عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Mar-2021

مأساة تمريضية تحتاج لحل*حمادة فراعنة

 الدستور

ما زال قطاع من الأردنيين لم يُسلّم، ولم يقتنع بخطورة الوباء، وأهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية المطلوبة لتحاشي العدوى وعدم الوقوع بالإصابة المفتوحة على احتمالات الموت.
 
فقدنا صديقنا المهذب الراحل الشاعر جريس سماوي وشقيقه، ورسام الكاريكاتير زكي شقفه وزوجته، وجاري توفي والده ولحقه بعد أقل من أسبوع، والمميز عقل بلتاجي، والكاتب الاقتصادي خالد الزبيدي، وآخرين، أي أريد أن أقول أننا كنا نسمع عن رحيل أشخاص بسبب الكورونا، ولكننا اليوم نعرفهم، نحس بوجع رحيلهم، وأكثر من ذلك أن حد السكين وصلت إلى أعناقنا، وقريبة منا، وحائط الصد الذي يحمينا هو أولاً الإجراءات الاحترازية من وضع الكمامة إلى عدم الاختلاط وتحاشي الزحام، وصولاً إلى المستشفيات التي بدأت تواجه الاكتظاظ والضغط وعدم توفر كافة الاحتياجات الضرورية من سعة الاستيعاب إلى قلة الكوادر الطبية التمريضية منها.
 
يقول أحد مدراء المستشفيات نواجه أزمة عدم توفر العدد الكافي من الممرضين والممرضات، فإذا احتاج المريض إلى ممرض، فمريض الكورونا يحتاج إلى ثلاثة ممرضين يتناوبون على خدمته، وبسبب نقص الأيدي العاملة الأردنية في مجال التمريض، يتوفر ممرض واحد الآن لثلاثة مرضى في خدمة الفترة التشغيلية لكل ممرض، وحينما تسأل عن السبب يكون الجواب أن وزارة الصحة حققت جذباً للممرضين والممرضات  للمستشفيات الميدانية ووقع ذلك سلبياً على قطاع المستشفيات الخاصة، لانتقال هذه الكوادر التمريضية المجربة وصاحبة الخبرة لمستشفيات القطاع العام، ويعود بعضهم للعمل الإضافي في مستشفيات القطاع الخاص، ولكن ذلك غير كاف لتغطية احتياجات القطاع الخاص من كوادر الممرضين نظراً لحالة الإنشغال والضغط وامتلاء المستشفيات من المرضى، والحاجة الملحة للممرضين والممرضات.
 
موضوع التمريض، وعدم توفر الأعداد الكافية، يشكل حالة حرجة للقطاع الطبي، وخاصة في مواجهة الأعداد المتزايدة من مصابي الكورونا، مما يستوجب معالجة هذا النقص والتدقيق حقاً بحالة عدم توفر كوادر تمريضية أردنية مؤهلة. 
 
لقد صنعت الحكومة خيراً عبر وزارة العمل على تقليص فرص العمل للعمالة الوافدة بهدف تشغيل الأردنيين، وهم الأحق بالعمل، والأقدر على تحسس ظروف المريض والعناية به، ولكن إذا لم يتوفر العدد الكافي لتلبية احتياجات المستشفيات، على وزارة الصحة أن تبادر لمعالجة هذا النقص مع جمعية المستشفيات ونقابة الممرضين والممرضات ووزارة العمل لإيجاد المداخل والخيارات المتاحة بهدف التوصل إلى صيغة توافقية لا تُخل بقرار إعطاء الأولوية للأردنيين من الممرضين والممرضات.
 
اطلعت على بيان صادر عن نقابة الممرضين،  يخلو من الكياسة وسعة الصدر والإحساس بالمسؤولية نحو ما نواجهه من تداعيات الكورونا ومأزق مواجهته، فبدلاً من التماسك والوحدة والتنسيق بين طرفي المعادلة: المستشفيات والنقابة، يلمس القارئ أن دوافع انتخابية تقف خلف صياغة المقال المشحون بالعداء والتصادم والاتهامية المفرطة، والخلاصة أن تضحيات الجسم التمريضي يتم خطفه على أعتاب انتخابات النقابة.
 
تضحيات جيش العاملين والعاملات في مهنة التمريض، لا يستطيع أحد القفز عنها، فالمهنة لا تقتصر على العمل مقابل الأجر بل هي من النبل والرفعة ليكون حصيلة عملهم الحفاظ على الحياة.
 
سألت كم مرة زاركم النقيب للاطلاع على ظروف عمل الممرضين والممرضات، فردت علي إحداهن وقالت أتحداك وأتحدى النقيب أن يدعي أنه زار المستشفى الذي أعمل فيه ولو مرة واحدة.
 
تبادل الاتهامات لا يليق بملائكة الرحمة، ونقابتهم يجب أن ترتقي لمستوى تضحياتهن لا أن تجعل منهن خصماً لمواقع العمل في المستشفيات.