عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Mar-2019

شھادات حیة للأسرى الأطفال والاحتلال یبرر اعتقالھم العنیف - حیتوف نیتع

 

ھآرتس
 
اعتقالات عنیفة وتبریر احتلالي واھن تلك كانت ساعات ما بعد الظھر باردة جدا في بلدة بیت أمر. الجو یتناسب مع نھایة شھر شباط. ھذا لا یزعج أطفال عائلة ابو عیاش من اللعب خارج البیت. أحدھم یلبس قناع سبایدرمان، قفز من مكان إلى مكان انھ رجل العنكبوت. فجأة لاحظ الأطفال مجموعة من الجنود تتقدم نحوھم. مرة واحدة تغیرت نظرة وجوھھم من الفرح إلى الذعر. وسارعوا بالدخول إلى البیت. ھذه لیست المرة الأولى التي یردون فیھا ھكذا، یقول الوالد. ھذا یتكرر منذ اعتقال عمر ابن العاشرة من قبل الجنود في بیتھ.
عمر، ھو واحد من مئات الفتیان الفلسطینیین الذین تعتقلھم إسرائیل كل عام (ما بین 800 إلى 1000 طفل وفتى). قسم منھم أعمارھم أقل من 15 عاما. یوجد من بینھم من لم یصلوا إلى سن 13 عاما. خریطة الاعتقالات تظھر صیغة ما: كلما كانت القریة الفلسطینیة أقرب إلى المستوطنات، تزداد احتمالات اعتقال القاصرین الذین یسكنون فیھا. مثلا في عزون الموجودة غربي كارنیھ شومرون لیس ھناك بیت لم یعرف الاعتقال. السكان یقولون ان أكثر من 150 من طلاب المدرسة الثانویة الوحیدة في البلدة اعتقلوا خلال الخمس سنوات الاخیرة.
ولكن عزون لیست فقط مثالا وھي وحدھا لا تفسر كیف أنھ في كل لحظة معینة ھنالك تقریبا 270 فتى فلسطینیا موجودین في السجون الإسرائیلیة. أیضا سبب الاعتقال الشائع – القاء حجارة – لا یكمل الصورة. محادثات مع العدید من الفتیان، مع المحامین ونشطاء حقوق الانسان مثلا من قبل ”بیتسیلم“ تظھر نمطا للاعتقال، ولكنھا ما تزال تترك أسئلة مفتوحة. مثلا لماذا یبرر الاحتلال اعتقالھم العنیف ولماذا توجھ تھدیدات ضد القاصرین.
عدد من الاباء الإسرائیلیین ھز مشاعرھم اعتقال الأطفال الفلسطینیین قرروا التجند للنضال من
أجلھم. في ظل منظمة ”آباء ضد اعتقال الأطفال“ ھم یعملون في الشبكات الاجتماعیة ویعقدون
المؤتمرات في أماكن عامة من أجل زیادة الوعي بحجم الظاھرة وبخرق حقوق الأطفال القاصرین الفلسطینیین ومن أجل تشكیل مجموعة ضغط تعمل من أجل وقف ھذه الظاھرة“، كما یشرحون. بشكل عام یبدو أنھ لا ینقص انتقادات على ما یجري. إلى جانب منظمة ”بیتسیلم“ التي تنشغل كثیرا في الموضوع أیضا خلف البحار یظھرون غضبا.
”الیونیسیف“ سبق ورفعت صوتھا بشأن ”التعامل التنكیلي الممنھج والمؤسس“، تقریر لقانونیین
بریطانیین قال بان ظروف احتجاج الفتیان الفلسطینیین ”یستجیب لتعریف التعذیب“ وفقط قبل خمسة أشھر دان المجلس الأوروبي سیاسة اعتقالات القاصرین من قبل إسرائیل وقال: ”واجبنا ان نتأكد من أن جھاز القضاء الإسرائیلي لا یتحول إلى أداة انتقام أو قمع لحقوق الانسان“.
الاعتقال ُ نصف الأطفال الفلسطینیین یعتقلون من بیوتھم. ھذا یحدث في منتصف اللیل وبعد أن یتم اقتحام البیت بأیدي الجنود، ھكذا تقول الشھادات. للعائلة یعطون وثیقة تفصل أین سیؤخذ الطفل وبسبب أي تھمة. الوثیقة مكتوبة بالعربیة والعبریة، ولكن في معظم الحالات قائد القوة یملأ البیانات بالعبریة فقط، ویترك خلفھ والدین لا یستطیعان القراءة وفھم ماذا یریدون من ابنھم.
المحامي فرح بیادسة یستغرب لماذا یتوجب اعتقال الأطفال بھذه الصورة، ولیس استدعاءھم للتحقیق بصورة منظمة (المعطیات تظھر أن فقط 12 في المائة من الشبان یتلقون استدعاء للتحقیق). ”من التجربة، في كل مرة یطلبون من أحد ما الحضور إلى المركز، یأتي“، یقول بیادسة، نشیطة في منظمة الدفاع عن الطفل الدولیة وھي جمعیة دولیة تعنى باعتقال القاصرین وانتھاك حقوقھم. ”الرد بشكل عام ھو (أن ھذا یتم بھذه الصورة لأسباب امنیة)“. ھذا یعني أن الامر یتعلق بطریقة محسوبة، ولا تستھدف تطبیق حقوق القاصر بل التسبب لھ بصدمة طوال حیاتھ.
وھنالك أیضا من یعتقلون في الخارج (40 في المائة)، غالبا حول أحداث رشق حجارة على الجنود، ھكذا حدث لادھم احسون من سكان عزون. ھذا حدث قبل عام، كان حینھا عمره 15 عاما، وكان في طریق عودتھ إلى البیت من البقالة في وسط البلدة.
لیس بعیدا عنھ بدأت مجموعة أطفال برشق حجارة على الجنود وھربت. نظرا لان احسون لم یھرب، تم اعتقالھ وأخذ من قبل الجنود إلى الجیب العسكري. عندما ادخل داخلھ قام احد الجنود
بضربھ. عدد من الأطفال الذین رأوه ركضوا إلى بیتھ لابلاغ والدتھ. امھ قامت بأخذ شھادة میلاده وركضت إلى مدخل المستوطنة من أجل اقناع الجنود بانھ مجرد طفل. لقد كان ذلك متأخرا جدا. الجیب كان قد غادر المكان.
طریقة المعابر
(اعتقلوا طفلا ابن 11 عاما وكانت القیود أكبر من یدیھ) حسب القانون الجنود یجب أن یقیدوا الأطفال وأیدیھم إلى الامام. ولكن في حالات عدیدة الأیدي
تقید من الخلف واحیانا مقاسات جسم الطفل یمكن أن تشكل عائقا. كما تحدث لكاسري الصمت جندي من وحدة ”عوریف ناحل“: في احدى المرات اعتقلت وحدتھ طفلا عمره 11 سنة تقریبا.
القیود كانت اكبر من أن تقید یدیھ الصغیرتین. المرحلة التالیة ھي السفر. القاصرون یؤخدون إلى قاعدة عسكریة او إلى مركز للشرطة في مستوطنة مجاورة حیث تغطي عیونھم عصبة.
العصبة لا تستھدف اخفاء الطریق حیث أن الفتى المعتقل یعرف إلى أین یأخذونھ. الھدف مختلف – ”عندما تكون الأعین مغطاة خیالك یأخذك إلى اماكن مخیفة جدا“، وصف أحد محامي الفتیان. معظمھم لا یفھمون العبریة، وھكذا فانھم في الجیب یكونون معزولین تماما عن كل ما یحدث حولھم.
في أغلب الحالات الفتى المقید ومعصوب الأعین یتم أخذه من مكان إلى أخر قبل أن یصل إلى القاعدة العسكریة للتحقیق معھ. احیانا یبقونھ في الخارج، في منطقة مفتوحة لفترة إلى جانب عدم
الراحة والتشویش ھنالك مشكلة اخرى في عملیات النقل المتكررة. حینئذ تحدث حالات عنف كثیرة وفیھا یقوم الجنود بضرب المعتقلین – وھم غیر موثقین. عندما یصل الفتى إلى الھدف یجلسونھ مقیدا ومغطى الاعین على كرسي أو على الأرض، لعدة ساعات وبشكل عام بدون أكل.
في حالة فوزي الجنیدي مرت سنتان. كان ابن 16 عاما عندما اعتقل بأیدي الجنود اثناء سیره إلى بیت عمتھ. تم تقییده وتغطیة عینیھ وأخذ إلى مكان مفتوح. كما یبدو ساحة قاعدة عسكریة قریبة. الجنود اجلسوه على الارض وفجأة شعر بتیار من الماء سكب علیھ. احد الجنود أو عدد منھم سكبوا علیھ ماء، كان ذلك في شھر كانون الأول.
شھادة جندي بدرجة رقیب والذي خدم في الضفة الغربیة واعطى شھادة لجمعیة ”كاسرو الصمت“ عن حادثة حدثت منذ فترة لیست بعیدة تجسد ھذه المسألة أیضا من الجانب الاخر.
”كان ذلك في الیوم الاول من عید الانوار في 2017 .كان ھنالك طفلان رشقا حجارة على شارع 60 .عندھا القوا القبض علیھما وأخذوھما إلى القاعدة. كانا معصوبي الأعین ومقیدین من الامام بقیود بلاستیكیة. كان یبدو علیھما انھما قاصران لیس اكثر من 16 ولا أقل من 12.
حسب اقوالھ، عندما اجتمع الجنود لاشعال الشمعة الأولى الأطفال بقوا في الخارج. نحن نصرخ
ونعمل ضجة ونستخدم الطبول لان ھذا ما یحدث عادة في فصیلنا. ھكذا وصف. لقد قدر ان الأطفال لم یعرفوا العبریة ولكن ربما الشتائم التي سمعوھا فھموھا. نقول زانیات وكلمات مثلھا یمكنھم فھمھا بالعربیة. من أین لھم ان یعرفوا اننا لا نتحدث عنھم؟ بالتأكید ھم یعتقدون اننا بعد لحظة سنطبخھم.
غرفة التحقیق
الكابوس، یقول الأطفال، لیست لھ فترة زمنیة محددة. بعد مرور 3 إلى 8 ساعات على الاعتقال حیث یكون الطفل قد تعب وجائعا واحیانا متألما من الضرب أو مذعورا من التھدید الذي وجھ الیھ، احیانا بدون أن یعرف لماذا ھو موجود ھناك – یتم ادخالھ إلى التحقیق. احیانا تكون ھذه المرة الأولى التي یتم فیھا رفع العصبة عن عینیھ، وفك قیوده. بشكل عام ھذا یبدأ بسؤال عام مثل ”لماذا ترشق الحجارة على الجنود؟“. بعد ذلك یكون التحقیق كثیف اكثر ویتضمن عددا من الاسئلة والتھدیدات التي تستھدف توقیعھ على اعتراف بالعمل المنسوب الیھ. احیانا یتم وعده بأنھ اذا اعترف فسیقدمون لھ الطعام أخیرا.
حسب الشھادات، التھدیدات موجھة مباشرة نحو الطفل (ستبقى طول حیاتك في السجن)، جزء
منھا موجھ لعائلتھ (سأحضر أمك إلى ھنا وأقوم بقتلھا أمامك)، أو موجھ لمصدر الرزق (اذا لم تعترف سنسحب تصریح عمل والدك في إسرائیل ولن یكون لھ عمل بسببك والعائلة ستجوع)، احیانا یستخدم ضغط نفسي (صدیقك قال لنا إنك رشقت الحجارة وتم إطلاق سراحھ. أنت یمكنك
التوقیع ھنا وأن یطلق سراحك). ”ھذه الطریقة تعلم أنھ توجد ھنا نیة لاظھار السیطرة اكثر من تطبیق القانون“، قالت بیادسة، ”الطفل یعترف، یوجد ملف. اذا لم یعترف، ھو على كل الاحوال یكون قد دخل إلى دائرة الاجرام وحظي بتخویف جدي، السجن“.
السجن (كان عمره 15 عاما عندما وصل إلى السجن وطلب منھ خلع ملابسھ للتفتیش، مثلما في 55
% من الحالات) سواء اعتبر أو وقع الشاب على افادة أم لا، الھدف القادم ھو السجن. مجدو أو عوفر. خالد محمود كان عمره 15 عاما عندما وصل إلى السجن وطلب منھ خلع ملابسھ للتفتیش (مثلما في 55 % من الحالات). خلال عشر دقائق طلب منھ الوقوف عاریا مع شاب آخر وكان الوقت شتاء.
شھور الاعتقال (والسجن، لمن یصل إلى ذلك) یقضیھا الشباب في قسم الفتیان في السجون
الأمنیة. مثل البالغین ھم یرتدون الزي البني ویأتون إلى المحاكمة في المحاكم وھم مكبلو الارجل، ”یمنع على المعتقلین والسجناء الأمنیین استخدام الھواتف، وھكذا الأمر بالنسبة للقاصرین“، اضافت بیادسة، ”ھم لا یتحدثون مع عائلاتھم طوال أشھر ویسمح لھم الزیارة مرة في الشھر من خلف الزجاج“. فتیات فلسطینیات یعتقلن اقل من الشباب، اقل بكثیر. ولكن لیس لھن اقسام خاصة ویتم حجزھن في سجن النساء في الشارون مع البالغات.
المحاكمة
جلسات المحكمة في مرات كثیرة ھي الفرصة الأولى للاھل لرؤیة ابنائھم. إن رؤیة ابنھم وھو یرتدي ملابس السجین ومقید بعد عدة أیام من عدم رؤیتھ وتحوم فوقھ غیمة عدم الیقین، تثیر عادة البكاء. رجال مصلحة السجون الذین یحرسون الفتى لا یسمحون للاھل من الاقتراب ویأمرونھم بالجلوس على المقعد المخصص للزوار.
في احدى جلسات تمدید الاعتقال الاخیرة جلس على مقعد المعتقلین فتى لم یتوقف عن الابتسام
لرؤیة امھ. بعد أن انزل عینیھ وربما اخفى دموعھ. معتقل آخر ھمس لجدتھ التي جاءت لرؤیتھ ”لا تقلقي، قولي للجمیع إنني بخیر“. من جاء بعده صمت ولم یصغ لأمھ وفقط سمع أمھ تھمس
لھ ”عمري، أنا احبك“. في الوقت الذي یكون فیھ الأطفال وابناء العائلة یحاولون تبادل بعض الكلمات والنظرات یجري النقاش (غالبا تمدید الاعتقال) وكأنھ عالم موازي. غالبیة ساحقة من محاكمات الأطفال تنتھي بصفقة ادعاء. حتى عندما لا یكون ھناك بینات تربط الطفل برشق الحجارة، في مرات كثیرة تكون ھذه ھي الخیار المفضل. اذا لم یوقع، المحاكمة یمكن أن تجري لفترة طویلة والشاب یعتقل حتى نھایة اجرائھا.
”الادانة مرتبطة تقریبا تماما ببینات الافادة“، قال المحامي جیرارد ھورتون من المنظمة البریطانیة – الفلسطینیة ”مراقبة المحاكم العسكریة“، الذي یحقق في قضایا اعتقالات الأطفال الفلسطینیین. ”اذا اردت أن یعترف الأطفال، من المھم أن لا یعرفوا حقوقھم، أن یكونوا خائفین، أن لا یكون لدیھم أي دعم أو تسھیل إلى أن یعترفوا“. حسب اقوالھ، اذا لم یعترف الطفل یحددون لھ جلسة والمزید من الجلسات للمحاكمة. ”في مرحلة معینة حتى الطفل العنید جدا یصاب بالیأس“.
حسب بیانات ”مراقبة المحاكم العسكریة“ 97 % من الأطفال الفلسطینیین الذین یعتقلون من قبل
الجیش یعیشون في قرى صغیرة نسبیا تقع على بعد لا یزید على 2 كم من مستوطنة ما. یوجد
لذلك عدة اسباب. احدھا ھو الاحتكاك المستمر مع المستوطنین والجنود. ”ولكن ھناك طریقة مھمة اخرى للنظر إلى ھذا الرقم، حسب رأي ضابط في الجیش الذي تولى مھمة أن ”لا یصاب المستوطنون، قال ھورتون. وأضاف، أنھ عندما یتم تلقي تقریر عن رشق الحجارة الافتراض ھو أن من رشقوھا ھم شباب اعمارھم 12 إلى 30 سنة، وانھم جاءوا من القریة الفلسطینیة القریبة. ماذا یفعل الضابط؟ یستخدم عمیل من القریة، یخبره بأسماء بعض الشباب.
”العملیة القادمة لك ھي الدخول إلى القریة في اللیل واعتقالھم“، قال ھورتون، ”سواء كانوا ھم
الذین رشقوا الحجارة أم لا، تكون قد أخفت كل القریة. ھذه وسیلة ناجعة لادارة السكان. عندما یعتقلون فتیان بصورة منھجیة كھذه، من الواضح أن یكون ھناك أیضا ابریاء. الھدف ھو أنھ یجب القیام بذلك طوال الوقت لأن الفتیان یكبرون ویأتي ابطال جدد، كل جیل یجب أن یتعلم قوة ذراع الجیش“.
اعتقل في سن 13 عاما
”الساعة الثانیة فجرا سمعت طرقات على الباب، استیقظت وشاھدت كثیرا من الجنود داخل البیت. طلبوا منا الجلوس على الأریكة في الصالون دون أن نتحرك. والضابط نادى عدي، أخي الأكبر، وقال لھ أن یرتدي ملابسھ وقال لھ إنھ معتقل. ھذه ھي المرة الثالثة التي یعتقلونھ فیھا.
أیضا والدي كان معتقل ذات یوم. فجأة قالوا لي إن علي أنا أیضا أن البس حذائي وأن اذھب معھم.
”اخرجونا من البیت وھناك كبلوا ایدینا وغطوا عیوننا. ھكذا ذھبنا مشیا على الاقدام حتى الموقع
العسكري في كرمي تسور، ھناك اجلسونا على الارض وایدینا مكبلة وعیوننا مغطاة حوالي ثلاث ساعات. في الخامسة صباحا نقلونا إلى عصیون، في الطریق إلى ھناك في الجیب قاموا بضربنا وصفعنا. في عصیون ارسلوني كي یفحصني الطبیب. سألني اذا كانوا ضربوني. قلت لھ نعم. وھو لم یفعل شيء، فقط فحص الضغط وقال إنھ یمكن التحقیق معي.
”في الثامنة صباحا بدأ التحقیق معي. طلبوا مني عد الأطفال الذین رشقوا الحجارة. قلت إنني لا أعرف. عندھا صفعني المحقق واستمر التحقیق اربع ساعات وبعد ذلك نقلوني إلى غرفة مظلمة مدة عشر دقائق. عندھا اعادوني إلى غرفة التحقیق. لكن الآن فقط أخذوا بصماتي ونقلوني إلى غرفة اعتقال مدة ساعة. بعد ساعة نقلوني أنا وعدي إلى سجن عوفر. لم أوقع على افادة، لا على نفسي ولا على الآخرین.
”تم إطلاق سراحي بعد 9 أیام لأنني لم أتھم بشيء، ووالدي كان علیھ دفع ألف شیكل غرامة.
أخي الاصغر، 10 سنوات، یخاف جدا منذ ذلك الحین في كل مرة یطرق فیھا الباب، یتبول على نفسھ“.
3 سنوات مع وقف التنفیذ
”كان ذلك في نھایة أسبوع، الساعة الثانیة ظھرا. في ذلك الیوم كانت حرارتي مرتفعة، طلب والدي من ابن عمي نقلي الى المبنى المجاور لمنزلنا ،لأنھ المكان الوحید في القریة الذي یوجد فیھ تكییف. فجأة جاء الجنود. شاھدوني أنظر الیھم من النافذة، عندھا أطلقوا النار على بوابة المبنى. الباب وقع وبدأوا یصعدون إلى أعلى. اصبت بالفزع، عندھا ركضت من الطابق الثاني إلى الثالث، ولكنھم اعتقلوني اثناء صعودي وأخذوني للخارج. الجنود لم یوافقوا على أن أخذ معي معطفي. رغم أن الطقس كان بارد وكنت مریضا. أخذوني مشیا على الاقدام إلى مستوطنة
كدومیم وأنا مكبل ومعصوب العینین. ھناك اجلسوني على كرسي وسمعت ابوابا ونوافذ تطرق بقوة، اعتقدت أنھم حاولوا تخویفي.
”بعد وقت ما نقلوني من كدومیم إلى اریئیل وھناك قضیت 5 – 6 ساعات، اتھموني بأنھ قبل بضعة ایام قمت برشق الحجارة أنا وصدیقي. قلت لھم أنا لم ارشق الحجارة. في المساء نقلوني إلى معتقل حوارة، احد الجنود قال لي إنني لن اخرج من ھناك في أي یوم. في الصباح نقلوني إلى سجن مجدو. في السجن لم یكن ملابس سجناء على قیاسي، عندھا اعطوني ملابس لأطفال
فلسطینیین كانوا ھناك وابقوھا لمن سیأتي بعدھم.
كنت الاصغر في السجن. كانت لي ثلاث جلسات في المحكمة، وبعد 12 یوما، في الجلسة الاخیرة، قالوا لي ھذا یكفي. على والدك دفع ألف شیكل غرامة وأن یحكم علي بثلاث سنوات مع وقف التنفیذ. القاضي سأل ما الذي أنوي فعلھ بعد إطلاق سراحي. قلت إنني سأعود إلى المدرسة ولن اصعد مرة اخرى إلى الطابق الثالث. منذ اعتقالي، اخي الاصغر ابن السابعة یخاف النوم في غرفة الأطفال وانتقل للنوم مع والدي“.
اعتقل في عید میلاده الـ 15
”في عید میلادي الـ 15 ذھبت إلى البقالة ، وسط القریة لشراء بضعة اشیاء للبیت. الساعة السابعة والنصف مساء، دخل الجنود إلى القریة وبدأ الأطفال برشق الحجارة. في طریقي إلى البیت وأنا احمل كیسا فیھ الاغراض. القوا القبض علي، أخذوني إلى مدخل القریة وھناك وضعوني في جیب. واحد الجنود بدأ بضربي. بعد ذلك كبلوني وغطوا وجھي وأخذوني إلى موقع عسكري في كارنیھ شومرون. ھناك قضیت ساعة، لم أر أي شيء لكنني شعرت بوجود كلب یقوم بشمي. خفت. من ھناك أخذوني إلى موقع عسكري آخر وبقیت طوال اللیل. لم یعطوني طعاما أو شرابا.
”في الصباح نقلوني إلى منشأة تحقیق في اریئیل. المحقق قال لي إن الجنود القوا القبض وأنا ارشق الحجارة. قلت إنني لم ارشق الحجارة، وكنت عائد من البقالة. عندھا استدعى الجنود إلى
الغرفة وقالوا ”ھو یكذب. لقد شاھدناه وھو یرشق الحجارة“، قلت لھ أنا حقا لم ارشق الحجارة.
عندھا ھددني بأنھ سیعتقل أبي وأمي. ذعرت. سألتھ، ماذا ترید مني؟ قال: اریدك أن توقع على أنك رشقت الحجارة على الجنود. عندھا وقعت. طوال ھذا الوقت لم التق ولم اتحدث مع محامي.
”صفقتي كانت أن اعترف وأن یحكم علي خمسة اشھر سجن. بعد ذلك خفضوھا إلى ثلاثة اشھر
بسبب سلوكي الجید وأطلق سراحي بعد ثلاثة أشھر ودفع 2000 شیكل غرامة. في السجن حاولت استكمال دراستي التي خسرتھا في المدرسة. المعلمون قالوا لي إنھم سیحسبون علامات الفصل الاول من اجل أن لا یضر ذلك بمستقبلي التعلیمي من اجل القبول لدراسة الھندسة في الجامعة“.
زوار الفجر لاعتقال فتى (الساعة الثالثة فجرا سمعت طرقا على الباب. القائد قال لوالدي بأنھم سیأخذونني إلى التحقیق.
خارج البیت كبلوني وغطوا عیني) ”الساعة الثالثة فجرا سمعت طرقا على الباب، عندھا والدي دخل إلى غرفتي وقال إن الجنود في الصالون وھم یریدون ان نعطیھم الھویات. القائد قال لوالدي بأنھم سیأخذونني إلى التحقیق في عصیون. خارج البیت كبلوني وغطوا عیني ووضعوني في سیارة عسكریة. ذھبنا إلى بیت ابن عمي الذي اعتقلوه أیضا. ومن ھناك سافرنا إلى كرمي تسور وبقینا مكبلین حتى الصباح.
”في الصباح أخذوا فقط ابن عمي إلى التحقیق وأنا لا. بعد التحقیق معھ أخذونا إلى سجن عوفر.
بعد یوم واحد ھناك اعادوني إلى عصیون وقالوا انھم سیحققون معي الآن. قبل التحقیق أدخلوني إلى غرفة وھناك قام جندي بصفعي. بعد أن ضربني في احدى الغرف نقلني إلى غرفة التحقیق.
المحقق قال إنني مسؤول عن اشعال الاطارات الذي أدى إلى احراق الحرش المجاور لبیتي.
قلت أنا لم افعل ذلك ووقعت على وثیقة اعطاني ایاھا المحقق. الوثیقة نفسھا مكتوبة بالعبریة أیضا، لكن المحقق قام بملئھا بالعربیة. واعادوني إلى سجن عوفر.
”كانت لي سبع جلسات في المحكمة. لأنھ في الجلسة الاولى قلت بأنني لا انوي الاعتراف.
ببساطة لم افھم ما وقعت علیھ وأن ھذا لم یكن صحیحا. عندھا ارسلوني مرة اخرى إلى التحقیق، وثانیة لم اعترف. وھكذا ثلاث مرات تحقیق. في النھایة المحامي عمل صفقة مع النائب العام بأنھ اذا اعترفت في المحكمة – الامر الذي فعلتھ – وبعدھا تدفع عائلتي 4 آلاف شیكل ویطلقون سراحي. ”أنا طالب جید، أحب كرة القدم، اللعب والمشاھدة. منذ اعتقالي أنا تقریبا لا أتجول في الخارج“.
اعتقال كل أطفال العائلة
”اعتقلت عندما كان عمري 14 سنة، اعتقلوا كل الاولاد في العائلة في تلك اللیلة. بعد سنة اعتقلوني مرة اخرى أنا وابن عمي وقالوا إنني اشعلت الاطارات. ھذا حدث عندما كنت نائما.
امي ایقظتني، اعتقدت أن الوقت حان للذھاب إلى المدرسة ولكن عندما فتحت عیني شاھدت الجنود فوق سریري وطلبوا مني ارتداء ملابسي وكبلوني واخرجوني للخارج. كنت ارتدي قمیص قصیر وكان الطقس بارد في تلك اللیلة. عندما توسلت امي بأن یسمحوا لي بارتداء معطف لكنھم لم یوافقوا. في النھایة رمت المعطف علي ولكنھم لم یسمحوا لي بادخال یدي في الاكمام.
ّ ”قادوني إلى مستوطنة كرمي تسور بعیون معصبة وشعرت أنھم یأخذوني لمجرد انھم یدورون بي. عندما مشیت كانت حفرة في الشارع وقاموا بدفعي إلى داخلھا فوقعت. من ھناك نقلوني إلى
عصیون. وھناك وضعوني في غرفة وطوال الوقت دخل جنود وركلوني. شخص ما مر قربي وقال اذا لم اعترف فھو سیبقیني في السجن طوال حیاتي.
”في السابعة صباحا قالوا لي ان التحقیق سیبدأ وطلبت الذھاب إلى الحمام. عیوني كانت معصوبة واحد الجنود وضع كرسیا امامي فوقعت. التحقیق استمر ساعة وقالوا لي إنھم شاھدوني وأنا اشعل الاطارات وھذا یشوش على الطائرات. قلت انني لم افعل ذلك. المحامي التقیت معھ فقط بعد الظھر وطلب من الجنود أن یعطونا الطعام. كانت ھذه المرة الأولى التي اكلت فیھا منذ اعتقالي في اللیل. في السابعة مساء نقلوني إلى سجن عوفر. ھناك قضیت ستة اشھر. في ھذه الفترة حضرت اكثر من عشر جلسات في المحكمة وكان ھناك تحقیق آخر أیضا.
لأنھم قالوا لصدیقي في التحقیق انھ اذا لم یعترف وأن یقوم بالوشایة علي فسیحضرون ام وسیطلقون النار علیھا امامھ. عندھا اعترف ووشى بي. انا غیر غاضب منھ، ھذا ھو اعتقالھ الاول. وقد كان خائفا“