عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Jul-2020

خمس علامات يجب أن تقلق مؤيدي رئيس الوزراء - نير حسون

 

هآرتس
 
مظاهر عنف نشطاء اليمين ضد المتظاهرين اليساريين في شارع بلفور وفي المفترقات، التي ازدادت مؤخرا، هي بمعان كثيرة تعبير عن احباط اليمين المتطرف بسبب نجاح الاحتجاج ضد نتنياهو. ايضا هم يدركون بأن المتظاهرين هنا جاؤوا من اجل أن يبقوا. وفي ظل غياب قوة في الشارع، هم يتوجهون نحو العنف. ورغم النجاح السياسي للاحتجاج ما يزال غير مضمون، يبدو أن خوفهم مبرر، هناك عدد غير قليل من العلامات في موجة الاحتجاج التي تغرق مركز القدس مؤخرا والتي يجب أن تقلق مؤيدي نتنياهو:
اللافتات – في مظاهرة يوم السبت حمل المتظاهرون مئات اللافتات المكتوبة بخط اليد والتي صنعت في البيت. عدد منها تقريبا تحريضي: “حتى موسوليني وتشاوشيسكو والقذافي رفضوا الاستقالة”. وعدد منها طفولي وبعضها ذكية. “يفضل الآن فولدمورت”، أو سياسية، “لم يكن في أي يوم من الايام ديمقراطية”. لافتات باللغة العبرية والعربية والانجليزية وحتى بالرموز التعبيرية. ايضا في مظاهرة اليمين الصغيرة في الجهة المقابلة كانت توجد لافتات، لكنها جميعا تمت طباعتها في المطبعة. اذا كانت اللافتات مكتوبة بخط اليد فهذا أحد معايير الاصالة. أي أن الاحتجاج المناوئ لبيبي هو احتجاج اصيل جدا ومتجذر وينبت من الاسفل.
الاعداد – في الاسابيع الاخيرة منذ أن بدأت المظاهرات زاد عدد المتظاهرين في ميدان باريس من ألف متظاهر الى نحو عشرة آلاف متظاهر في نهاية السبت. ولكن الاكثر اهمية هو أنه يجب النظر الى عدد المعتقلين، أو للدقة، الى عدد المتظاهرين الذين جاؤوا الى المكان مع الادراك بأنه يمكن أن يتم اعتقالهم. في الساعة الواحدة ليلا في نهاية السبت وقف مئات الشباب في الشارع في الوقت الذي بدأ فيه جنود حرس الحدود والوحدة الخاصة في جر وجذب الشباب. جميعهم، ظهر الامر، أخذوا في الحسبان امكانية أن يتم اعتقالهم، وتعاملوا مع ذلك براحة وحتى بسرور. في المظاهرة في يوم الخميس اعتقل 55 متظاهرا، وأمس اعتقل فقط 15 متظاهرا. ولكن هذا ليس السبب في أن المتظاهرين لم يكونوا مستعدين للاعتقال. الشرطة كما يبدو ادركت وبحق بأن الاعتقالات فقط تشعل الاحتجاج. “كل شخص تم اعتقاله سيحضر معه عشرين شخصا للمظاهرة القادمة”، قال أحد قادة المظاهرة.
المكان – في هوامش المظاهرات الاخيرة ركض نشطاء المنظمة العنصرية لافاميليا، الذين بحثوا عن ضحايا سهلة من اوساط المتظاهرين. فقد هاجموا وشتموا واصابوا بشكل طفيف عددا من المتظاهرين. كان يمكن أن نسمع بأنهم محبطون من أن المظاهرات الكبيرة ضد نتنياهو تجري في القدس: “اتركوا مدينتنا”، “عودوا الى تل ابيب”، صرخوا (الى جانب شتائم كثيرة استهدفت اهانة النساء). هناك مغزى في أن هذه المظاهرة لا تجري في ميدان رابين، بل في ميدان باريس. لذلك، هي تحتاج الى جهد أكبر من ناحية المتظاهرين. وهي تزعج بشدة الحياة في حي رئيس الحكومة. في هذه الاثناء المظاهرات امتدت ايضا الى قيصاريا وعشرات المواقع الاخرى في ارجاء البلاد. واستعداد نشطاء في اماكن كثيرة للتجند للاحتجاج يمكن ايضا أن يثير قلق نتنياهو.
طول النفس – المظاهرات في بلفور استمرت ساعات طويلة. ولكن صوت ادوات اطلاق الضجة لم يضعف أبدا. من كان هناك شاهد المتظاهرين وتحدث معهم، يعرف أنه يوجد في قلوبهم غضب شديد واحباط كبير. بعد بضع ساعات على التظاهر والصراخ ما يزال هناك المئات من المستعدين للوقوف امام خراطيم المياه أو دفعهم من قبل الفرسان. نواة النشطاء الرئيسة هي شباب في الثلاثين، ليس لهم ازواج، والعدد الاكبر منهم ليس لهم عمل، الامر الذي يجعلهم اكثر تصميما من المتظاهر الاسرائيلي العادي.
ضعف اليمين – من الواضح أن نتنياهو ما يزال يحظى بدعم شعبي كبير مثلما تظهر الاستطلاعات. ولكن مؤيديه يفضلون لسبب ما البقاء في البيوت. في يوم الخميس تم الاعلان عن تجنيد عام في الليكود تحت شعار “لن تسير وحيد في أي يوم، يا بنيامين نتنياهو”. هذا الجهد تمخض عن تقريبا 200 متظاهر وربما أكثر بقليل. معظمهم من البالغين، ومن نشطاء معروفين من فرع الليكود في القدس، في المقابل، كان هناك نحو خمسة آلاف شخص. زعماء الاحتجاج ضد نتنياهو اشاروا نهاية يوم السبت الى متظاهرين انحرفوا عن الشريط المسجل للمتظاهرين اليساريين – هنا وهناك ظهر اشخاص يلبسون القبعات، وحتى عدد من الاصوليين الذين جاؤوا للتعبير عن التضامن. الايام ستخبرنا اذا كان هؤلاء هم الاستثناء الذي يشير الى القاعدة أو أنها السنونو الاول للتغيير.
صدع آخر في الحائط – رغم كل ذلك، نجاح الاحتجاج غير مضمون. لا أحد يستطيع حتى الآن أن يرسم الجهاز السياسي الذي سيترجم عرض القوة في الشارع الى اخلاء نتنياهو من منزل رئيس الحكومة. سنوات من السخرية والاخبار الكاذبة والتحريض ضد اليسار فعلت فعلها. النظام السياسي يظهر انفصال عما يحدث في شوارع القدس. ونتنياهو نفسه لا يبدو متأثرا جدا مما يحدث تحت نافذته. المتظاهرون من ناحيتهم يواصلون ضرب الرأس في الحائط الذي ما يزال يرفض التصدع.