عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Sep-2022

الوسائل التعليمية.. طرق إبداعية تحقق المتعة والفائدة للطالب بآن واحد

 الغد-منى أبوحمور – بحماس كبير أحضرت شهد حازم (12 عاما) اللوحة والأقلام الملونة لإعداد وسيلة تعليمية في قواعد اللغة العربية، لتشارك معلمتها في شرح الدرس.

بدت المتعة واضحة على شهد وهي تحضر لوحتها وتخطط بالأقلام الملونة حروف الجر والاسم المجرور، منتظرة حصة اللغة العربية بفارغ الصبر ليشاهد الطلبة تلك اللوحة.
في حين أعلن أحمد (7 أعوام) حالة الطوارئ في المنزل بعد أن أخبر والدته برغبته في إعداد لوحة للمدرسة عن أجزاء النبات، فبدأ بمساعدة والدته في جمع أوراق الشجر من حديقة المنزل وأحضر ألوانه وقلم الرصاص ليساعد في الرسم.
تشارك أحمد مع والدته أثناء رسمها شجرة كبيرة ليعلق عليها أجزاء النباتات، وهي عنوان درسه في مادة العلوم، والحماس يسيطر على ملامح وجهه منتظرا أن يأتي الصباح بسرعة ليأخذها إلى المعلمة.
ليست الصفوف الأولى هي من تهتم بإعداد الوسائل التعليمية، إذ يتنافس الطلبة من مختلف الأعمار على إعداد وسائل تعليمية متميزة ولافتة للنظر وفي بعض الأحيان يقوم الطلبة بتحضير المجسمات.
طلب عبدالله (14 عاما) إعداد دارة كهربائية تتكون من بطارية وأسلاك ومصباح، توضع على قطعة خشبية أو كرتونة، ليعيد لذاكرة والده عقدين من الزمن عندما تذكر نفسه في حصة العلوم والفرح الكبير الذي شعر به عندما قام بتحضيرها.
المشاعر ذاتها والأدوات ذاتها والحماس لم يتغير رغم كل السنين، حيث بدأ والد عبدالله مساعدة ابنه في تحضير الدارة وهو يروي له كيف أعدها قبل عشرين عاما لحصة الفيزياء.
لوحات كرتونية ومجسمات وفي كثير من الأحيان أدوات منزلية على شكل هرم ومربع ومثلث يستعين بها الطلبة داخل الحصص المدرسية، تبسط لهم المعلومة وتحفزهم على الدراسة بحسب دعاء الحديدي معلمة في مبحث العلوم للصف السادس.
وتعرف الحديدي الوسائل التعليمية بأنها طرق ملموسة لإيصال أكبر كم من المادة التعليمية إلى المتعلمين وتستخدم هذه الوسائل أيضا تحت إشراف إدارة المدرسة والتي يتم توزيعها على المدرسة من قبل وزارة التربية والتعليم.
وتلفت الحديدي إلى الدور الكبير للوسائل الدراسية بتوفير الفائدة والمتعة وزيادة تركيز وانتباه الطلبة، مع ضرورة الأخذ في الاعتبار ملاءمتها للمادة العلمية التي تستخدم لها، كما يجب أن يراعى عُمر المتعلمين في استخدام هذه الوسائل ومدى استيعابهم لها وتفاعلهم معها. وتكون هذه الوسائل عبارة عن أفلام ورسومات وصور ومواد أخرى.
وتقول الحديدي “لقد أثبتت الوسائل التعليمية فاعليتها فهي حجر الأساس في تطوير العملية التعليمية في كافة المراحل العمرية”، كما تختلف هذه الوسائل التعليمية باختلاف المواد الدراسية.
كما تمكن الوسائل التعليمية بحسب الحديدي، المعلم من تقديم شرح موجز للدرس وكذلك تدريب الطلاب على المسائل العملية وحل الأنشطة، ويمكن من خلالها شرح معلومات من خلال رسوم توضيحية غير معقدة.
في حين ترسخت خريطة الوطن العربي في ذاكرة ليلى بعد أن أحضرت معلمة الجغرافية لوحة كبيرة لخريطة الوطن العربي ومجسما للكرة الأرضية شرحت من خلاله مواقع الدول والبحار والصحراء، الأمر الذي لاقى حماسا ومشاركة وترك أثرا إيجابيا في نفوس الطلبة.
الاختصاصي التربوي الدكتور عايش النوايسة يوضح أن الوسائل التعليمية تساند عمليات التعليم والتعلم للطلبة، وتطورت مع الزمن، واليوم يتم الاستعانة أيضا بتطبيقات التعليم الرقمي.
ويؤكد النوايسة أن الوسائل التعليمية توفر الوقت والجهد وتساعد المعلم على تحقيق النتاجات التعليمية بطريقة أيسر وتراعي الفروق الفردية بين الطلاب، حيث تساعد من يعانون صعوبات التعلم.
كما تشجع وتحفز الطلبة على المشاركة والتعلم كل حسب حاجاته وقدراته النمائية وتزيد الدافعية والغايات التي يسعى للوصول إليها الطالب، وبالتالي هي حاجة وليس ترفا ويعتمد عليها المعلم بشكل كبير في عمليات العرض وتثبيت النظريات سواء في مجالات تعلم اللغة أو في مجال العلوم ومختبرات اللغة. ويقول النوايسة “الوسائل التعليمية لا يمكن الاستغناء عنها والتعليم يعتمد عليها كثيرا”، حيث تساهم في جعل التلاميذ أكثر انجذابا للدراسة وتقضي على الشعور بالملل وتجعل الإقبال على التعلم بطريقة أكثر فائدة، كما تساهم في تنشيط جميع الحواس لدى الطلاب بما يكفل لهم الحصول على معلومات أكثر.
وحول الوسائل التعليمية التي يقوم الطلبة في إعدادها يشير النوايسة إلى أنها تشجع التلاميذ على التعاون في بعض الأنشطة مما يخلق لديهم روح المنافسة الإيجابية، إذ يؤدي تنوع الوسائل التعليمية إلى مواجهة الفروق الفردية بين التلاميذ.
اختصاصي علم النفس التربوي الدكتور موسى مطارنة يلفت بدوره إلى دور الوسائل التعليمية في تقويم سلوك الطلبة وجعلهم أكثر انتباها في المواد الدراسية وتزيد على تركيزهم وزيادة مستوى التحصيل الدراسي.
وأثبتت الدراسات النفسية بحسب مطارنة أن الإنسان يتأثر بالمحيط الذي يعيش فيه، ويكون التأثر أكبر في مراحل عمرية معينة، أبرزها مرحلة الاستقطاب المعرفي والتعلم، وتبدأ مع الطفولة، حيث تبدأ الأسئلة عن الأشياء والتطلع إلى الإجابات.
ويظل المتعلم في مختلف المراحل الدراسية يتأثر بما حوله من عوامل مساعدة ومشجعة على التعلم، ولهذا فإن التحصيل الدراسي للطالب يتأثر دائما بحسب توفر الأدوات المساعدة والتي فيها فائدة ومتعة.
ويجمع مختصون أن نجاح العملية التعليمية يتطلب تحقيق الاستعداد النفسي بما يساعد الطالب ليكون مندمجا بالعملية التعليمية، وحريصا على التفوق والنجاح، وتجاوز العقبات.