عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Feb-2020

السورية أماني بلور من طبيبة تحت القصف في سورية إلى أضواء هوليوود

 

باريس – عالجت الطبيبة السورية أماني بلور آلاف الأشخاص في مستشفى تحت الأرض في سورية، وهي تأمل من خلال عملها الوثائقي “الكهف” المرشح للأوسكار أن تذكر العالم بمأساة حرب تدخل قريبا عامها العاشر.
ولطبيبة الأطفال هذه البالغة 32 عاما التي تلازمها صور الأطفال المضرجين بالدماء والموتى، هذا المستشفى السري قرب دمشق المسمى “الكهف” حقيقي وليس من عالم السينما.
وهي تؤكد في مقابلة أجرتها مع وكالة فرانس برس خلال زيارة لها إلى باريس نهاية الشهر الفائت أن “هذا العمل ليس فيلما بالنسبة لي. هو حياتي وحقيقتي”.
وبعد حوالي أسبوعين من المقابلة، باتت الطبيبة السورية في الأراضي الأميركية تمهيدا للمشاركة في حفل توزيع جوائز أوسكار لهذا العام في لوس أنجلوس الأحد.
هذا الوثائقي المؤثر البالغة مدته مئة ودقيقتان والذي أنتجته “ناشونال جيوغرافيك” والهيئة الدنماركية للأفلام الوثائقية، يظهر طبيبة الأطفال وهي تبكي خلال مسحها الدماء عن وجه أطفال في غرفة عمليات، كذلك، يبيّن المعاملة الذكورية التي تلقتها من رجال لا يتقبلون أن يكون المستشفى بإدارة امرأة.
وهي تقول “في بادئ الأمر كنت أسمع ملاحظات من قبيل “لن تقدري” على ذلك… جعلني ذلك أتحدى لأثبت أن النساء قادرات “ما شكل ضغطا إضافيا علي”.
ويتنافس هذا العمل الذي أخرجه السوري فراس فياض للفوز بجائزة أوسكار مع وثائقي آخر يدور أيضا حول الحرب السورية بعنوان “إلى سما” للمخرجة وعد الخطيب والذي نال جائزة تقديرية في مهرجان كان العام الماضي وفاز أخيرا بجائزة بافتا البريطانية عن فئة أفضل وثائقي.
وتأمل أماني بلور المقيمة في تركيا منذ 2018 أن “يسلط الترشيح للأوسكار مزيدا من الضوء على القضية السورية ما سيدفع أناسا أكثر لدعمنا ومساعدتنا”. وعلى غرار ملايين السوريين النازحين واللاجئين، تقول الطبيبة بلور صاحبة الإرادة الحديد رغم مظهرها الخجول، إنها لا تشعر بالسلام منذ انتقالها للعيش في المنفى.
وتوضح “في سوريا، عندما كنا نساعد الناس، كنت أشعر بسلام أكبر، رغم كل الصعوبات والقصف والجوع والوضع المأسوي الذي كنا نشهد عليه يوميا”.
ولا تزال عذابات آلاف الأطفال المصابين الذين عالجتهم بلور تسكن هذه الثلاثينية التي حازت أخيرا جائزة والنبرغ التي يقدمها مجلس أوروبا تقديرا “للإنجازات الإنسانية الاستثنائية”. وتؤكد الطبيبة أن “الأطفال لم يكونوا يفهمون شيئا (…) كانوا يسألون دائما ما الذي يجري. لماذا يتعرضون للقصف ولماذا لا يجدون ما يأكلون. كان تفسير ذلك مهمة صعبة للغاية”.
وهي تستذكر بتأثر خاص عبد الرحمن ابن الحادية عشرة الذي كان في أواخر مرحلة التعليم الابتدائي حين تعرضت مدرسته لقصف أدى إلى إصابة أكثرية التلاميذ.
وتقول بلور “لقد فقد ساقيه. عندما استفاق من التخدير، سأل “أين ساقاي؟” و”لماذا بترتموهما؟””
وتضيف “لم أكن قادرة على النظر إلى عيني الأطفال عندما كنت أعالجهم. لا أحد منا كان يستطيع ذلك”.
وتستذكر قائلة “في مستشفى “الكهف”، لم يعد هناك حتى مكان على الأرض لوضع الجثث، كنا نكدسها الواحدة فوق الأخرى”.
هذه المحطات المأسوية، لم تحل دون تسجيل بعض اللحظات السعيدة في الوثائقي، كما الحال مع حفلة عيد ميلاد سرية استبدلت فيها البالونات بقفازات جراحية منفوخة.
وتقول بلور “كنا نحاول إيجاد لحظات فرح لنشعر مجددا بأننا بشر”.-(أ ف ب)