عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-May-2020

“حارس القدس” مسلسل يروي حياة وتاريخ المطران المناضل إيلاريون كبوجي

 

معتصم الرقاد
 
عمان – الغد-  “القدس ليست حجارة، القدس بأهلها المؤمنين مسلمين ومسيحيين” جملة تعني الكثير وردت على لسان المطران المناضل إيلاريون كبوجي في مسلسل “حارس القدس”، وتحمل الأبعاد الوطنية والتاريخية والروحية للمدينة المقدسة، وفلسطين.
مسلسل “حارس القدس”، جاء في توقيت صعب، حيث محاولات فرض صفقة القرن، وذكرى النكبة، فجاء الرد بعمل درامي، ليلتف حوله جمهور كبير، ويأتي في إطار استمرارية الرفض للاحتلال من جيل الى آخر.
ويندرج المسلسل ضمن إطار السيرة الذاتية، ويعتبر أول عمل درامي يتناول شخصية رجل دين مسيحي على مستوى سورية والوطن العربي، (1922-2017)، والذي أصبح مطراناً لكنيسة الروم الكاثوليك في القدس سنة 1965، وجيّر مكانته الدينية لصالح خدمة القضية الفلسطينية، وخلال الحرب على سورية قام المطران بدور فعال بنقل وجهة النظر الرسمية عما يجري، وقدم الكثير من الدعم والمساعدات للجرحى والمتضررين.
“حارس القدس”، بمقدار ما هو تذكير بسيرة مناضل لم تبدله الأيام، وبمقدار ما هو وفاء لشخصية عربية مسيحية، فإنه أيضا جاء ليفضح ويعري فكر وسلوك وأسلوب العدو المحتل، فقد كان يدرك “المطران كابوتشي” أنه يمكنه أن يوصل صوت القدس وفلسطين، من خلال موقعة الديني، بما يتمتع به من احترام على مختلف المستويات، لذلك كان يستثمر كل حدث من أجل الدفاع عن القدس وأهلها، وإيصال صوتهم المكتوم بالاحتلال البغيض.
وكان تركيز المسلسل على قوة إيمانه الروحي وإيمانه بقضية فلسطين، كان في كل مرة يكسب جولة، وتنقل الصحافة للعالم بعض ما يجري داخل المحكمة من مواقف ثابتة، ومنطق قوي، والكاريزما التي استطاعت أن تجعل القدس في واجهة الأحداث.
المسلسل كتبه حسن يوسف وأخرجه باسل الخطيب وبطولة الفنان رشيد عساف الذي استطاع أن يجسد دور شخصية قوية؛ حيث التوازن ما بين تلك النغمة الروحية في الصوت، مع الحركة والهيئة والثبات، ومواجهة المواقف حسب تحولات الشخصية والأحداث، وتلك الآلام على ملامح الوجه، وفي نفس الوقت ملامح التحدي عندما يكون في مواجهة موقف ما، وأيضا تلك الابتسامة التي تعكس الفرح والطمأنينة عندما يرى نتيجة عمل قام به، أو ارتداد إيجابي لموقف منه.
كل ذلك في أجواء استطاع المخرج، مع فريقه من الممثلين والفنيين، إعادة إنتاج حياة المطران المناضل، سواء داخل الكنيسة، أو بيت أهله، أو في المحكمة، أو بين الناس، حيث الاعتناء بتفاصيل المكان والأجواء العامة للأحداث، وطبيعة ومرجعية كل شخصية.
“حارس القدس” عمل صعب من حيث تتبع شخصية معاصرة، بمراحلها المختلفة، فالمطران “كابوتشي” يعرف القدس في فترة مبكرة من عمره، وهو شاهد على لحظات الاحتلال الصهيوني الأولى بكل همجيتها، إضافة الى محاكمته، ونفيه الى روما، وحلمه الذي لم يغب عن باله بالعودة الى فلسطين.
“حارس القدس” ليس فقط ردا على المتصهينين، إنما يخاطب عقل ووجدان كل مشاهد، بأن هذه القدس، وفلسطين التي تستحق من كل واحد أن يضع على صدره وسام الدفاع عنها كل من موقعة، فالمطران المناضل غاب، لكنه ترك نموذجا يستحق الاحتفاء والاقتداء به.
وبدأت فكرة مشروع مسلسل وفيلم “حارس القدس”، منذ اليوم التالي لوفاة المطران “إيلاريون كبوجي” مطلع العام 2017، وانطلقت التحضيرات له تحت إدارة ديانا جبور للمؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني في سورية، قبل أن يواجه المشروع صعوباتٍ كبيرة مع تغيّر إدارة المؤسسة، ليبصر النور أخيراً بعد 3 أعوام، وخلال مدة تصوير 120 يوماً، امتدت بين أيلول (سبتمبر) 2019، وكانون الثاني (يناير) 2020.