عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Oct-2024

التشكيلية هنادي حمزة: خطوط وألوان تترجم رسالة الفن في المجتمع

 الغد-أحمد الشوابكة

 ترى الفنانة التشكيلية الأردنية هنادي حمزة، أن الفنون التشكيلية تعد من أهم الوسائل التعبيرية لإيصال رسائل وقضايا مجتمعية والتعبير عما يجول في النفس، حيث يستطيع الفنان من خلالها التعبير عن مشاعره وتفريغ ما يجول بخاطره، سواء كانت الحالة الشعورية أو اللاشعورية، من دون الحاجة إلى اللجوء لعمليات ضبط أو حذف لما قد يعتبره غير ملائم للتعبير.
 
 
تمثل الفنون التشكيلية لدى حمزة استعادة للحظات المتعة الجمالية، وتحويلها إلى مفاهيم ورموز تتجسد خلال عملية بناء اللوحة، سواء كانت واقعية أو تجريدية تعبيرية، وفق رؤيتها الفنية. فهي تأثرت بالحركة الفنية المعاصرة التي تتناغم مع التجارب الفنية وتتناسب مع المحتوى الموضوعي، الأسلوب الشكلي، والتقنيات المستخدمة.
 
تقتنع بضرورة الابتكار المنبثق عن النزعة الفطرية داخل الفنان، وبوجود أبعاد تاريخية وحضارية تتكامل من خلال الثقافة البصرية. هذا التكامل، في النهاية، يخلق حالة تعبيرية ذات اتجاهات حديثة، تعكس من خلال خطوطها وألوانها مكونات فنية تخدم المجتمع.
نمت حمزة، وهي عضو في رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين، موهبتها وقدرتها على الانخراط في عوالم وخفايا الفن التشكيلي، مما مكنها من إثبات وجودها وإظهار قدراتها الفنية. وقد صقلت موهبتها من خلال مشاركتها في العديد من المعارض الفنية المحلية والدولية. سعت حمزة إلى الانتقال من دور المتفرج والمتلقي إلى دور المتداخل والفاعل في المشهد الفني.
هذا التحول منحها الدافع للانطلاق بسرعة وتخطي جميع الحواجز، لتبدأ مرحلة جديدة من حياتها الإبداعية في عالم الفن التشكيلي الذي قادها إليه شغفها المتقد.
أثبتت حمزة قدرتها على الإبداع في رسم اللوحات التي تنبع من أعماقها، معبرة عن طاقاتها الإيجابية والسلبية من خلال تجسيدها في أعمالها الفنية باستخدام الفرشاة والألوان الزيتية والأكريليك. 
وأشارت إلى أن الفن يخلق حالة استثنائية في الروح، حيث يمثل الفن بمفهومه الشامل نتاجا إبداعيا للفنان وتعبيرا عن ذاته، مشاعره، وانتمائه لوطنه، بوصفه أحد ألوان الثقافة الإنسانية. كما أكدت حمزة أهمية الفن الكبيرة في المجتمع، مشددة على أن هذه العوامل تدعو إلى التعاون الجماعي للارتقاء بالفن نحو العالمية.
تعتمد حمزة على الأسلوبين التجريدي والتعبيري، حيث يتميز كلاهما بكونهما شكلين مجردين يمتلكان عناصر قادرة على تحريك الروح ونقل المشاعر والأحاسيس بشكل متبادل. فالتعبيرية، كما أوضحت في حديثها لـ"الغد"، تتعمق في اللون، حيث يفرض الإحساس بدرجاته المختلفة ليكشف عن واقع يعبر عنه الفنان من خلال شكل فني يتجلى خلف المعاني الكامنة في داخله. 
أما الأسلوب التجريدي، فيتسم بالتوازن اللوني بين مكونات اللوحة، ويعنى بجوهر العلاقات الاجتماعية وأحكامها.
تتقن حمزة رسم وجوه "البورتريه" وتبتكرها من الواقع الحي، حيث تمهد الطريق للمتلقي لاستخدام العناصر الجمالية التي تستلهمها من الطبيعة بحرفية وبراعة. هذا التمكن يؤكد إصرارها على ترسيخ وجودها في مجال الفن التشكيلي.
وترى حمزة، الحاصلة على شهادة الدبلوم في الفنون الجميلة والتي تدرس حاليا الجرافيك في كلية الخوارزمي التقنية الجامعية، أن العديد من الفنانين التشكيليين لا يستطيعون الاعتماد على الفن كمصدر رئيسي للرزق. 
وتعزو ذلك إلى قلة انتشار ثقافة اقتناء الأعمال الفنية، التي تقتصر على فئات محدودة من الناس. لذلك، تشدد على ضرورة أن يكون للفنان مصدر دخل إضافي لتأمين متطلبات حياته وحياة أسرته.
وأشارت إلى وجود عدد كبير من الفنانين التشكيليين الأردنيين، يمتلك معظمهم مواهب حقيقية وذائقة عالية في أداء الفنون التشكيلية. وأوضحت أن الفنان يسعى للمشاركة في معارض مهمة على المستويين المحلي والدولي، مما يتطلب الكثير من العطاء والدعم، خاصة الدعم المعنوي قبل المادي، لرابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين. 
هذا الدعم، وفق حمزة، ضروري للارتقاء بالفن التشكيلي الأردني وتحقيق رسالته في نشر الثقافة البصرية، إلى جانب تفعيل المشاركات لجميع الفنانين التشكيليين الأردنيين في مختلف محافظات المملكة.