علاء علي عبد
عمان-الغد- يتصف البعض بسلبية التفكير والتشاؤم؛ حيث نجدهم لا يحسنون التعامل مع المشاكل الحياتية بطريقة صحيحة، الأمر الذي يجعل وقع تلك المشاكل عليهم أشد من غيرهم نظرا لكثرة تحليلاتهم وتوقعاتهم السلبية تجاه النتائج التي يرون أن هذه المشاكل ستوصلهم إليها.
هذا الأمر يوضح لنا سبب امتلاء وسائل الإعلام المختلفة بمواضيع ونصائح تحث الناس على التفكير الإيجابي والتفاؤل قدر الإمكان ومهما بلغت شدة المصاعب التي يواجهها المرء. لكن هنا يبرز السؤال حول مدى أهمية هذا التفكير الإيجابي وهل هو فعلا الحل الذي يمنحنا القوة التي نبحث عنها؟
أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت مؤخرا نتائج مفاجئة مفادها أن التفكير الإيجابي ليس الحل الأمثل لنا، فهناك ما هو أفضل منه وهو التفكير الواقعي الذي ينتج توقعات واقعية أيضا. فقد تبين أن محاولة المرء النظر للجوانب الإيجابية في كل موقف يواجهه لن يمنحه نتائج إيجابية كما كان متوقعا فالذي يمنحه تلك النتائج ليس سوى التفكير المنطقي والعقلاني. فمن المهم لكل منا أن يكون لدينا صورة واضحة عن إمكانياتنا وعن طبيعة البيئة التي نعيش فيها وعن الاحتمالات العقلانية واردة الحدوث حتى نتعامل معها. فالواقع يقول إن المرء لن يحصل على نتائج إيجابية إلا لو كان من داخله مقتنعا بإمكانية تحقيق هذه النتائج.
تعد التوقعات التي يبنيها المرء بداخله تجاه موقف ما مهمة جدا، فعلى سبيل المثال، نجد أن الشخص المتشائم لو تعرض لعقبة حياتية ما فإنه قد لا يحاول أن يخرج منها لكونه يتوقع لنفسه الفشل مهما حاول وبالتالي فلماذا يحاول أصلا؟ بينما على الطرف الآخر نجد أن الشخص المتفائل يتوقع دائما الحصول على أفضل النتائج بدون أدنى جهد! وبالتالي ليس مستغربا أن نجده يترك محاولة إخراج نفسه من مشكلته لأنها ستنتهي بالتأكيد فلماذا التعب؟
وعلى عكس التفاؤل والتشاؤم، نجد أن من يفكر بواقعية يملك حقائق معينة يسير عليها من أجل تحقيق النتائج المطلوبة؛ حيث يبذل جهده بناء على صعوبة العائق الذي يعترضه وهذه الصعوبة تحددها الحقائق الواقعية التي يمتلكها.