عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    31-May-2019

لعبة القوة للیبرمان - عكیفا بیغمان
إسرائیل ھیوم
 
غضب شدید یوجھ لافیغدور لیبرمان في الایام الاخیرة على ما یعد خیانة للمعسكر الوطني، خدعة
للناخبین او رغبة في الانتقام من نتنیاھو. وقد كسب ھذا بجدارة، ولكن كي نقف عند معنى الحدث
السیاسي اللیبرماني، یجدر بنا ان نحللھ بشكل عاقل.
قبل نحو شھر من الانتخابات انكرت ھنا الفكرة السائدة المتعلقة بـ ”الكتلة“ كفكرة سیاسیة وكھدف
في حملة الانتخابات. فالكتلة السیاسیة ھي نتاج مفاوضات ائتلافیة ولیس نقطة بدء لھا. اخطأت،
وعلى أي حال لا یمكن توقع سلوك اللاعبین في الیوم التالي للانتخابات. ضربت بعض الامثلة الافتراضیة، ولكن لیبرمان یمنح تجسیدا واقعیا للغایة.
لقد كان سلوكھ بعد انتخابات 2015 مشابھا: جلس في المعارضة نصف ولایة، دخل الى الحكومة
عندما نشأت فرصة لنیل حقیبة الدفاع – كنتیجة لرفض الیسار الانضمام الى حكومة وحدة – واعتزل بضجیج كبیر في اواخر 2018.
”خذوا سیناریو معقولا“، كتبت في حینھ، ”اللیكود وأزرق أبیض یتوصلان الى خط النھایة مع تعادل في المقاعد، او فارق صغیر. بني غانتس یجري سلسلة لقاءات میراثونیة مع الاحزاب المختلفة. وفي ھذا الاطار یعرض على بینیت ان یكون وزیر الدفاع، على فایغلین وحقیبة المالیة وحتى لكحلون، لیبرمان واورلي لیفي سیتوفر ترتیب مناسب، وھا ھي الكتلة التي اعتاد الجمیع على أن یعیش في ضوئھا تتبدد بین لیلة وضحاھا“.
كان ھذا سیناریو خیالیا، بالطبع، والكثیر من اللاعبین اختفوا من الخریطة السیاسیة بعد الانتخابات.
ولكن بالنسبة للیبرمان، یتجسد ھذا السیناریو بشكل مبدئي، وھو بالفعل غیر موال لـ ”الكتلة“. لا
تقود أي ”اجندة“ لیبرمان، وبرأیي لا تقوده ایضا تطلعات الثأر. تحركھ قوتھ السیاسیة، وھو یستنفدھا قدر الامكان في الوضع المعطى. فھو لم یسارع الى الانضمام الى الحكومة السابقة، وھو لا یسارع في الدخول الى التالیة ایضا. فالوضعیة الحالیة، التي لیس لنتنیاھو فیھا قدرة على ان یقیم حكومة وحدة من جھة، ولیس لدیھ 61 نائبا لحكومة یمین ضیقة ثانیة، جعلت لیبرمان لاعبا اساسیا.
في الصورة الكلاسیكیة في السیاسة الاسرائیلیة، التي تتنافس فیھا كتلتان على تشكیل الحكومة، كنا سنسمي لیبرمان ”لسان المیزان“. ولكن في الوضع الحالي، حیث لكتلة الیمین وحدھا احتمال لتشكیل الحكومة، فانھ اصبح شوكة في المقعدة. حتى لو قامت حكومة في نھایة المطاف، فان الوضع الجوھري لا یتغیر.
وضع لیبرمان وكحلون مشابھ جدا. كلاھما یقفان على رأس حزبین كانا حدودیین بالنسبة لنسبة
الحسم، وكلاھما یخافان من ان یشطبا في الانتخابات القریبة القادمة. لكلیھما یوجد خیاران:
الانخراط في اللیكود، او التمیز عنھ. كحلون اختار السبیل الاول، اما لیبرمان، الذي سبق أن كان
في اللیكود في 2013 ،فیتوجھ الان الى الطریق الثاني.
شرح بعض المحللین، ولا سیما في الیسار ھذا الاسبوع بان نتنیاھو اصبح ”عبئا“، ”نمر على
حصان“، ”محید من التحقیقات“ وجملة من التفسیرات الاخرى. اما الحقیقة فابسط بكثیر: مقعد واحد
اضافي للیكود كان سیغیر الصورة من الاقصى الى الاقصى. 32 الف صوت بالاجمال، وكل الجوقة كانت ستكرر ”ساحر“.
ما نشھده في الایام الاخیرة ھو عرض فظ ومكشوف لقوة خام. لیبرمان لیس زعیما مثیرا للانطباع
ولا ایدیولوجیا عظیما. ولكن القوانین الداخلیة للقوة یفھمھا جیدا. صحیح حتى كتابة ھذه السطور، لا
یمكن أن نعرف اذا كانت ستقوم حكومة أم لا، ولكن في كل التطورات فان الدرس الاساس من ھذا
الاسبوع یبقى على حالھ: اذا كان لیبرمان سیكون جزءا منھا، فان الحكومة التالیة ستكون مشلولة
ومقیدة، والكل سیكون متعلقا بإرادة رجل واحد. في لعبة القوة للیبرمان، كلنا رھائن.