علاء علي عبد

عمان–الغد-  لو سأل الأب نفسھ ما الأشیاء التي یجب تعلیمھا لابنھ في سن مبكرة، تكون الإجابة ببساطة أنھا الأشیاء التي تجعل من ھذا الابن رجلا بمعنى الكلمة.

على الأب أن یضع في اعتباره أن القیم والأخلاق من الأمور التي یحتاج الابن لأن یعلمھا لتصبح جزءا منھ ولو لم یتعلمھا من والده فقد تأتیھ بشكل خاطئ من الأشخاص الخطأ، مما یؤثر على شخصیتھ سلبا طوال حیاتھ. وتجدر الإشارة ھنا إلى أن ھذه القیم لیست كل ما یحتاجھ الابن في حیاتھ، فھناك الكثیر من الأشیاء التي تستحق من الأب بذل الجھد لیتعلمھا الابن بالشكل الصحیح.

من أھم الأشیاء التي یجب على الأب أن یعلمھا لابنھ ما یلي:

الحرص على احترام قیم وتقالید العائلة: تعرف التقالید بأنھا الأفعال والسلوكیات التي یكررھا المرء في أوقات متكررة أو بطریقة مكررة. لكن التقالید لیست مجرد عادات روتینیة خالیة من المعنى، بل ھي تحمل بداخلھا الكثیر من المعاني التي أسھمت ببقائھا حیة طوال السنین.

لذا، مھما كانت درجة تأقلمك مع الحیاة العصریة والتغییرات الطارئة على المجتمع، فإنھ یجب على ابنك أن یتعلم احترام القیم والتقالید العائلیة. یجب أن یعتاد ابنك على الوقوف مع فكرة ما والدفاع عنھا طالما كان مقتنعا بھا، لا أن یسیر مع التیار مھما جلب تغییرات مقبولة وغیر مقبولة.

فھم أھمیة الاستقلال المادي: من الغریب أنھ وبالرغم من أھمیة مسألة تعلم مھارات إدارة المال وتنظیم الإنفاق، لا نجد مادة دراسیة تعلم الطفل ھذه المھارات في المدرسة. لكن ھذا یعد دافعا إضافیا یشجع المرء على تعلیم ابنھ طرق اكتساب المال وطرق إنفاقھ وادخاره.

لیس المقصود أن یقدم الأب لابنھ محاضرة في علم الاقتصاد وإنما یجب أن یمنحھ المعرفة المادیة الكافیة التي سیكون لھا الأثر المھم في أسلوب تعاملھ مع المال في المستقبل.

أھمیة احترام المبادئ الشخصیة: من النصائح المھمة التي یجب على الأب تعلیمھا لابنھ أن إسعاد الناس شيء جمیل ویستحق بذل المجھود لأجلھ، لكن في الوقت نفسھ لا یجب أن یكون إسعادھم على حساب المبادئ التي یحملھا. مشكلة البعض أنھم یستعدون لتجاھل قناعاتھم في سبیل إسعاد الآخرین وخصوصا نصفھم الآخر، لكن الواقع أن اتخاذ القرارات الحازمة في بعض الأحیان حتى لو لم تكن ترضي الطرف الآخر یكون أمرا حتمیا. الحزم باتخاذ بعض القرارات لا یعني فرض السیطرة لكن الرجولة تفقد الكثیر من میزاتھا لو كان المرء بلا رأي ویعیش فقط لإرضاء غیره.