عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    03-Feb-2020

الانتفاضة على الطريق - اليكس فيشمان

 

يديعوت أحرنوت
 
خطاب ابو مازن أمس أمام وزراء خارجية الجامعة العربية في القاهرة هو “خريطة طريق” لحل السلطة الفلسطينية، واعادة المسؤولية عن الضفة الى منظمة التحرير الفلسطينية، بتعبير آخر تعود الارض الاقليمية الفلسطينية لأن تكون، من ناحيته، “ارض محتلة”، ما يعطي شرعية لاستئناف المواجهة المسلحة مع اسرائيل. ليست مواجهة سياسية بعد اليوم، بل العودة الى الانتفاضة.
في اسرائيل يستخفون بأبو مازن، وذلك لأن مؤسسات السلطة على انواعها اتخذت منذ الآن قرارات بروح مشابهة مرات عديدة في السنوات الاخيرة، ولم تخرج الى حيز التنفيذ لأن ابو مازن نفسه أجل تنفيذها. أما هذه المرة فقد وضع هذه القنبلة على الطاولة في القاهرة وهو يعتزم “الانصراف” من المنطقة لزمن طويل يملؤه بحملة سياسية بين الدول العربية والاوروبية.
لم يترك ابو مازن تعليمات لتنفيذ “خريطة الطريق” هذه. كما أنه لن يكون هنا كي يحتمل الضغوط الاسرائيلية والاميركية. وهو في واقع الامر يقول للميدان: افعلوا ما تروه مناسبا. ولاسرائيل قال أول من أمس: “انتم بالذات خرقتم الاتفاقات التي على أساسها اقيمت السلطة، ولهذا فلم تعد لنا علاقة معكم. وانتم، كقوة احتلال ستتحملون المسؤولية عن كل ما يحصل على الارض، أما أنا فلم تعد لي علاقة بادارة المنطقة. نحن، الفلسطينيون، لن نجلب لكم المعلومات بعد اليوم، لن نحمي ولن نرد على التهديدات عليكم في المجال الامني”.
ابتداء من يوم أول من أمس، فإن سكان الضفة ومؤسسات السلطة واجهزة الامن واسرائيل الكل يدخل في وضع من انعدام اليقين. ومن الآن فصاعدا، في كل نقطة احتكاك سيتعين عليهم أن يأخذوا بالحسبان بأن التنسيق مع أجهزة الامن المحلية إما ليس موجودا أو هزيلا. والمعنى: احتكاك عال مع احتمال للتفجر بين طرفين مسلحين.
من ناحية اسرائيل هذا اخطار استراتيجي للفوضى في الضفة، على الاقل الى ما بعد الانتخابات في اسرائيل. اما ابو مازن، فيتوقع، أغلب الظن، شرخا عميقا جدا في علاقات اسرائيل والسلطة، يتسبب باحساس من الطوارىء الامنية في اسرائيل: الضفة تبدأ بالغليان، الازمة في منظومة العلاقات الاقتصادية بين الطرفين تتعمق، والمسألة الفلسطينية تسيطر على الخطاب الاسرائيلي. تماما مثلما تسيطر غزة مرة اخرى على العناوين الرئيسة. ومنذ يوم الجمعة الماضي، ورغم أنه لم يقع قتلى، احصيت عشرات موقع الاحتكاك في الضفة، حطمت كل احصاءات الاشهر الاخيرة.