عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    03-Jul-2020

“زينكو”.. متطوعون يرممون أسقف بيوت متهالكة لأسر معوزة

 

تغريد السعايدة
 
عمان- الغد-  بيوت متهالكة أضناها العوز، تسكنها عائلات ضاقت بها الحياة، وأوجعها صوت “دلف المياه” من لوح الزينكو الذي يغطي سقف البيت، وتآكل بعد سنوات طويلة، وهو يحميها من حر الصيف وبرد الشتاء، وإن كانت حماية خجولة، إلا أنه الآن لم يعد قادراً على التحمل، لتتمنى العائلات “لوحاً آخر بديلاً”.
بيوت غير مكتملة بـ”الأساسات” كافية لأن تحمل سقفاً إسمنتياً، كونها بيوتا عشوائية أو ضمن بناء “مخيم” لم يسعفهم الوقت لبنائه ضمن الأصول الهندسية، لذا، قد لا يتعدى حلم الأسرة لوحاً جديداً من “الزينكو” لإعادة ترميم المنزل. وهذه المسؤولية وضعتها جمعية “باب الخير” على عاتقها منذ إطلاقها الحملة في تشرين الأول (أكتوبر) 2019، لدعم الأسر وترميم بيوتهم ضمن السُبل المتاحة.
و”الزينكو” عبارة عن لوح حديدي بمقاسات مختلفة، يُستخدم في عدة أشكال بنائية، إلا أن هناك أسراً تعيش في بيوت يغطيها فقط لوح الزينكو الذي قد يحميها بشكل غير كاف من المناخ الخارجي، ولكنه قابل للتحلل والصدأ مع مرور الوقت، وبحاجة إلى تغييره بين الحين والآخر، سواء كان مُستخدما للبناء أو للزينة أو لأي شكلٍ آخر، كما يمكن طلاؤه بمواد عازلة لحمايته من عوامل الطقس.
مشروع “زينكو” كان ناجحاً بكل المقاييس، وساعد مئات العائلات على أن تعيش في بيوتها، ضمن شروط معيشية مناسبة على الأقل، لما يناسب تصميم البيت، لتكون تلك الحملة هي الأولى من نوعها، التي تسهم في توفير كل ما يلزم من إعادة تأهيل سقف المنزل، بطرق علمية صحيحة، من خلال التعاون مع شركة هندسية متخصصة في ذلك، كما بين رئيس جمعية “باب الخير” ماهر الغريب.
الفكرة جاءت، في تلك الفترة، بعد أن قام فريق متطوعي “باب الخير” بزيارة إلى إحدى العائلات لمد يد العون لهم، ليتفاجأ المتطوعون بوجود كميات كبيرة من المياة المتساقطة عليهم من السقف، لتصل إلى كل أجزاء البيت، لتكون الأولوية في مساعدتهم على التخلص من هذه “المشكلة”، وخاصة خلال فصل الشتاء، الذي يزيد من معاناة الأسر، التي تضم أطفالا وكبارا بالسن، عدا عن وجود طلاب علم تعرضت كتبهم للتلف جراء المياه، بالإضافة إلى الخطر الصحي على الجهاز التنفسي، نتيجة زيادة نسبة الرطوبة في البيت المتواضع.
مشرف مشروع “زينكو” سعيد فيضي، يوضح أن البيوت التي يتم تقديم المساعدة لها هي في الأغلب من بيوت المخيمات، والتي لم تُبن ضمن أسس هندسية، لذا، لا يمكن مساعدتهم من خلال سقف إسمنتي مناسب، لذلك عمدنا إلى أن يكون استبدال الزينكو القديم بلوح زينكو جديد، بالإضافة لعوازل الطاقة، وتثبيت اللوح بطريقة صحيحة، بحيث يتحمل الأثقال، لضمان حماية وسلامة العائلات؛ إذ يقوم البعض منهم بوضع خزانات مياه فوق اللوح، ما قد يؤدي إلى سقوطها، في حال لم تُثبت بشكل جيد.
وكانت أسر، فعلياً، قد تعرضت سقوفها للسقوط، نتيجة الحمل الزائد على لوح الزينكو الذي يغطي السقف، لذلك، يؤكد فيضي ضرورة أن يكون هناك طريقة مناسبة للتثبيت، مع وضع عازل يمنع سقوط تآكل الحديد على سكان البيت؛ إذ تعرضت إحدى الأسر إلى إصابة أطفالها بأمراض في العيون، نتيجة تآكل اللوح القديم، إلا أن “الزينكو” يقوم على حماية العائلات من أي مخاطر مستقبلية جراء استخدام الزينكو.
وأكد الغريب أن العائلات التي يتم عمل ترميم لبيوتها، ضمن مشروع “زينكو”، يتم دراسة حالتها، وتحديد حاجتها لذلك؛ حيث يقوم فريق المتطوعين بزيارة المنازل بشكل دائم، من أجل تقديم المساعدات العينية لها، وحملات التوزيع الدائمة من خلال الفريق التطوعي، ويتم التعرف على البيوت “المتضررة” التي تتطلب الترميم.
غالبية تلك البيوت، عادةً ما تكون في المخيمات؛ حيث تم مساعدة عدد كبير من العائلات في مخيم: غزة، جرش، حطين، ومناطق عدة في عمان والزرقاء، التي يوجد فيها الكثير من بيوت الزينكو، التي لم تعد صالحة للسكن، ولكن ظروفهم المعيشية، لم تكن كفيلة بتأمينهم ببيوت إسمنتية مصممة بشكل مناسب، لإعادة ترميمها بالشكل المطلوب، ولكن أفضل الموجود في المساعدة يكمن في تبديل لوح الزينكو، ولكن بطريقة أفضل مما كان عليه في السابق، وتركيبه بشكل أفضل، من خلال فريق متخصص من المهندسين في الشركة التي يتم التعاون معها في هذا المشروع، وفق الغريب.
وبين الغريب، أن الحملات التطوعية التي يقدمها الفريق، قائمة على التبرعات وأيادي الخير التي تدعم المحتاجين والمعوزين في كل مكان، بيد أن فريق باب الخير، يضع تلك المساعدات في مواقعها ولمحتاجيها، ومن خلال مشاريع خيرية عدة، التي من ضمنها “زينكو”.
بالإضافة إلى مشروع الترميم من خلال “زينكو”، فقد ضاعفت باب الخير المساعدات لبعض العائلات من خلال صيانة البيت بشكل كامل، من الداخل، بحيث يتم تصليح وتوفير كل ما تحتاجه الأسرة من متطلبات بيت مناسبة، كما في تأهيل الحمام، والمطبخ، وغرف الجلوس، التي لطالما تعرض فيها الأثاث “المتواضع” للتلف والتعفن نتيجة الماء المتساقط من السطح، والذي له أضرار صحية خطيرة على القاطنين في البيت.
كما يقوم المتطوعون بتقديم مساعدات أخرى للأسرة من مواد عينية، كالأغطية والملابس والمواد التموينية التي تسهم، ولو بجزء بسيط في مساعدة الأسرة، في متطلبات الحياة اليومية، وتحقيق أحلام البعض منهم، ضمن المستطاع، ومساعدة رب الأسرة في التخلص من ديونه، إلى حد ما.
وتعد حملة “زينكو” من ضمن حملات متعددة يقوم بها فريق جمعية “باب الخير” التطوعية الخيرية، من خلال برامج التطوع في مجال التنمية المجتمعية، والتي من شأنها أن تدعم المجتمع وتعمق النسيج المجتمعي، وتطوير الأفراد، وتأهيل الموارد البشرية.