عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Sep-2019

فوضى الاجتهاد ... وفوضى الجهالات !!! - م. هاشم نايل المجالي

 

الدستور- الحوار العقيم هو حوار الثرثرة والمراوغة والكذب من كلا الطرفين ، بينما الحوار المثمر منتج للمعرفة ويجعل من القواسم المشتركة اطاراً لتوظيفها في اغراض واهداف ما يصبوا اليه الحوار للمصلحة العامة والوطنية ، لاهداف نبيلة ليجعل الحياة الاجتماعية اكثر عدلاً وأقل ظلماً .
لذلك كانت بعض الحكومات في حوارها مع الشعب حواراً عقيماً ، وتعتبره مصدر الانقاذ لعجزها المالي من تعبه وجهده دون الاخذ بعين الاعتبار حجم معاناته المعيشية .
 الشعارات البراقة للوضع المتأزم  مالياً واقتصادياً وسياسياً لا يمكن ان تزهر في ارض الواقع المتأزم اصلاً الا اذا كان هناك اجماع لعناصر الارادة من كافة الجهات المعنية ، مستخدمة بصيرة العقل وشغف المحبة والتعاون لمواجهة التحديات والنهوض لاستشراق المستقبل في هذا المنعطف الملتبس باختناقات عديدة وقضايا سياسية مصيرية وازمات اقتصادية ، والكشف عن قضايا الفساد المستشري هنا وهناك ، وتعثر المشاريع الاستراتيجية وغيرها الكثير .
مما أصاب الناس بالاحباط واليأس والفشل وفقدان الثقة بوجود اجيال قادرة على الانفتاح على بوابات داخلية وخارجية ، وتستفضي المعلومة والحقائق وتحلل وتقيّم الاداء وكل شيء على الساحة ، وكما نعلم انه في ظل التراجع والفشل في الاداء لا تتولد الا الكراهية ، ولا ينتج عن ذلك الا اغلاق الابواب على واقع الفشل والهزيمة ، وأي مسؤول من اي جهة كانت ان صرح بذلك تعتبر نظرته سوداوية .
وما من شيء يحطم المعنويات ويغلق ابواب الحوار الوطني الهادف اكثر من شعورر الانسان بأنه مجرد اداة لتجميل بشاعة الواقع البائس ، في ظل التحديات والازمات التي تحول دون توفير فرص حقيقية للحكومة الجديدة للنجاح في اداء مهامها ورسالتها ، والتحاور بمنطق العقل واعطاء الفرصة لنخرج من دائرة الانغلاق والتعصب والتشنج الى افق التعاون ، وان لا نسقط بذريعة الاختلاف بكل منهجية وموضوعية ، فهناك من يستثمر الخلاف والمشكلات وتفجير الفتن ويخل بالامن والاستقرار ليدعو الى حراكات صدامية .
ولم يظهر لغاية الآن خير او شر او اي حكومة خارجة عن المألوف في تشكيلتها ، فنحن ومهما كانت نبحث دوماً عن ضمانٍ ثابت لوحدة انتمائنا الى الوطن والقيادة الهاشمية ، لتكون هناك صورة الوئام لا صورة الخلاف ، وان كان الحوار في قلب الازمات لكنه يواجه التحديات ويدافع عن نقطة الضوء داخل النفق المظلم ، لنتجنب التمزق والتشرذم .
لذلك يجب ان نتبع اسلوب تفكير جديدا في معالجتنا لمشاكلنا وازماتنا دون استخدام سياسة اقصاء الآخر ، المؤدية الى عواقب وارباك اجتماعي وسياسي .
فماذا تنفع صروح الحضارة والنهضة والتنمية ان لم تكن تعبيراً عن روح المعنى الانساني الوطني ، التي تعطي الاولوية لبنيان العقل قبل ان تأخذ زينتها روح المواجهة والانفعال والصدامية والتراشق بشعارات الخطأ ، بل يجب الانطلاق معاً لغايات التجديد لمن يريد الاصلاح والعمل والعطاء من قيادات سياسية جديدة في الحكومة الجديدة .
وان نقف وقفة صحيحة لنروض الواقع بأزماته لمصلحة الوطن والمواطن بلغة الفكر وليس بلغة النقد السلبي ، لنؤسس مفهوم اخلاقي لمعنى الحضارة والهوية الوطنية ، وان نضيء فهمنا مع فهم اصحاب الاختصاص والقيادات الوطنية الداعية الى الاصلاح بشكل عقلاني ومتزن ، وليس بشكل صدامي بوجود ادوات معرفية للوصول الى الهدف بوجود نقد الذات المبني على اسس سليمة للاداء دون تشويه للحقائق ، ودون الدعوة الى الفوضى ، وهي فوضى الاجتهادات وفوضى الجهالات الصدامية.