عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-May-2020

تعليم سيئ

 

هآرتس
 
بقلم: أسرة التحرير
 
كلفت الحكومة رجال التربية والتعليم باستئناف التعليم وفقا لمخطط يتعين عليهم أن يستخلصوه من جملة مداولات متناقضة، تسريبات، قرارات وتعليمات، نقلت حتى صباح أمس، بعد أن كانت المدارس قد فتحت. يتبين بان نحو ربع التلاميذ في الصفوف من الأول حتى الثالث والحادي عشر والثاني عشر فقط عادوا إلى المدارس الابتدائية والثانوية. هذه المعطيات هي بمثابة اعراب عدم ثقة مدو بتعليمات الحكومة من جانب السلطات المحلية، المعلمين والأهالي على حد سواء. بعد نحو شهرين من التعطيل في اطار الجهود لمكافحة الكورونا، فان الفوضى في سلوك جهاز التعليم في الأيام الأخيرة يوضح فشل وزير التعليم رافي بيرتس ومدير عام وزارته شموئيل أبواب في ادارة العودة الجزئية الى التعليم.
ان الفصل بين أصحاب القرار على المستوى الحكومي وبين من يفترض أن ينفذوا القرارات في المدارس ليس جديدا، ولكنه في ازمة الكورونا انكشف للجمهور. في عملية اتخاذ القرارات نفسها انكشفت استعدادات متأخرة، تخطيط ارتجالي، قرارات اللحظة الاخيرة والاستسلام لمجموعات الضغط. هكذا مثلا كان القبول لطلب رئيس شاس آريه درعي اعادة تلاميذ أكبر سنا بدلا من تلاميذ الصفوف الدنيا الى التعليم. اما ثمن هذا الوضع فيدفعه ملايين الاهالي والتلاميذ.
هاكم جزء من الاخفاقات التي ظهرت في الأيام الأخيرة. فمخطط العودة الى التعليم – الذي اقر في الحكومة يوم الاثنين الماضي، وتناول الاطفال والصفوف من الأول حتى الثالث – كان جزئيا؛ تقرير هيئة الأمن القومي، الذي اعد قبيل المداولات يوم الجمعة، قضى بان جهاز التعليم ليس جاهزا لفتح المؤسسات: لم تتبلور أنظمة للعودة الى التعليم، معظم الاطر لم تخضع للتنظيف والتعقيم، لم تشترى معدات النظافة العامة لطاقم التعليم وللاولاد، لا يمكن تقسيم الصفوف الى مجموعات من التلاميذ، ومنظومة التسفير “لا تستوفي متطلبات الواقع اللازمة”. مشاكل كثيرة بقيت بلا حل، بما فيها مشاكل المعلمات اللواتي هن امهات لاطفال في الحضانات والروضات. واضح أن الواقع في المدارس لا يعني الحكومة. هكذا تقرر أن يعاد الى التعليم تلاميذ الصفين الحادي عشر والثاني عشر قبل بضع ساعات من دخول السبت مما لم يسمح بالاستعداد لذلك. وكانت النتيجة هي قرار يطرح أسئلة اكثر مما يطرح أجوبة. بدلا من ابداء المسؤولية فضلت وزارة التعليم دحرجتها الى الامام، الى السلطات المحلية، طواقم التعليم في المدارس والاهالي. وهؤلاء مطالبون عمليا بان يقرروا بانفسهم اذا كانوا سيعودون الى الحياة الطبيعية. قسم من تعليمات الوزارة وصلت الى المدارس في منتهى السبت، ووزعت صباح أمس.
إن قصورات العودة الى التعليم توضح بان رؤساء وزارة التعليم يندفعون بقوة القصور الذاتي، بلا تخطيط مركزي وبلا راشد مسؤول. ان الجمهور في اسرائيل يستحق جهاز تعليم أفضل.