قد يستغرب القراء انني  اشعر انني  تعرفت  على كاتب  وليس  رجلا  عسكريا واعطاني  فكره ان    الاجواء العلمية خارج الجامعات قد تكون انشط من الداخل وهو المثل الحي نذير باشا رشيد ومثله موجودون، وعلى سبيل المثال من الخارجيه المرحوم  السفير وليد طاش والوزير والسفير نبيه شقم وغيرهم وفي عائلتي اثنان على الاقل من اشد المتابعين  والقراء  ومنهم ابنتي رزان  وابن عمي  مروان خالد ابوديه . ونذير باشا قارئ من الطراز الاول قرأ مذكرات حازم نسبيه وانتهى منها قبل ان انهي الجزء الاول وبسبب حبه للقراءة واجواء العلماء نشأت صداقة اذ سألني في ثاني لقاء معه ان كنت استطيع ان اجد كتاب ابن كشاجم (المصائد والمطارد )، لان الملك المؤسس عبد الله بن الحسين رحمه الله كتب في مذكراته انه بحث عنه وما وجده ، والكتاب عن الصيد ولما سافرت الى بغداد ذهبت الى الاسواق القديمة واحضرت الكتاب الذي بحث عنه الملك المؤسس بعد وقت استنزف جهدي ويبدو ان البائع عرف حاجتي اليه فلم يكن السعر رخيصا والمهم اهديته لنذير باشا الذي لم يصدق انني احضرته فعلا وصور منه عشرات النسخ ووزعها واستمرت العلاقة، ومن غرائب الامور ان  الكتاب  كان  موجودا في بيت  علم  في السلط  كما ااخبرتني  الدكتوره  نسرين  الحمدني  ان الكتاب  عندهم   وعوده لنذير  باشا  فقد  بدا الكتابه واهداني  مؤلفاته  ومنهاماهو  باللغه الانجليزيه  مثل  كتابه الثالث وهو باللغة الإنجليزية وعن كلوب باشا وهو ما يمكن ترجمته البحث عن الحقيقةSearching for Reality

وطبع في لندن والكتاب عن كلوب باشا وايامه كضابط في الجيش العربي الاردني وعن تأثير كلوب في المنطقة وليس الاردن وتحدث عن سبب مجيئه واخلاقياته وركز على فترة ما بعد 1939 وفيها توسع الجيش العربي ما بين 1948 و1956 وهذه الفترة التي واجه فيها الجيش العربي الجيش الاسرائيلي وفيه ضباط على مستوى اوروبا والغرب وتدارك كلوب الامر واحضر ضباطا انجليزا على غير عادته اذ كان يحب التعامل مع الضباط الأردنيين، ولقد أدرك الملك المؤسس الخطر الاسرائيلي وكان تصرف كلوب عمليا. كان الملك المؤسس هو الوحيد المعني بالجيش غير كلوب اذ لم يطلب منه رئيس الوزراء ولو مرة ان يزور الوحدات العسكرية او ان يسأله سؤالا عن الاحوال ووضع الجيش وتحدث كلوب عن الحرس الوطني ودوره وعن نوعية الضباط والعسكريين من بقايا العهد العثماني وعن الوزراء من اصل فلسطيني وان انور نسيبه من احسن وزراء الدفاع وان الجيش العربي بعد ان تطور اصبح من افضل الجيوش العربية وانه احسن من الجيش الاسباني والايطالي وما ماثلها وتحدث عن ابناء البادية والمدن في الجيش وتحدث عن بطولة كتيبة يرأسها ضابط حويطي ظل صامدا امام الاسرائيليين في القدس (جبل صهيون) سبعة ايام متتالية دون نوم وهذا لم يقوى عليه ابناء المدن، ويمضي الكتاب ويتحدث عن التجنيد والقادمين من الخارج وكتب عنهم تحت عنوان غريب (المرتزقة) و كتب تفاصيل عن نشاط الجيش غير العسكري وحتى الرياضة والشؤون الطبية والى ان يصل الى ظروف التعريب التي أنهت خدمات كلوب في الاردن. قال لي نذير باشا ان الكتاب نفد في شهرين فقط.

وتحية لنذير باشا ولكل من اهداهم الكتاب من افراد الكتيبة التي عمل فيها ومنهم نايف الحديد وتحية لكل ابناء الجيش العربي الذي نعتز بإنجازاته العظيمة وسلام عليهم جميعا ورحم الله من غادر دنيانا منهم