وضعته في العديد من المشاكل والمواقف المحرجة.
إبراهيم ليس وحده الذي يعاني من هذه المشكلة، هبة عبدالله هي الأخرى لديها هذا الطبع في شخصيتها، وهذه الخصلة سببت لها العديد من المشاكل عدا عن العلاقات الاجتماعية التي خسرتها، وفي الوقت تأجيلها لكثير من الأمور والمواعيد المهمة وعدم الذهاب، ضرها شخصياً كثيراً.
وتضيف أنها كانت تعتقد أن هذا التأجيل ينطبق على الأمور البسيطة، حتى جاء الوقت الذي كان لابد أن تقوم به بترتيب الحجوزات وإنجاز بعض الأمور لحفل زفافها؛ إذ بقيت تؤجل الترتيبات حتى مر الوقت ولم تستطع إنجاز أي شيء كما كانت تريد وجرى الحفل بطريقة بعيدة تماما عما كانت تتمناه، ذلك عدا عن المشاكل التي حصلت بينها وبين خطيبها بسبب تأخرها وتأجيلها لكل شيء.
وتضيف هبة أنها فعلاً ترغب بإيجاد حل جذري لهذه المشكلة التي تعاني منها، فهي لا تعرف كيف تتخلص من هذا الطبع السيئ بها، مبينةً أن الأمر بات يؤثر على حياتها الشخصية كثيراً ويخلق لها المشاكل.
في حين أن أغلب خلافات هند مع زوجها هي تأجيله الأمور بشكل مستمر حتى في أبسط الأشياء التي تسببت بمشاكل كبيرة في عمله، مبينةً أنها لا تعرف ما المشكلة لديه في موضوع تأجيل الأمور الذي بات يكلفه خسائر مادية عدا عن الخسائر الاجتماعية.
وتضيف أن هذه الخصلة التي يعاني منها زوجها أوجدت بينهما العديد من المشاكل وفي كل مرة يعدها بأن يتخلص منها، الا أنها واثقة بأنه طبع ولن يتخلى عنه أبداً.
وفي ذلك، يذهب الاختصاصي النفسي والتربوي الدكتور موسى مطارنة إلى أن شخصية الإنسان تتشكل بحسب التنشئة والتربية التي تلقاها، وبناء عليه قد يكون الدلال الزائد أحيانا أوجد لديه صفات مثل عدم تحمل المسؤولية، وأن دائماً هناك من يقوم بإنجاز الأعمال بدلا منه، ما يجعله في المستقبل مترددا وغير واثق بما يفعله، فيلجأ إلى التأجيل.
ويشير مطارنة إلى أن هذا الأمر يفوت على الشخص العديد من الفرص، لافتاً الى أنه بحاجة للتدريب على إنجاز الأشياء بأوقاتها وبسرعة، لأن هذا التردد له انعكاسات سلبية عليه وعلى من حوله.
ويضيف أن هؤلاء أشخاص قد يكونون على درجة عالية من الذكاء، لكنهم دائماً يلجؤون إلى تأجيل الأشياء لآخر لحظة، ويفتقدون روح المبادرة وكذلك الإنجاز واللحاق بالوقت، لذلك لا بد دائما من توجيههم والإلحاح عليهم وتدريبهم، واتباع استراتيجيات مختلفة معهم حتى يستطيعوا إنجاز الأمور بأوقاتها وبدون تأخير وتأجيل.
ويعتبر مطارنة أن هذه الأمور اذا حدثت بين الزوج والزوجة تحديداً تصبح هناك مشاحنات وتخلق خلافات زوجية عديدة، كذلك في الوظيفة تسبب مشاكل كبيرة، لأن العمل بحاجة الى إنجاز وسرعة، لذلك لا بد من التعامل مع هؤلاء الأشخاص بحزم شديد.