عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Oct-2019

محطات...محطات - رشيد حسن

 

الدستور - العروس جميلة...ولكن..!!
من الرسائل والبرقيات التاريخية, ذات المعاني والدلالات الهامة, البرقية التي يرويها الصحفي العربي الكبير الراحل (محمد حسنين هيكل).
لقد ارسل هرتسل, مؤسس الحركة الصهيونية وفدا إلى فلسطين للتأكد من مقولة (فلسطين ارض بلا شعب) وكانت المفاجأة الكبرى أن الوفد الصهيوني الذي نزل بميناء حيفا,  وجال في الأرض الفلسطينية من الشمال إلى الجنوب,  فزار عكا ويافا والقدس وغزة والخليل ونابلس ...الخ, وجد أن فلسطين عامرة بأهلها أكثر من المدن الأوروبية,  عامرة بالحياة والحضارة والتمدن, وأن حيفا ويافا تضاهي بل تتفوق على باريس ولندن وفينا...الخ,  ومن هنا كانت برقية الوفد  الصهيوني إلى هرتسل (العروس جميلة..ولكنها متزوجة)!.
الصهاينة, أو بالاحرى رموز الصهيونية, وعلى رأسهم هرتسل, لم يأخذوا بفحوى ومضمون برقية الوفد, بل أصروا على ممارسة الأكاذيب وترديد ( فلسطين ارض بلا شعب..لشعب بلا ارض ) لان  هذه  الفرية, هذه الكذبة, اكبر منهم, فمن ألفها ونشرها هم من أطلق  الوعد المدمر,  الوعد المشؤوم (وعد بلفور) لغايات وأهداف استراتجية لخلق كيان صهيوني, يشكل امتدادا لاطماعهم الاستعمارية, وجسرا لتحقيق هذه الأطماع,  وحاملة طائرات تدمر الآمال والتطلعات العربية.
بغداد على طريق الخرطوم والجزائر
محللون ومتابعة للشأن العربي, يميلون إلى الاعتقاد بأن الشعب العراقي الشقيق يسير على طريق انتفاضتي الخرطوم والجزائر المجيدتين, فاسباب انتفاضة بغداد الرشيد, هي نفس أسباب انتفاضة الشعبين الشقيقين, الفساد, القمع, الدكتاتورية, التبعية, وكل ذلك وبعده, الطائفية المقيتة.
فالنظام الطائفي في العراق هو ثمرة مرة, فاسدة  لدستور (بريمر) الذي شرعه هذا الصهيوني اللئيم, الذي كان بمثابة المندوب الأميركي السامي للعراق بعد الاحتلال.
فهذا الدستور المشؤوم, والمفروض على الشعب الشقيق, شرع تقسيم العراق, وشرع إقامة نظام طائفي, وهذه هي النتيجة الأسوأ لاحتلال العراق.  أما النتيجة الأخطر والتي تسلم بها الطبقة السياسية العراقية, فهي انتشار الفساد, فلقد احتل العراق المركز الثاني في انتشار هذا الوباء وفقا لمنظمة الشفافية والنزاهة العالمية, وصبت عائدات النفط الهائلة في جيوب الفاسدين,  ونشير  بهذا الصدد بأن عددا كبيرا من سياسي العراق, ممن كانوا يدعون بالمعارضة,  وجاءوا مع المحتل, على ظهور الدبابات الأميركية, سرقوا مئات المليارات, وهربوا بها إلى باريس  ولندن ونيويورك..الخ, تحت حماية أسيادهم.
نجزم ان العراق على أبواب تغيير كبير وعميق شامل, يعيد له وجهه العربي الأصيل.
زينب وابو العاص
في هذه الفقرة نقتبس من التراث المجيد, قصة حب وإخلاص أسطورية بين زينب بنت الرسول وابي العاص.
ذهب ابو العاص إلى النبي عليه السلام قبل البعثة, خاطبا,  وقال: اريد ان اتزوج ابنتك الكبرى زينب.
فقال النبي:لا افعل حتى استأذنها. فسالها عليه السلام: هل تقبلين ابن خالتك  زوجا لك؟
فاحمر وجهها وابتسمت.
فتزوجت زينب ابا العاص بن الربيع, لتبدا قصة حب حقيقية, وأنجبت منه عليا وامامة. واطلت مشكلة كبيرة جدا حيث بعث عليه السلام نبيا, وكان ابو العاص حينها مسافرا. قالت له: عندي لك خبر عظيم, فقام وتركها, فاندهشت وتبعته وهي تقول: لقد بعث أبي نبيا وانا اسلمت!!
فقال:هل أخبرتني اولا؟
فقالت: ما كنت لاكذب أبي,  وما كان ابى كاذبا,  انه الصادق الأمين,  ولست وحدي اسلمت, اسلمت امي واخواتي وابن عمي, واسلم ابن عمتك عثمان وصديقك ابو بكر.
فقال: أما أنا فلا احب ان يقول الناس عني, خذل قومه, وما ابوك بمتهم. فهلا عذرت وقدرت؟
فقالت: من يعذر اذا لم اعذر انا؟؟
ولكن انا زوجتك تعينك على الحق  حتى تقدر عليه, ووفت بكلمتها أعواما.
وجاءت الهجرة فاستأذنت الرسول ان تبقى مع زوجها, فأذن لها.
وشارك ابو العاص في غزوة بدر واسر, وتذهب الاخبار إلى مكة , فتسال زينب, ماذا فعل ابي؟
فقيل لها: انتصر المسلمون, فتسجد شكرا لله
ثم قالت: ماذا فعل زوجي,  فقيل لها:  أسر.
فقالت:  ارسل له فداء, فخلعت عقد امها خديجة التي كانت تزين به صدرها.
وعندما رأى النبي العقد بكى, قال هذا عقد خديجه.
ثم قال: هذا الرجل ما ذممناه صهرا..فهلا فككت أسره.!!
ثم تنحى بأبي العاص جانبا, وقال له: رد علي ابنتي, فإن الله أمرني أن افرق بين مسلمة وكافر.
فأخذت زينب ولدها وابنتها ورحلت إلى المدينة.
وتقدم الخطاب لخطبتها على مدى سنوات  وهي ترفض, إلى أن أسر المسلمون ابا العاص وهو  يقود قافلة لقريش إلى بلاد الشام,  فطرق باب زينب قبل اذان الفجر,  فقالت: اجئت مسلما؟ فأجاب لا بل هاربا,  وبعد أن أم الرسول المسلمين,  اذا بصوت يأتي من آخر المسجد, قد أجرت العاص .
فرد عليه السلام: قد أجرنا من أجرت,   ورحل  إلى مكة مخاطبا أهلها  بعد ان رد أموالهم, هل بقي لكم شيء عندي؟؟ فقالوا:لا,  فقال اشهد ان لا اله الا الله.. وان محمد رسول الله, ورحل إلى المدينة, فأخذه رسول الله الى زينب..فطرق بابها,  وقال :يا زينب ان ابن خالتك جاءني اليوم يستأذن ان يراجع, فهل تقبلين؟ فاحمر وجهنا وابتسمت,  بعد سنة ماتت زينب, فبكاها ابو العاص بكاء شديدا..حتى رأى الناس رسول الله يمسح عليه, ويهون عليه.
فيقول يا رسول الله:  والله ما عدت اطيق  الدنيا بعد زينب.
ومات بعد  سنة من موتها
فهل  رأيتم وفاء وحبا كهذا؟؟