الدستور-  شهدنا في الآونة الأخيرة كيف ان للتراخي بأخذ التدابير الاحترازية والتحذيرات الحكومية، الاثر البالغ في انتشار المرض في العديد من دول العالم وبالأخص في ايطاليا، وكيف ان استهتار الايطاليين بجدية الحكومة في فرض حظر التجوال، ادى الى إصابة أعداد كثيرة منهم بفيروس كورونا، حتى تجاوزت الإصابات الآلاف والوفيات تعدت الأربعة آلاف حالة، وبذلك تكون ايطاليا قد تفوقت على الصين نفسها في اعداد ضحايا فيروس كورونا.

 

 ان الاحساس بالمسؤولية من الاهمية بمكان، لتفادي اية مخاطر قد تنجم عن كسر الاحتياطات الحكومية والخروج من المنزل والتواجد في تجمعات او التنقل من مكان لآخر ولأكثر من مرة في اليوم من غير ان يحسب عواقب ذلك. ان الهدف المتوخى من فرض حظر التجوال في بلدنا الغالي الأردن من قبل الحكومة، انما يصب في مصلحة حماية المواطنين من مرض قد صنف بانه وباء وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فالمواطن هنا عليه واجب وطني في الخضوع لاي اجراء تتخذه الحكومة من شانه تطويق المرض والحد من تمدده او انتشاره لا سمح الله. 

 

ان أمر الدفاع (2) الذي فرضته الحكومة، انما جاء ليشكل صمام امان للمجتمع وليحد من عدم التزام البعض بأمر الدفاع (2) وهو المكوث في البيت وعدم الخروج الا للضرورة القصوى، وما لمسناه وشاهدناه من بعض الخروقات للقرار في أكثر من منطقة في المملكة، دفع الحكومة مجبرة الى فرض قانون حظر التجوال والذي ياتي من عمق مسؤوليتها، في ان يتفهم المواطن تلك الإجراءات ويعمل بكل جهده على مساعدة الدولة للقيام بالخطوات الكفيلة بحمايته وحماية الوطن. ان اخذ العظة والعبرة مما حدث في ايطاليا واسبانيا، يساعدنا على اتخاذ إجراءات استباقية حتى ولو كان عدد المصابين قليلا، فالاحتياط واجب والوقاية خير من قنطار علاج، فالدولة الحريصة على وحدة مواطنيها وأمنهم الاجتماعي والصحي، هي بالفعل عنوان للدولة التي تستحق ان يفخر بها مواطنوها، وهذا ما قامت به الدولة الأردنية بالتصدي للمرض ومكافحته منذ اول يوم اعلن فيه أول مصاب في الأردن.

 

 نستطيع ان نقول ان الجهود التي تبذلها الحكومة الأردنية، متمثلة بالقوات المسلحة الباسلة والأمن العام والطواقم الصحية ووزارة الإعلام، هي جهود مباركة وتستحق كل الثناء والتشجيع، فكل مواطن من باب العرفان ورد الجميل عليه ان يحي هؤلاء الأبطال على شجاعتهم ووفائهم للشعب الأردني والأردن... فحيا الله كل يد تعمل وتحافظ على ابناي الوطن الواحد وتضحي لأجلهم.