عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Feb-2019

”فلسطین“.. لبؤة ألیفة تلاعب الأطفال في حدیقة حیوانات في غزة
رفح-الغد-  یتسنى لزوار حدیقة الحیوانات في رفح (جنوب غزة) اللعب مع لبؤة سمیت ”فلسطین“ أجریت لھا مؤخرا عملیة جراحیة لتقلیم مخالبھا بصورة حادة، في مسعى من القیمین على ھذا الموقع إلى بث الفرح في نفوس سكان القطاع الفقیر والمحاصر.
ویقول محمد جمعة (53 عاما) صاحب الحدیقة ”أحاول الحد من عنف اللبؤة لتكون ألیفة مع الزوار“.
ویراقب الطبیب البیطري فایز الحداد (59 عاما) الذي أجرى العملیة الجراحیة قبل نحو أسبوعین سلوك اللبؤة التي أخرجت من القفص الحدیدي لفترة قصیرة كي تلعب مع الأطفال وھي تماثلت للشفاء.
ولا یوجد في غزة أي مستشفى متخصص للحیوانات، ما اضطر الطبیب البیطري لإجراء العملیة داخل الحدیقة التي تفتقر للإمكانیات.
ویمسك الطبیب مع اثنین من مساعدیھ اللبؤة في وسط الحدیقة ویتفحص الجرح الملتئم. ویقول
”أجریت عملیة جراحیة ناجحة للبؤة البالغة 14 شھرا قبل أسبوعین وتم قص المخالب حتى لا تنمو بسرعة ویصبح بإمكان الزوار والأطفال اللعب معھا“.
ویشیر ”لا یحرم الدین أو القانون تقلیم مخالب الأسود، ھذا لا یفقدھا طبیعتھا الفطریة، نرید إدخال الابتسامة والسعادة على الأطفال وفي الوقت نفسھ زیادة عدد زوار الحدیقة التي تتكبد نفقات كثیرة“.
یعیش أنس عبد الرحیم (12 عاما) على بعد مئات الأمتار عن الحدیقة وھو أتى لزیارتھا مع عدد من أصدقائھ. وقد تسنى لھ أن یمسك باللبؤة من دون أن یتعرض لتمزیق ملابسھ كما كان یحصل في زیاراتھ السابقة.
تبدو اللبؤة متوترة بعض الشيء وھي تتجھ نحو العرین وتحاول الإمساك بمخالبھا المقلمة بجذع شجرة نخیل قرب القفص.
ووسط ضحك مجموعة من الأطفال الذین أتوا للتفرج علیھا، تحاول اللبؤة الإمساك بقطة أسرعت لتختبئ خلف القضبان.
تضم الحدیقة المقامة على مساحة ألف وخمسمائة متر مربع، إلى جانب أنواع قلیلة من الطیور وعدد من الحیوانات الألیفة، خمسة أسود بینھا ثلاثة أشبال. ویرتادھا عشرات الزوار یومیا، خصوصا من تلامیذ المدارس.
ویقول صاحب الحدیقة إنھ یعاني من أزمة مالیة خانقة، مضیفا ”لم یعوض علینا أحد عندما دمر الاحتلال الحدیقة العام 2004 ،خسائرنا بلغت نصف ملیون دولار“.
وكانت الحدیقة دمرت كلیا خلال عملیة تجریف قام بھا الاحتلال في رفح العام 2004 .ونفقت عشرات الطیور والحیوانات ومنھا عدد من الأسود، قبل أن یقوم جمعة بإعادة إنشائھا قبل عامین.
ویوضح أحمد جمعة (26 عاما) الذي یعمل مشرفا في حدیقة الحیوانات، أن اللبؤة كانت تمزق ملابس الأولاد عندما كانوا یقتربون من القفص، ”أما الآن فھي ألیفة ولا تؤذیھم“.
ویقول أنس ”أنا سعید لأنھ تسنى لي اللعب مع الأسد. وقد أمسكت بھ ولم یعضني ولم یمزق ملابسي“.
ویتابع ”أصحابي شاھدوا صوري وأنا ألعب مع الأسد بعد أن نشرتھا على ”فیسبوك“ و“واتساب“. وھم سیزورون الحدیقة للعب أیضا مع الأسد وأخذ الصور“.
لكن الطبیب فایز الحداد، وھو خریج كلیة الطب البیطري في أنقرة بتركیا، یلفت إلى أن مخالب الأسد یمكن أن تنمو مجددا خلال ستة أشھر، قائلا ”الأسود لن تتخلى عن طبیعتھا الغریزیة الھجومیة“.