عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Aug-2025

غزة الإبادة الجماعية.. وحرب المجاعة.. هناك خطط جهنمية!* حسين دعسة

 

الدستور المصرية -
 
الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح ما زالت مستعرة، هى حرب اختارتها وتقودها حكومة اليمين المتطرف التوراتى الإسرائيلية النازية، بدعم مباشر وتخطيط مشترك مع الإدارة الأمريكية والبنتاغون والرئيس الأمريكى، منذ معركة طوفان الأقصى، فى السابع من تشرين الأول، أكتوبر ٢٠٢٣، وهى اليوم استمرار لما بعد الإبادة الجماعية... وتستمر، فتبلورت بقيادة السفاح، هتلر الألفية الثالثة، نتنياهو، حرب المجاعة.. ومعها المزيد من خطط جهنمية، أبعادها لا توقف للحرب، وهو قرار لم يعد من أسرار الكابينيت الصهيونى، أو الإدارة الأمريكية، وربما رغبات الرئيس الأمريكى ترامب، الذى يصمت ويعيد أفكار التهجير والإبادة، بحجة الخلاص من حركة حماس والمقاومة الفلسطينية !.
 
* مستقبل قطاع غزة.. مسار الخطة الخفية
بعيدًا عن الأوساط السياسية والأمنية، والدبلوماسية، تتعثر الدول الوسطاء فى ملاحقة جولات المفاوضات، وتترك أسئلة عديدة، معقدة ومركّبة فى آنٍ متصل، وهى أسئلة الحالة التى تكشف عن ماهية مستقبل قطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، فحرب المجاعة والإبادة الجماعية تتقاطع مع غياب رؤية المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، وتبادلات الدبلوماسية الأمريكية والأوروبية والعربية والإسلامية، التى يغيب عن هاجسها أن مستقبل قطاع غزة ورفح، والقضية الفلسطينية، مرهون بضرورة أساسية، هى التى يثيرها سؤال المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، قبل حركة حماس:
- إلى متى استمرار الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة، وهى التى مرت بالإبادة والمجازر ومحاولات التهجير القسرى والتطهير العرقى، المجاعة؟!.
 
.. قطعًا، هناك ما بات حديث العالم ومجالًا واسعًا للإعلام والصحافة والدبلوماسية المكثف، أن «الخطة الخفية» لن تبقى، عمليًا، مجرد فرضية وسط انعدام المعلومات الأمريكية أو الإسرائيلية المكشوفة أمام الأطراف كافة، فى المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، عدا عن الدول الوسطاء، جمهورية مصر العربية، ودولة قطر، والولايات المتحدة، التى تقود منذ أشهر طويلة ماراثونًا سياسيًا، أمنيًا بين عواصم، القاهرة الدوحة، تصطدم بالتعنت الإسرائيلى الصهيونى، والصمت الأمريكى، الذى يخفى مشاريعه لقطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، كاشفات، بين أزمة وأخرى، أن الحرب لن تتوقف، لكنها تفرض نفسها بقوة فى ظل جمود تفاوضى وميدانى، ومساعٍ أمريكية وإسرائيلية لاستثمار «صورة تجويع غزة» لفرض وقائع جديدة تستغل بشكل عدوانى إرهابى، يفيد، شكليًا، نحو ادعاء «محاصرة صور ومآسى الإبادة الجماعية والمجاعة، والاصطدام لتعثر المفاوضات بقصدية سياسية تطيل استمرار حرب السفاح نتنياهو، وبالتالى استمرار الدعم الأمريكى لمشاريع وخطط الحرب التى زادت عن ٢٢ شهرًا.
.. والحقيقة اليوم أن أزمة المساعدات الإنسانية، ترتيب أمنى، بند أساس فى حرب الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية، وهذا يحدد أبعاد الخطة الخفية، التى قد تعلن قريبًا، نتيجة إفادة وتقارير المبعوث الأمريكى الرئاسى ويتكوف، بعد زيارته الشكلية لقطاع غزة. 
 
السؤال هنا:
- هل اتفق الرئيس الأمريكى ترامب مع السفاح نتنياهو على فرض وقائع تقود إلى تفكيك ملفات المفاوضات المفصلية على طريقتها، بعيدًا عن جهود الدول الوسطاء؟
ليست نتيجة، إنما تحليل يصطدم بالمعلومات، التى تعلمها الإدارة الأمريكية. 
. ليس، سرًا، الإجابات رهينة ما قد تحمله التطورات المتسارعة، القادمة من العاصمة واشنطن، وهى تغيب عن واقع الحرب والمجازر والمجاعة فى القطاع المنكوب، على صعيد الوضع الإنسانى أو الميدانى، مرورًا بمصير المفاوضات التى تتأرجح وتصدمها المواقف الأمريكية والإسرائيلية والإقليمية والدولية والأممية.
 
* لماذا انفصل ترامب عن نتنياهو بسبب مجاعة غزة؟
هذا السؤال المحير طرحه «جوناثان ليمير» و«إسحاق ستانلى بيكر»، فى مجلة الأطلسى، ونشرت القراءة يوم 31 يوليو 2025، وضع لها مؤشر يقول: «يريد الرئيس ترامب أن تنتهى الحرب ويعتقد أن- السفاح- نتنياهو يقف فى طريقه».
 
.. «ليمير» و«بيكر»، فكفكا السؤال، عبر تحليل سارد لطبيعة العلاقات الأمريكية، الإسرائيلية، وكانت المحددات فيها:
 
* أولًا: نوبل للسلام
قبل بضعة أسابيع تبادل الرئيس ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو تهنئةً رمزيةً بالغة الأهمية. انتقد ترامب بشدة المدعين العامين المسئولين عن محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلى بتهم الفساد، ووصفهم بأنهم «خارجون عن السيطرة»، بينما رشح نتنياهو الرئيس الأمريكى لجائزة نوبل للسلام التى طالما طمح إليها.
 
* ثانيًا: الصراع الأعمق بين الرجلين
كل النوايا الحسنة التى تولدت من هذه الإيماءات سرعان ما تبددت.. ولم تكن كافية للتغلب على مصادر الصراع الأعمق بين الرجلين: المجاعة فى قطاع غزة، والغارات الجوية فى سوريا، وعدم وجود اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
 
فى الأيام الأخيرة أعلن ترامب انفصاله العلنى والمتكرر عن نتنياهو، رافضًا محاولات حليفه المتقطعة للتقليل من شأن المجاعة فى غزة، والتى قوبلت بإدانة دولية. وقد أرسل ترامب، منزعجًا من صور الأطفال المحتضرين، مبعوثه الدبلوماسى، ستيف ويتكوف، إلى المنطقة، جزئيًا للضغط على إسرائيل لتخفيف أزمة الجوع. فى غضون ذلك، فوجئ الرئيس وكبار مساعديه بالضربات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا والهجوم الصاروخى الذى أصاب الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة فى غزة.
 
* ثالثًا: ترامب.. وإنهاء الحرب
أخبرنا مسئولان فى الإدارة الأمريكية أن ترامب قد أصبح يُصدق ما كان يعتقده الكثيرون فى واشنطن منذ أشهر: إن نتنياهو يسعى لإطالة أمد الصراع فى غزة، فى تحدٍ صريح لرغبة ترامب فى إنهاء الحرب. يعتقد الرئيس وبعض مساعديه أن الأهداف العسكرية الإسرائيلية فى غزة قد تحققت منذ زمن بعيد، وأن نتنياهو واصل هجوم إسرائيل، الذى أودى بحياة عشرات الآلاف من المدنيين، للحفاظ على سلطته السياسية. كما يعتقد البيت الأبيض أن نتنياهو يتخذ خطوات تُعوق أى اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار.
 
لكن المسئولين قالا إنهما لم يتوقعا أن يحاسب ترامب نتنياهو بأى شكل من الأشكال. «ومثل غيرهما، تحدثا إلينا بشرط عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة أمور حساسة».
 
* رابعًا: اللوم على حماس
مع شعور ترامب بعدم احترام نتنياهو، فإن غضبه لم يُترجم إلى أى تحول كبير فى السياسة الأمريكية. ألقى الرئيس باللوم على حماس فى الانهيار الأخير لمحادثات وقف إطلاق النار. ورفض الانضمام إلى فرنسا والمملكة المتحدة فى تعهداتهما هذا الأسبوع بالاعتراف بدولة فلسطينية إذا لم تُحسّن إسرائيل الوضع الإنسانى فى غزة وتلتزم بعملية السلام. وأصرّ مسئول فى البيت الأبيض لنا على أنه «لا يوجد قطيعة كبيرة» بين ترامب ونتنياهو وأن «الحلفاء قد يختلفون أحيانًا، حتى بطريقة حقيقية للغاية». هذا الصباح، فى محاولة على ما يبدو لتجاهل خلافاته مع نتنياهو، كتب ترامب على موقع Truth Social: «أسرع طريقة لإنهاء الأزمات الإنسانية فى غزة هى أن تستسلم حماس وتطلق سراح الرهائن!!!»
 
* خامسًا: إحباط رؤساء الولايات المتحدة
.. وفق محددات «ليمير» و«بيكر»، لنتنياهو- السفاح- تاريخ طويل فى إحباط رؤساء الولايات المتحدة. فقد انتقل جو بايدن من احتضان رئيس الوزراء بحرارة فى الأيام التى أعقبت هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى الصراخ عليه بسبب ملاحقته للحرب. كانت علاقة ترامب ونتنياهو وثيقة خلال الولاية الأولى للرئيس، إلى أن غضب ترامب من نظيره الإسرائيلى لاعترافه بفوز بايدن عام 2020. ومنذ ذلك الحين، استمرت علاقتهما على نحو متقطع. استضاف ترامب نتنياهو فى البيت الأبيض ثلاث مرات خلال الأشهر الستة الماضية، بما فى ذلك زيارة فى وقت سابق من هذا الشهر، تبادلا خلالها كلمات دافئة. لكن ترامب لم يتوقف فى إسرائيل خلال رحلته الأخيرة إلى الشرق الأوسط.
 
* سادسًا: المجاعة بين الأطفال
لقد وضعت أزمة الجوع فى غزة ضغطًا جديدًا على علاقتهما. فى مارس، فرضت إسرائيل حصارًا على القطاع المكتظ بالسكان، مما منع وصول الغذاء والإمدادات إلى سكان غزة بعد أكثر من 20 شهرًا من الحرب. حذرت منظمات حقوق الإنسان هذا الشهر من المجاعة على نطاق واسع، خاصة بين الأطفال. وتحت ضغط دولى مكثف، سمح نتنياهو بدخول بعض المساعدات الغذائية إلى المنطقة فى الأيام الأخيرة، لكنه أصر أيضًا على أنه «لا يوجد مجاعة» فى غزة. قبل اجتماع مع رئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر فى اسكتلندا، يوم الإثنين الماضى، سأل الصحفيون ترامب عما إذا كان يتفق مع تقييم نتنياهو. قال ترامب: «بناءً على التليفزيون، أود أن أقول لا بشكل خاص، لأن هؤلاء الأطفال يبدون جائعين للغاية». وأضاف لاحقًا: «هذه أشياء حقيقية عن المجاعة. أراها، ولا يمكنك تزييف ذلك».
 
* سابعًا: صور مشروعة
هذه ليست المرة الأولى التى يرد فيها ترامب على صورٍ مروعة. ففى عام ٢٠١٧ أمر بشن ضربات صاروخية على قاعدة جوية سورية بعد أن عُرضت عليه قبل أيام صورٌ وصفها بـ«المرعبة» لأطفال قُتلوا بأسلحة كيميائية. وفى وقتٍ سابق من هذا العام، أطلق خطابًا حادًا نادرًا ضد فلاديمير بوتين بعد أن عُرضت عليه صور أطفال أوكرانيين قُتلوا فى غارة جوية روسية. وهذا الأسبوع، أخبرنا مسئولان فى الإدارة الأمريكية أن ترامب انزعج من صور غارة روسية على دار رعاية مسنين فى كييف.. ويمكن تحليل ذلك وفق القراءة التى تبنتها مجلة الأطلسى:
 
* 1:
إن إحباط ترامب من الحرب المستمرة فى روسيا قد أثر على رد فعله على ما يراه الآن فى غزة. خلال حملة عام 2024، تفاخر ترامب كثيرًا بأنه أبقى العالم خاليًا من الصراع خلال فترة ولايته الأولى، وعاد إلى المكتب البيضاوى هذا العام متعهدًا بإنهاء الحروب فى غزة وأوكرانيا بسرعة. وبدلًا من ذلك تصاعدت كلتاهما، مما أدى إلى إذلال ترامب.
 
* 2:
لقد تحدى بوتين مرارًا وتكرارًا رغبات ترامب فى وقف إطلاق النار، مما دفع الرئيس، الذى غالبًا ما ينظر إلى السياسة الخارجية من خلال عدسة شخصية، إلى التفكير فى الوقوف أخيرًا فى وجه الزعيم الروسى. «أعلن ترامب هذا الأسبوع أنه سيمنح بوتين 10 أيام لوقف الحرب فى أوكرانيا وإلا فإنه سيعطى الضوء الأخضر لسلسلة من العقوبات». * 3:
.. أثارت الضربات الأخيرة لنتنياهو فى سوريا ورفضه الادعاءات المتعلقة بمجاعة غزة غضب ترامب. ويتطلع الرئيس إلى تحقيق الاستقرار فى الشرق الأوسط- وتوسيع اتفاقيات إبراهيم، التى أدت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعديد من دول الخليج فى ولايته الأولى- من أجل تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية فى المنطقة.
 
* ثامنًا: معارضة السفاح نتنياهو
إن استعداد الرئيس ترامب لمعارضة السفاح نتنياهو لا يعكس خلافًا جديدًا بين الرجلين بقدر ما يعكس نهج الرئيس «أمريكا أولًا»، أى أن سياسة واشنطن الخارجية لن تُمليها إسرائيل أو أى دولة أخرى. 
 
-1: ترامب غير راغب فى قبول رواية نتنياهو للأحداث، سواء فيما يتعلق بالأوضاع على الأرض فى غزة أو بالحكومة الجديدة فى سوريا. 
 
-2: عندما يزور إسرائيل، كُلّف ويتكوف، مبعوث الرئيس، بوضع تقييمه الخاص للوضع الإنسانى فى غزة وجدوى مؤسسة غزة الإنسانية، وهى منظمة أمريكية غير ربحية تأسست فى وقت سابق من هذا العام لتوزيع الغذاء فى القطاع، حسبما أخبرنا المسئولان الأمريكيان.
 
-3: ناقش المساعدون دفع إسرائيل إلى زيادة كمية الغذاء والإمدادات التى تسمح بدخولها إلى غزة بشكل كبير- بحيث حتى لو سرقت حماس بعضها، كما تزعم إسرائيل أنه حدث من قبل، فسيصل ما يكفى منها إلى أيدى المدنيين- مع الضغط فى الوقت نفسه على الجيش الإسرائيلى لوقف إطلاق النار على المدنيين.
 
* تاسعًا: أمد الحرب
يواجه السفاح نتنياهو انتقادات لإطالة أمد الحرب، ويحاول أعضاء حكومته إثبات أن إسرائيل تُعدّ رصيدًا للسياسة الخارجية لترامب. وجادل رون ديرمر، وزير الشئون الاستراتيجية الإسرائيلى والسفير السابق لدى واشنطن، فى مقابلة بودكاست، الأسبوع الماضى، مع ديفيد فريدمان، السفير الأمريكى لدى إسرائيل خلال ولاية ترامب الأولى، بأن أهمية إسرائيل للأمن القومى الأمريكى «ستزداد أكثر فأكثر» مع سعى واشنطن إلى تقليص وجودها فى الشرق الأوسط والتركيز على المنافسة مع الصين.
 
.. وفى تحليل «ليمير» و«بيكر» أن صبر الرئيس ترامب ينفد، لا سيما تجاه حماس، وليس تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلى. يواصل ترامب إلقاء اللوم على الجماعة الإرهابية فى بدء الصراع مع إسرائيل، وقد انحاز إلى حد كبير إلى وجهة نظر إسرائيل بشأن الحرب «بما فى ذلك الترويج لخطة ما بعد الحرب لجعل غزة ريفييرا الشرق الأوسط.
 
-1: عندما سُئل هذا الأسبوع عن الخطط البريطانية للاعتراف بدولة فلسطينية، رفض ترامب الفكرة واعتبرها «مكافأة لحماس». 
 
-2: الأسبوع الماضى، صرّح ترامب للصحفيين، بعد اتصال هاتفى مع نتنياهو، بأن على إسرائيل «إتمام المهمة» و«التخلص من حماس» لأن الحركة لا ترغب فى إبرام صفقة لإطلاق سراح الرهائن المتبقين.
 
* عاشرًا: سياسة «لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا»
فى نهاية المطاف.. يريد ترامب إنهاء الحرب، وهو يدرك الغضب المتزايد تجاه إسرائيل من قِبل مؤيدى سياسة «لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا»، الذين لا يريدون للولايات المتحدة أن تتورط فى صراع على الجانب الآخر من العالم، وفقًا لما أخبرنا به أحد مسئولى الإدارة والمستشار الخارجى. يوم الإثنين، أصبحت النائبة مارجورى تايلور غرين، المؤيدة القوية لترامب، أول جمهورية فى الكونغرس تُعلن أن الوضع فى غزة «إبادة جماعية». كما انتقد ستيف بانون وتاكر كارلسون إسرائيل بشدة. ويخشى ترامب والمقربون منه إثارة غضب بعض أشد مؤيديه، الذين سبق أن أعربوا عن غضبهم من ضربة إدارته على إيران فى يونيو/حزيران، وتعاملها الأخير مع فضيحة جيفرى إبستين. صُدم ترامب عندما رفض العديد من المشرعين والمؤثرين قبول توجيهاته بالتوقف عن تأجيج جدل إبستين الذى أحاط بالبيت الأبيض. والآن، تسبب تحدى نتنياهو فى شرخ إضافى فى قاعدة ترامب، وأصاب الرئيس بالإحباط من خلال خلق دورة إخبارية جديدة لا يستطيع السيطرة عليها.
 
«إنه يريد حقًا التوقف عن عرض هذه القصص على شاشة التليفزيون»، هذا ما أخبرنا به المستشار الخارجى.
.. وفى تحليلى، أجد أن القراءة تواكب تلك الرؤية الإعلامية الأمريكية والإسرائيلية التى تريد تقديم صورة لطيفة للرئيس الأمريكى ترامب، لكن ما يحدث، بعد عودة ستيف ويتكوف من قطاع غزة، لا يبشر بأى حلول، ذلك أن المؤشرات تتجه نحو متغيرات فى تقييم أرض المعركة- قطاع غزّة ورفح- وربما المزيد من الخطط السرية، باتجاه معالجة أزمة المساعدات الإنسانية، واستمرار حرب الإبادة الجماعية والتهجير القسرى. 
.. لهذا، وبالرجوع إلى تصريحات ترامب، فهو يلح على: استسلام حماس، وأن ذلك هو الحل «الأسرع» للأزمة فى غزة.
 
* هاتف «عبدالعاطى» و«ويتكوف».. دلالة على جهود مصر لوقف حرب غزة
جيوسياسيًا، وأمنيًا، تتابع الدبلوماسية المصرية دورها العميق، الجاد، فى الاتجاهات الإقليمية والدولية والأممية كافة. 
فى هذا السياق المهم، ذكرت وزارة الخارجية المصرية، فى بيان، أن الوزير بدر عبدالعاطى والمبعوث الأمريكى الخاص ستيف ويتكوف بحثا، فى اتصال هاتفى الأربعاء الماضى، تكثيف الضغوط للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة.
 
يأتى ذلك فى الوقت الذى يسعى فيه وسطاء، من بينهم القاهرة والدوحة وواشنطن، إلى استئناف المحادثات.
فى سياق متصل، القناة 12 الإسرائيلية نقلت عن مسئول إسرائيلى: «السبب الحقيقى لزيارة ويتكوف هو الضغط على إسرائيل لإتمام صفقة التبادل».
 
* .. و«الأزهر» يتصدى للطروحات الإسرائيلية الصهيونية
.. وفى توافق وتنسيق مشترك، وتكامل جهود جمهورية مصر العربية للعمل من أجل إيقاف الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس المحتلة، وإيقاف المجازر والمجاعة، حذر مرصد الأزهر الشريف من «الطرح المتطرف داخل دوائر صنع القرار المؤثرة» فى إسرائيل فيما يتعلق بمستقبل قطاع غزة، وأحدثها تقرير صادر عن معهد أبحاث الأمن القومى الإسرائيلى «INSS».
 
مرصد الأزهر كشف فى بيانه المهم عن أن التقرير الذى وصفه بـ«الصهيونى» يوصى بأن «الخيار الأمثل لتحقيق أهداف العدوان على غزة هو احتلال كامل القطاع وفرض حكم عسكرى مؤقت لمدة عامين، بما يمكن الكيان من إعادة تشكيل الواقع السياسى والاجتماعى به».
 
وحدد المرصد، المؤشرات الخطيرة فى تقرير «INSS»، وهى حسب البيان:
 
* أ:
التقرير المتطرف صادر عن أهم المراكز البحثية القريبة من المؤسسة الأمنية داخل دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، من إعداد الخبيرين الأمنيين: كوبى ميخائيل ويوسى كوبرفاسر، وهما من الأسماء البارزة داخل دوائر الأمن والاستخبارات «الصهيونية».
 
إن كوبى ميخائيل يُعد من كبار الباحثين فى الشئون الأمنية الداخلية، بينما شغل كوبرفاسر منصب رئيس شعبة الأبحاث فى الاستخبارات العسكرية؛ ما قد يجعل توصياتهما ذات تأثير ملموس على حكومة الاحتلال الإسرائيلى.
 
* ب:
إن «خطورة هذا الطرح تتزايد كونه يأتى فى توقيت شديد التعقيد، ما يعنى أنه لا يعكس وجهة نظر بحثية فحسب، وإنما يعكس توجهًا محتملًا يحظى بموافقة المؤسسة الأمنية والعسكرية داخل الكيان مما يجعله قابلًا للتنفيذ فى الوقت الحالى».
 
* ج:
إن «التقرير استعرض عدة خيارات حول مستقبل الصراع فى قطاع غزة، والخيار الأمثل الذى يحقق مصالح الاحتلال على حساب دماء الفلسطينيين، ومن الخيارات المطروحة فرض الاحتلال الكامل وتشكيل حكومة عسكرية لفترة انتقالية قصيرة؛ باعتبار تلك الخطوة بمثابة إنهاء للحرب الحالية والشروع فى فرض واقع مختلف على غرار الضفة الغربية التى يطبق فيها الاحتلال سياسة جز العشب».
 
ونبه المرصد إلى أن «تطبيق هذا الطرح الإجرامى الخبيث سيؤدى إلى نتائج كارثية على سكان قطاع غزة، تتجلى فيما يلى: استمرار الحصار الخانق والتحكم فى إدخال الغذاء والدواء، ما يعنى فرض مجاعة قاتلة بصورة أبشع مما عليه الآن، وتهجير داخلى واسع إلى مناطق مكتظة بالفعل فى جنوب القطاع، وفيما يُشبه سجنًا كبيرًا تحت ذريعة مدينة إنسانية».
 
وأضاف أن هذا الطرح سيؤدى كذلك إلى «إطالة أمد حرب الإبادة وتكريس الاحتلال بدلًا من إنهائه، حتى يصبح قتل الفلسطينى وإراقة دمه حدثًا نمطيًا طبيعى الحدوث».
 
* د:
«أمام هذه التحديات الخطيرة، يدعو مرصد الأزهر الشريف إلى ضرورة العمل الجاد لإنهاء حرب الإبادة المستمرة، وتصدى المجتمع الدولى لمخططات الاحتلال التى تسعى إدارته إلى المتاجرة بحياة الفلسطينيين فى القطاع واستثمار مأساتهم كورقة انتخابية، وتقديم احتلال القطاع بأكلمه قربانًا لإرضاء الناخبين الصهاينة المتعطشين إلى سفك الدماء وسرقة الأوطان لضمان البقاء فى السلطة».
 
* مقابلة جون ميرشايمر مع المذيع الأمريكى تاكر كارلسون.. كشف الوقائع الخفية
مفكر أمريكى يكشف حقائق صادمة عن اللوبى الإسرائيلى فى واشنطن
جون ميرشايمر: إسرائيل صوّرت نفسها بأنها «الطرف الخيّر» وأن العرب هم الأشرار لكن هذه السردية بدأت تنهار فى أمريكا
 
عيسى النهارى، محرر الشئون السياسية فى «إندبندنت عربية TV»، قدم لمحاور مقابلة جون ميرشايمر مع المذيع الأمريكى تاكر كارلسون؛ بما فى ذلك كشف الوقائع الخفية حول الإجابات عن أسئلة حرب غزة، والعلاقات الأمريكية الإسرائيلية. 
تحدث المفكر الاستراتيجى الأمريكى جون ميرشايمر، خلال مقابلة مع المذيع الجمهورى تاكر كارلسون، عن السياسات التوسعية لدولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى، واصفًا ما يجرى فى قطاع غزة بأنه «إبادة جماعية وتطهير عرقى ممنهج»، ومشيرًا إلى تحولات ملحوظة فى الرأى العام الأمريكى تجاه إسرائيل.
 
.. وتقول ملخصات «إندبندنت عربية» إن عالم السياسات الأمريكى جون ميرشايمر أثار تفاعل وسائل التواصل الاجتماعى بعد تصريحاته حول النفوذ الإسرائيلى فى الولايات المتحدة، معتبرًا أن قوة اللوبى الإسرائيلى بلغت حدًا يجعل واشنطن تتبنى سياسات تصب فى مصلحة إسرائيل ولو كانت مضرة لها.
 
وخلال مقابلة مطولة مع المذيع كارلسون، تحدث ميرشايمر بصراحة عن السياسات التوسعية لإسرائيل، واصفًا ما يجرى فى قطاع غزة بأنه «إبادة جماعية وتطهير عرقى ممنهج»، وسط تحولات ملحوظة فى الرأى العام الأمريكى تجاه إسرائيل.
 
.. وحول طبيعة اللوبى الإسرائيلى والتحكم بالرواية المضللة، قال ميرشايمر عن تأثير اللوبى الإسرائيلى فى صنع القرار الأمريكى، وأقر فى الحلقة التى حققت أكثر من 4 ملايين مشاهدة على «إكس»، بأن دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية كثيرًا ما أثرت فى السياسة الخارجية الأمريكية فى الشرق الأوسط، والسبب بسيط- على حد قوله- وهو وجود لوبى إسرائيلى قوى فى واشنطن، لم يجرؤ رئيس أمريكى على معارضته.
 
وأشار إلى أن اللوبى الإسرائيلى نجح لعقود فى رسم صورة مثالية لإسرائيل داخل الرأى العام الأمريكى، باعتبارها «الطرف الخيّر» فى الصراع وأن العرب هم الأشرار، لكن هذه السردية بدأت تنهار بعد حرب غزة، لافتًا إلى أن أمريكيين كثرًا يدركون اليوم أن إسرائيل تأخذ أكثر مما تعطى أمريكا، وأن هناك لوبيًا منظمًا يؤثر فى صناع القرار بواشنطن.
 
واعترف ميرشايمر بأنه تأثر بادئ الأمر بالرواية السائدة التى رسخها اللوبى الإسرائيلى فى الولايات المتحدة، لكنه بدأ يغيّر موقفه أواخر الثمانينيات، بعد ظهور ما يعرف بـ«المؤرخين الجدد» فى إسرائيل، مثل بنى موريس وإيلان بابى وآفى شلايم، الذين كشفوا عبر الأرشيف الرسمى عن كثير من الحقائق المغيّبة حول نشأة إسرائيل.
 
وللدلالة على قوة هذا اللوبى، استرجع ميرشايمر قصة شخصية حين كتب مع الباحث ستيفن والت مقالة مفصلة لمجلة «ذا أتلانتك- الأطلسى» عن قوة اللوبى الإسرائيلى فى واشنطن، لكن المقالة، على رغم كتابتها وفق معايير المجلة وبتكليف منها، منعت من النشر فجأة.
 
وأوضح المفكر الأمريكى أن رئيس التحرير أحسَّ بالإهانة عندما شكك الباحثان فى قدرته على نشر المقالة، وتعهد بأنه سيدفع لهما 10 آلاف دولار إن لم تنشر، وهو ما حدث بالفعل عندما امتنعت المجلة عن نشر المقالة بعد ضغوط فيما يبدو على رئيس تحريرها.
 
ووصف المفكر الأمريكى ما يحدث حاليًا فى غزة بأنه إبادة جماعية والمحاولة الإسرائيلية الثالثة للتطهير العراقى بحق الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن معظم سكان غزة اليوم هم من سلالة من حوربوا وطردوا من أراضيهم عام 1948، فيما شهدت الضفة الغربية تطهيرًا مماثلًا عقب حرب 1967.
 
واستند المفكر الأمريكى إلى اتفاق عام 1948 الذى ينص على أن «الإبادة هى محاولة دولة تدمير جماعة عرقية أو دينية أو قومية، والقضاء على هويتها»، مضيفًا أن الإبادة لا تقاس بعدد القتلى، بل بالنية الممنهجة لمحو هوية الفلسطينيين الوطنية. وعند مقارنته بما فعلته الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية، أشار إلى أن واشنطن قتلت أعدادًا كبيرة من اليابانيين والألمان، لكن الدافع كان إنهاء الحرب، لا محو هذه الشعوب، بينما ما تفعله إسرائيل اليوم هو «تدمير ممنهج لهوية وطنية كاملة»، مؤكدًا فى الوقت نفسه أن هذا ليس تبريرًا لما فعلته الولايات المتحدة، وإنما لتسمية الأشياء بأسمائها.
 
* نظرة مقربة
فى نظرة مقربة، تأتى تحليلات عالم السياسات الأمريكى جون ميرشايمر، متزامنة، فى وقت تتجه المفاوضات بين دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية وحركة «حماس» نحو طريق مسدود، حيث نقلت القناة 12 الإسرائيلية، مساء الخميس الماضى، عن مصادر سياسية قولها إن فرص التوصل إلى صفقة تتضاءل، مؤكدة أنه لم يتم التوصل إلى أى اتفاق بشأن النقاط العالقة منذ عودة الوفد الإسرائيلى من الدوحة.
 
أحد أبرز أسباب الجمود هو إصرار الاحتلال على إبقاء نقاط التوزيع الأمريكية داخل قطاع غزة، ورفضها إزالة هذه النقاط ضمن أى اتفاق محتمل. وتعتبر تل أبيب هذه النقاط جزءًا من ترتيبات ما بعد الحرب، بينما ترى فيها «حماس» محاولة لتكريس واقع الاحتلال وتجاوز الحكومة الفلسطينية، ما يجعلها من الملفات شديدة الحساسية فى المفاوضات.
 
كما تتمسك إسرائيل بموقفها الرافض الإفراج عن مقاتلى النخبة فى كتائب القسام الذين شاركوا فى هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وتضع هذه المسألة كخط أحمر فى أى عملية تفاوضية، وهو ما يعقّد جهود التوصل إلى اتفاق جزئى أو مرحلى. ونقلت القناة عن مسئول إسرائيلى قوله إن «المفاوضات لا تشهد حاليًا أى تقدم، ولا يوجد استمرار حقيقى لها، ونحن نتجه نحو خطوات تالية قد تشمل تحركًا عسكريًا جديدًا».
بالمقابل، أعلنت حركة حماس، الخميس، استعدادها الفورى للانخراط فى جولة جديدة من المفاوضات، شرط إنهاء الأزمة الإنسانية فى قطاع غزة وإيصال المساعدات الغذائية إلى مستحقّيها دون قيد أو شرط. وقالت الحركة، فى بيان نشرته فى قناتها الرسمية على «تليجرام»، إن حرب التجويع التى يفرضها الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة بلغت «حدًا لا يُحتمل»، وتشكل الخطر الأكبر على حياة أكثر من مليونى فلسطينى، محذّرة من استمرار هذه «المجزرة الجماعية» بحق السكان المدنيين.
 
ودعت حماس المجتمع الدولى وكل الجهات المعنية إلى التحرك العاجل لإدخال المواد الغذائية وضمان حمايتها، مشددة على أن استمرار المفاوضات فى ظلّ التجويع يفقدها معناها وقيمتها، لا سيّما بعد انسحاب إسرائيل من المفاوضات الأسبوع الماضى «دون مبرر» رغم الاقتراب من التوصل إلى اتفاق. وأكدت الحركة أن مسئولية ما يجرى تقع بالكامل على الاحتلال، مجددة التأكيد على أن إنهاء المجاعة هو شرط أساسى لاستئناف أى جهود تفاوضية جديدة.
.. لتقريب الصورة، فى التفاصيل كشف مراسل موقع «أكسيوس»، باراك رافيد، عن أن رئيس حكومة الاحتلال السفاح الإسرائيلى، نتنياهو، ناقش مع مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط، إمكانية الانتقال من صيغة اتفاق تدريجى وجزئى إلى اتفاق شامل، يشمل إطلاق سراح جميع المحتجزين ونزع سلاح حركة حماس بالكامل.
 
رافيد «أكسيوس»، قدم معلومات عن أن هناك تفاهمًا آخذًا بالتبلور بين إسرائيل والولايات المتحدة على ضرورة تغيير الإطار التفاوضى، فى ظل ما تصفه تل أبيب برفض «حماس» المرونة، وسعيها لإطالة أمد المفاوضات دون تقديم تنازلات جوهرية.
 
.. الدلالات هنا، استمرار المجازر، المجاعة، لأن الاحتلال الإسرائيلى والولايات المتحدة الأمريكية تعتزمان، بالتوازى مع هذا المسار، العمل على زيادة حجم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، فى وقت تستمر فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية فى عدة مناطق من القطاع، وتُسجّل فيه ظروف إنسانية كارثية، مع المزيد من التصفية والقتل.
 
* مناصرة: خطة غزة الغامضة!
يعتقد المحلل السياسى الفلسطينى، أدهم مناصرة، فى مقالته التى نشرت الخميس 2025/07/31، فى موقع المدن الإعلامى الإلكترونى، من بيروت، أن: أى رد إسرائيلى سلبى يعيد المفاوضات لنقطة الصفر، مستندًا إلى ما قاله مصدر من حركة «حماس»، إن رد إسرائيل على الملاحظات التى قدمتها الحركة للوسطاء بشأن المقترح المحدث لاتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، كان «شفويًا ولم يكن مكتوبًا».
.. ويتضح، وفق المعلومات، أن الرد الإسرائيلى الذى تلقته «حماس» عبر الوسطاء، الأربعاء الماضى، «سلبى للغاية وينسف ملاحظاتنا»، مشيرًا إلى أنه لم يكن على شكل «ملاحظات على ملاحظات»، وإنما يعيد الأمور فى المفاوضات إلى «نقطة الصفر».
والحال أن ما يقصده المصدر بتعبير «نسف ملاحظات حماس»، أن تل أبيب تصرّ على:
 
* 1:
المقايضة والتهديد
بقاء قواتها فى أعماق لا تقل عن كيلومتر ونصف فى شمال قطاع غزة وجنوبه وشرقه، إلى جانب استخدام لهجة المقايضة والتهديد بفرض «السيادة الإسرائيلية» الدائمة على الأراضى التى سيطر عليها الجيش خلال الحرب.
 
* 2:
إعادة تعريف الآلية الدولية
بالنسبة لمسألة المساعدات، تحاول تل أبيب إعادة تعريف الآلية الدولية بخصوص إدخالها وتوزيعها، إن هناك تفاهمًا أوليًا جرى فى مفاوضات الدوحة بشأن اعتماد آلية دولية عبر إشراك مؤسسات وجهات أممية، لكنه لم يتم الاتفاق بخصوص التفاصيل الفنية، إذ إنها ما زالت بحاجة إلى حسم.
 
* 3:
رسائل عبر الوسطاء
عدم وجود مفاوضات الآن وإنما تبادل رسائل عبر الوسطاء على الأكثر، لكنه قال إن الحركة تراقب زيارة المبعوث الأمريكى، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل، وما إذا كانت ستغير الأمور بخصوص المفاوضات وفرص إبرام صفقة.
.. رغم ذلك، وأنه برغم وصول المفاوضات إلى «طريق مسدود»، فإن هناك اتصالات وتبادل رسائل ومسودات من وراء الكواليس.
فى حين، أشار محرر الشئون السياسية فى التليفزيون العبرى الرسمى، شمعون آران، إلى جهود ترمب لمنع أى محاولة من الوزيرين الإسرائيليين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، لإحباط فرصة إبرام صفقة غزة، وهو ما يثير تساؤلات بشأن الصفقة المقصودة أمريكيًا فى ظل الانطباع العام بتعثر المفاوضات ووصولها إلى مفترق طرق.
 
* 4:
مباحثات أمريكية- إسرائيلية تجرى سرًا
شمعون آران، أقر فى إفادته التليفزيونية، بأنه فشل فى معرفة ما يبحثه وزير الشئون الاستراتيجية الإسرائيلى رون ديرمر ورئيس مجلس الأمن القومى الإسرائيلى تساحى هنغبى، فى واشنطن، فى إشارة إلى أن مباحثات أمريكية- إسرائيلية تجرى سرًا. وقد تتصدر هذه النقاشات عدة ملفات، أبرزها غزة وسوريا ولبنان وإيران ومواضيع أخرى، بحيث تُبحث ترتيبات معينة بشأنها، خصوصًا أن ويتكوف زار تل أبيب بالتزامن مع مواصلة ديرمر وهنغبى مباحثاتهما فى الولايات المتحدة.
 
بيدَ أن الضبابية ليست فقط فيما يبحثه ديرمر وهنغبى مع المسئولين الأمريكيين، بل أيضًا ما يدور فى كواليس الولايات المتحدة وإسرائيل بخصوص مستقبل غزة من بوابة «المساعدات»، خصوصًا أن الأخيرة تُعدّ ملفًا بارزًا كان على طاولة البحث بين ويتكوف ونتنياهو ومسئولين إسرائيليين آخرين، عدا عن ترويج إسرائيلى لإدخال شاحنات مساعدات، وخطوات «إنسانية» مرتقبة بموازاة التلويح بفرض السيطرة على مساحات من القطاع فى حال فشل إمكانية إبرام اتفاق، بجانب اتصالات تجريها واشنطن وتل أبيب لانخراط دول أوروبية وعربية بإنزال مساعدات جوًا أو إدخالها برًا، وفق تقارير إسرائيلية.
ولعلّ ما توارد من أنباء عن اتصالات تجرى وفق غموض تام، يثير علامات استفهام بشأن ما إذا كانت هناك خطة أمريكية- إسرائيلية غير معلنة، تقضى بفرض خطوات أحادية لتكريس واقع جديد بالقطاع، بعيدًا عن مسار المفاوضات والاتفاق مع «حماس»، وذلك عبر إقحام دول إقليمية وعالمية بأدوار معينة فى القطاع، من مدخل المساعدات والمشهد الإنسانى الذى وصل مستوى كارثيًا هو الأصعب منذ بدء العدوان الإسرائيلى، وهذا ما ركز عليه مناصرة.
 
فى هذا الإطار، قالت القناة «12»، الإسرائيلية، إن «زيارة المبعوث الأمريكى ويتكوف تأتى فى وقت حرج، إذ يتعين على دولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى اتخاذ قرار بشأن كيفية مواصلة الحرب فى غزة». وأضافت أن ويتكوف وصل إسرائيل لبحث موضوعين رئيسيين هما:
- «استمرار القتال فى غزة. 
- الوضع الإنسانى فى القطاع».
 
وأضافت القناة أن «المعضلة التى تواجهها القيادتان السياسية والأمنية فى الاحتلال، ومن السفاح نتنياهو، تزداد مع الصور الصعبة التى تخرج من غزة»، فى إشارة إلى ضحايا سياسة التجويع الإسرائيلية الممنهجة. وقالت: «يتعين اتخاذ القرار بين التوجه نحو صفقة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المختطفين «الأسرى»، أو توسيع العمليات القتالية لتصل إلى احتلال أجزاء من القطاع وضمها». وتابعت أن «السبب الثانى والأبرز لزيارة ويتكوف هو الصور المقلقة التى تخرج من غزة، والضغط الدولى الكبير على إسرائيل لتقديم مساعدات إنسانية واسعة لسكان القطاع».
ويتكوف، زار أحد مراكز توزيع المساعدات التابعة لـ«مؤسسة غزة الإنسانية» الأمريكية الإسرائيلية، فى قطاع غزة.
زيارة المركز، عمليًا، هى زيارة شكلية تهدف إلى «الاطلاع عن قرب على الوضع الإنسانى الصعب فى غزة، خصوصًا حالة الجوع التى انتشرت فى مناطق عديدة». وأوضحت أن «الحاجة لدى ويتكوف لتحسين الوضع الإنسانى فى غزة، لا تنبع فقط من القلق على الفلسطينيين فى القطاع، بل أيضًا من الضغط الشعبى والسياسى المتزايد فى الولايات المتحدة»، وهذا ما قد يضمنه تقريره المفترض أنه وصل البيت الأبيض. 
.. المعطيات تمت، زار ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكى ترامب، الجمعة، مركزًا لتوزيع المساعدات فى غزة المهددة بالمجاعة والمدمرة جراء الحرب، مع تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل على خلفية الأوضاع الانسانية الكارثية فى القطاع.
فى ظلال الزيارة، انتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش نظام توزيع المساعدات الذى أقامته إسرائيل والولايات المتحدة عبر «مؤسسة غزة الإنسانية»، معتبرة أنه أصبح «مصيدة للموت» لسكان القطاع، حيث تدور الحرب منذ قرابة 22 شهرًا بين الدولة العبرية وحركة المقاومة الإسلامية «حماس».
وأصبح قطاع غزة المحاصر من قبل إسرائيل، مهددًا بـ«مجاعة شاملة» بحسب الأمم المتحدة، وخصوصًا أن سكانه الذين يتجاوز عددهم مليونى نسمة، يعتمدون فى شكل أساسى على المساعدات.
 
وبعيد اندلاع الحرب إثر هجوم حركة حماس على مستوطنات غلاف غزة الجنوبية فى السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، شدد الاحتلال الحصار الذى كانت تفرضه على القطاع منذ أعوام. وأطبقت حصارها اعتبارًا من مطلع آذار/ مارس الماضى، قبل أن تعلن فى آيار/ مايو تخفيف الحظر جزئيًا، وأقامت بالتنسيق مع واشنطن نظام توزيع مساعدات عبر «مؤسسة غزة الإنسانية» المثيرة للجدل لاقى انتقادًا من المنظمات الدولية.
 
عشوائية توزيع المساعدات الإنسانية وطريقتها الأمنية، قُتل واستشهد ما لا يقل عن 1373 فلسطينيًا أثناء انتظارهم للحصول على مساعدات فى القطاع، بينهم 859 فى محيط مواقع المؤسسة، حسبما أكدت الأمم المتحدة الجمعة، لافتة إلى أن «معظم عمليات القتل هذه ارتكبها الجيش الإسرائيلى».
 
واتهمت هيومن رايتس ووتش، فى تقرير القوات الإسرائيلية، بإقامة نظام «عسكرى معيب» لتوزيع المساعدات فى غزة، حوّل العملية إلى «حمام دم».
ذلك، إن «عمليات قتل القوات الإسرائيلية للفلسطينيين الباحثين عن طعام هى جرائم حرب».
 
ويتوقع أن يكون ويتكوف والسفير الأمريكى هاكابى، التقى سكانًا من القطاع، «للاطلاع منهم على هذا الوضع الخطير»، وأن يقدما إحاطة للرئيس «دونالد ترامب».. للموافقة على خطة نهائية لتوزيع المساعدات» إلا أن المعلومات، لغاية الآن ما زالت طى الكتمان.
 
بين جولات مموكية، ودبلوماسية، يحيط بها الضباب.. أصبح ويتكوف مبعوث الرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط أول مسئول أمريكى رفيع المستوى يزور قطاع غزة منذ بدء الحرب، وذلك لثانى مرة، إذ سبق أن دخل ويتكوف غزة أوائل العام الحالى، لكن هذه المرة، مختلفة«..» وفيها تفقد عمليات مؤسسة غزة الإنسانية التى تدعمها الولايات المتحدة، عدا عن إسرائيل.
 
وتقول الأمم المتحدة إن مؤسسة غزة الإنسانية شريكة فى المسئولية عن سقوط قتلى فى القطاع أثناء محاولة تلقى المساعدات.
 
وبعد ساعات من زيارة ويتكوف لموقع تديره مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة فى رفح، قال مسعفون فلسطينيون إن القوات الإسرائيلية قتلت بالرصاص ثلاثة فلسطينيين قرب أحد مواقع المؤسسة فى المدينة الواقعة على الطرف الجنوبى لقطاع غزة.
ورفضت الأمم المتحدة العمل مع المؤسسة التى تقول إنها توزع المساعدات بطرق خطرة بطبيعتها وتنتهك مبادئ الحياد الإنسانى، ما يسهم فى أزمة الجوع فى أنحاء القطاع.
وتقول المؤسسة إن نقاط توزيع المساعدات التابعة لها لم تشهد سقوط قتلى وإنها تقوم بعمل أفضل من الأمم المتحدة فى حماية عمليات تسليم المساعدات.
 
ونشر مايك هاكابى السفير الأمريكى لدى دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، الذى رافق ويتكوف إلى قطاع غزة، على «إكس» صورة تظهر سكان غزة الجائعين خلف أسلاك شائكة مع ملصق لمؤسسة غزة الإنسانية مع علم أمريكى كبير كتب عليه «تم تسليم 100 مليون وجبة».
 
المتحدث باسم المؤسسة تشابين فاى أعلن، فى بيان، «الرئيس ترامب يدرك المخاطر فى غزة وأن إطعام المدنيين، وليس حماس، يجب أن يكون الأولوية».
وأرفق فاى البيان بصور لويتكوف وهو يرتدى قميصًا رماديًا مموهًا وسترة واقية من الرصاص وقبعة بيسبول كتب عليها «اجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى»، ومطرز عليها اسم ترامب. وأضاف «من دواعى سرورنا أن نطلع وفده على عملياتنا ونشاركهم ما تم فيها ونوضح لهم تأثير تقديم 100 مليون وجبة لمن هم فى أمس الحاجة إليها».
 
تأتى زيارة ويتكوف إلى غزة بعد يوم من وصوله إسرائيل للضغط من أجل إجراء مفاوضات جديدة لوقف إطلاق النار، وفى وقت تتعرض فيه إسرائيل لضغوط دولية متزايدة بسبب تدمير قطاع غزة وتزايد المجاعة بين سكانه البالغ عددهم نحو 2.2 مليون نسمة.
وبعد وصول ويتكوف إسرائيل بقليل، قال الرئيس ترامب على منصته «تروث سوشيال»: «أسرع سبيل لإنهاء الأزمة الإنسانية فى غزة هو استسلام حماس وإطلاق سراح الرهائن!!».
 
وقال مسئول إسرائيلى كبير بعد الاجتماع بين ويتكوف ونتنياهو، إن إسرائيل والولايات المتحدة تتفهمان ضرورة الانتقال من خطة لإطلاق سراح بعض الرهائن إلى خطة لإطلاق سراح جميع الرهائن ونزع سلاح حماس وجعل قطاع غزة منطقة منزوعة السلاح.
.. حتمًا، إن طبيعة هذه الخطة السرية، لن تكون نقطة تحول سياسى أو أمنى، غير أنها لعبة من الألاعيب التى تناور نحو «هدنة محدودة»، لكن ليس؛ إلى اتفاق أشمل.
 
* مجلة التايم: المأساة تتكشف فى غزة 
فى عددها الصادر يوم ١ أغسطس الجارى، كتبت مجلة التايم الأمريكية، بعنوان رئيس، «المأساة تتكشف فى غزة».
.. وبينت المجلة، أنه: إذا كان هناك مكانٌ شهد معاناة المدنيين خلال الحرب، فهو قطاع غزة. وهذا يُعزى إليه إلى حدٍ كبير. لم يُسمَّ هذا الشريط الساحلى من البحر الأبيض المتوسط إلا عند ترسيمه كملاذٍ للفلسطينيين الذين طردتهم القوات اليهودية من أرضهم فى حرب عام ١٩٤٨ التى أدت إلى قيام دولة إسرائيل. إلا أن الوضع الدائم لغزة، كما هو حال مصير الفلسطينيين، لم يُحسم قط. ومع مرور العقود، تطوّر الصراع.
.. أما كيف تم ذلك، فتابعت التايم:
 
* 1: إيقاعٌ مُدمّرٌ للأحداث
كان هناك إيقاعٌ مُدمّرٌ للأحداث. أطلق المسلحون الفلسطينيون صواريخ على إسرائيل من غزة. ردّ الجيش الإسرائيلى بغاراتٍ جوية، وفى بعض الأحيان بحملاتٍ متواصلةٍ سُمّيت حروبًا. دامت أطولها 50 يومًا. فى كل جولةٍ من القتال، كان المدنيون يعرفون أين يجدون الأمان: فى المدارس والعيادات والمستشفيات التى تديرها الأمم المتحدة، التى كانت تُغذّيهم أيضًا.
 
* 2: هجوم حماس 
لقد دُمِّر كل ذلك تقريبًا فى رد إسرائيل على هجوم حماس المروع فى 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وإن لم يقتصر ذلك على القصف. ففى حربها على جماعة إرهابية، فكَّكت إسرائيل أيضًا هياكل مدنية تدعم شعبًا بأكمله، مع مكافأة تقويض الأمم المتحدة.
 
* 3: ثقة معدومة.. كيف؟
إن انعدام ثقة إسرائيل بالأمم المتحدة عميق. فمعظم الدول الأعضاء فيها تدعم طموح الفلسطينيين فى إقامة دولة خاصة بهم، وفى عام ١٩٤٩، أسست إسرائيل هيكلية هذه الدولة. كانت تلك هى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فى الشرق الأدنى «أونروا». وكما قال مديرها، فيليب لازارينى: «حصل الإسرائيليون على دولة، وحصل الفلسطينيون على أونروا».
 
*4: أونروا
كانت أونروا، التى تضم 13 ألف موظف، أكبر جهة توظيف فى غزة، وبعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول، اتهمت إسرائيل 12 منهم بالمشاركة فى الهجوم. «وصوّر أحدهم بالفيديو وهو يحمل جثة فى سيارة رياضية متعددة الاستخدامات». وأكدت إسرائيل أن أونروا تعانى ضغوط حماس بقدر ما تعانى غزة من الأنفاق، فقطعت علاقاتها بها فى يناير/ كانون الثانى. وفى مارس/ آذار، ومع انهيار وقف إطلاق النار مع حماس، أوقفت إسرائيل المساعدات من جميع وكالات الإغاثة الدولية، ما أدى إلى انهيار جهاز إنسانى هشّ، وإن كان محترفًا، كان يُطعم 2.1 مليون نسمة.
 
* 5: ما يُسمى بمؤسسة غزة الإنسانية
لم يدخل أى طعام إلى غزة خلال شهرى مارس وأبريل. فى مايو، أعلنت إسرائيل توليها مسئولية توزيع المساعدات بنفسها، من خلال ما يُسمى بمؤسسة غزة الإنسانية. وأعربت منظمات الإغاثة عن أسفها لتقليص إسرائيل عدد نقاط توزيع الغذاء من 400 إلى أربع نقاط، ولشنّها، فى الوقت نفسه تقريبًا، هجومًا جديدًا واسع النطاق على القطاع.
 
* 6: أسوأ سيناريو للمجاعة فى غزة
النتيجة: الآن، وفقًا للتصنيف المرحلى المتكامل للأمن الغذائى «IPC»، وهو ائتلاف يضم وكالات إغاثة رائدة، «يتكشف أسوأ سيناريو للمجاعة فى غزة». يُعدّ التصنيف المرحلى المتكامل، فى الواقع، مراقب الجوع العالمى: من إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى الشرق الأوسط وما وراءهما، تستقى منظمات الإغاثة إشاراتها من تقديراته بشأن الاحتياجات الغذائية للمجتمعات المتضررة من الاضطرابات الطبيعية والبشرية. ورغم أنه لم يُعلن رسميًا عن المجاعة فى جميع أنحاء القطاع، إلا أن التحذير كان بمثابة إنذار مبكر فى عالم العمل الإنسانى. وقد حفّز الرأى العام العالمى. قال الرئيس دونالد ترامب، بعد أن شاهد صورًا لأطفال يعانون الهزال على التليفزيون: «هذا كلامٌ عن المجاعة الحقيقية. لا يُمكنك تزييف ذلك».
 
* 7: إعادة صياغة الصراع
هذه هى القوة الجوهرية للمجاعة الجماعية. شبحها قادر، بين عشية وضحاها، على إعادة صياغة صراع أودى بحياة 60 ألف شخص، وأثار جدلًا عالميًا محتدمًا حول الأخلاق ومعاداة السامية وقوانين الحرب. عندما يتضور الأطفال جوعًا، يكون الجوع هو العدو.
 
* 8: يعنى التصدى للمجاعة تقديس الحياة
نحن نعرف ما يجب فعله حيال ذلك. والقيام بذلك يحمل فوائد تتجاوز إنقاذ الأرواح. فى غزة، يعنى التصدى للمجاعة تقديس الحياة بدلًا من تطبيع الموت العنيف. إن معنى حربٍ، استمرت لأكثر من 21 شهرًا، هددت بالدفن تحت جبال لا نهاية لها من الأنقاض، أصبح الآن متعلقًا بالحقائق- من النوع الذى يُرى فى السجلات الطبية، مثل مستويات الماغنيسيوم والزنك لدى المريض، حيث يُعدّ نقص الإلكتروليتات من أولى علامات الجوع. سرعان ما يُفكك الجسم الأحماض الدهنية لإنتاج الوقود اللازم للعمل، ثم البروتينات، وأخيرًا الخلايا.
 
* 9: مراكز تغذية علاجية
تتطلب مكافحة المجاعة تعبئة، ولكنها ليست تعبئةً فعالةً فى ساحة معركةٍ قُتل فيها منذ أيار مايو، الماضى أكثر من ألف فلسطينى أثناء توجههم لتوصيل المساعدات. هذا النوع من التعبئة لا يتطلب فقط توفير إمداداتٍ ثابتةٍ من المواد الغذائية الأساسية للجوعى فحسب، بل يتطلب أيضًا معاجينَ غذائية غنية بالسعرات الحرارية والعناصر الغذائية؛ ومراكز تغذية علاجية لمن يعانون سوء التغذية الحاد؛ وعيادات مخصصة للنساء الحوامل؛ ومياهًا نظيفة وأنظمة صحية للوقاية من الكوليرا- كل هذه البنى التحتية للمساعدات المنقذة للحياة التى سارع العالمُ المهتمُّ إلى إقامتها فى السودان وجنوب السودان والصومال، وهى الأماكن الوحيدة الأخرى التى أُعلنت فيها المجاعة فى هذا القرن.
 
* 10: جوهر الحياة المدنية
 
فى غزة، كل هذا سيُعيد إلى الأذهان ما كان قائمًا قبل عامين فقط. ليس المبانى، بل هياكل التعاون التى تُشكل جوهر الحياة المدنية. هذا ما ألقاه زعيم حماس يحيى السنوار، الذى كان فى جوهره رئيس وزراء غزة، فى النار عندما دبر هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
 
* الحصار الإسرائيلى الصهيونى يمنع فتح المعابر ويقتل الجوعى.
ما يجب أن نعرفه، نفهمه، ندركه، أن جيش الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى، والكابنيت، بأوامر من السفاح نتنياهو؛ فرض حصارًا شبه كامل على قطاع غزة ورفح فى مارس/ آذار، وقبل ذلك منذ بداية الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة، وهو يخطط، متعمدًا، أمام المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، ورعاية تأييد مؤسف من الإدارة الأمريكية، قاطعًا، مع الحصار والمجازر اليومية إمدادات الغذاء والوقود، والأدوية والمساعدات الإنسانية.
 
.. والعالم، يعرف ما تفعل دولة الاحتلال، وما تبث من أكاذيب وشائعات وحروب وتحريض واغتيالات على كل دول جوار فلسطين المحتلة، وأن استمرار الحرب على غزة ورفح، هو أول الأسباب، التى تريدها حكومة السفاح نتنياهو المتطرفة، فالحال فى القطاع، أن الولايات المتحدة الأمريكية، تحديدًا الرئيس الأمريكى ترامب، لا يريد كشف خططه لإيقاف الحرب، وبالتالى الضغط على الاحتلال الإسرائيلى، للسماح، كقوة احتلال، بفتح المعابر من الطرف الآخر، حال غزة، استمرار نهج الإبادة الجماعية، وترك السلاح الصهيونى يقتل القطاع الذى أبيد تمامًا، المؤسف أن أزمة سوء التغذية المجاعة فى قطاع غزة ستستمر بعد، لو افترضنا أن الحرب توقفت، الحرب، توقفها منعته فيتو الولايات المتحدة الأمريكية فى مجلس الأمن الدولى. 
 
.. وما يحدث أو ينشر من شائعات، الغاية منها إذابة استقرار دول المنطقة، وهذا لن يحصل ما دامت الشعوب المثقفة، القوية، تستند لمرجعيات وطنية وقيادات سيادة تحمى الأمن الوطنى القومى من كل أشكال العبث.. غزة تحتاج قوتنا الذاتية وثقافتنا ودورنا فى استقرار بلادنا وأمتنا والضرب بيد من حديد على شائعات الأعداء. وهم كثر.