“واجب” الفلسطيني.. لجاسر يعرض الخميس
الغد-إسراء الردايدة
تنطلق يوم الخميس عروض الفيلم الفلسطيني “واجب” لمخرجته آن ماري جاسر في دور العرض المحلية، الذي تقدم فيه صورة لمدينة الناصرة، وكيف تغيرت من منظور جيلين، وأثرها على من المقيمين بها، وتدور أحداثه في يوم واحد خلال قيام عائلة أبو شادي وابنه “محمد وصالح بكري” وجولتهم في الناصرة لتوزيع بطاقات زفاف ابنته، وسط تناقضات عديدة.
فما تقدمه جاسر في “واجب” يخرج من دائرة لقاء الأب بولده الذي يعيش في الخارج، بل هي رحلة يكشف كل منهما ما يخفيه عن الآخر، وكأنهما يتصالحان معا وسط تعقيدات تلك العلاقة وحساسيتها، إثر طبيعة الجو العائلي الذي تركت به الزوجة بيتها لترتبط بآخر، بينما أخفى الابن انه درس تخصصا يخالف رغبة أبيه، كونه يقيم في دولة أخرى، فضلا عن العلاقات التي فرضها واقع وجود الاحتلال في المدينة، و”عشش” بها، ليصبح مظهرا مألوفا رغم الحقد والكراهية لوجودهم.
ويعد “واجب ” ثالث أفلام المخرجة آن ماري جاسر بعد “ملح هذا البحر” و”لما شفتك”، التي تتشابه مع بعضها في تناول ثيمة الهوية عبر التقاط مشاهد حية وحقيقية للمدينة بحواجز الاحتلال التي تموضعت بين المدن، وتواجده في كل زاوية فيها بزيه العسكري، فضلا عن تناول الحياة اليومية للناس من خلال قصة من وحي أحداث حقيقية، وصولا الى الغوص في الصورة الحقيقية لفلسطين التي تبتعد عن كونها حلم وردي يتكسر على شواطيء الواقع وسط النضال وحقيقة العلاقة مع الآخر.
فالعلاقة بين الاب وابنه “شادي ووالده” هشة، في المدينة التي تظهرها لنا جاسر خلال تجولهم بالسيارة القديمة، حيث تتراكم القمامة في الشارع، جدال سخيف بين الناس، اقتصاد غير مستقر، ظروف معيشية صعبة، قلوب منهكة، فيما السخرية كانت هي المفتاح للتعبير عن هذا لتخفيف حدة التوتر بين الاب وابنه واختلاف مواقفهم السياسية، وسط كذبات مستمرة من الحياة اليومية، واختراق للثقافة والتابوهات.
” واجب” أشبه بنظارة ملونة تبين كل شيء وتخفية بذات الوقت، تتحرك فيه الكاميرا وتلتقط ما يشعر به المشاهد، تراقب كل حوار بين الشخصيات فيه وكأنها تتنفس معهم، كاشفة أن اي خلاف وصلح يكمن في كلمة واحدة في حين أن الصراعات السياسية أبعد ما تكون عن الاصلاح الذي ينادى به.
وكان الفيلم الذي سيعرض في سينمات برايم فاز بجائزة أفضل فيلم روائي بمسابقة “المهر الطويل” في مهرجان “دبي السينمائي الدولي” في دورته الـ 14، وعرض في قسم السينما العالمية المعاصرة في مهرجان “تورونتو السينمائي الدولي”، من بطولة محمد بكري، وصالح بكري، وماريا زري. وحصد ستا وثلاثين جائزة إقليمية ودولية منها أفضل فيلم روائي في الدورة الثامنة لمهرجان (مالمو السينمائي العربي)، ومهرجان مار ديل بلاتا السينمائي الأرجنتيني، ومهرجان أميان السينمائي الدولي في فرنسا، ومهرجان واشنطن الدولي للسينما والنسخة الثانية من جوائز النقاد السنوية (مركز السينما العربية) التي أقيمت على هامش الدورة الـ71 من مهرجان كان السينمائي. توزع الفيلم شركة الشبكة العربية للإعلام / استوديوهات أبو لغد في الأردن و MC Distribution في العالم العربي.