عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    02-Feb-2020

فـرصـة قـد لا تـتـكـرر لـشـطـب خـطـوط 1967 - أمنون لورد
 
حمل بنيامين نتنياهو إسرائيل الى موقع قوة حيال الفلسطينيين. تصوروا لقاء ثلاثياً، وبياناً ثلاثياً للرئيس ترامب، رئيس الوزراء نتنياهو، وبيني غانتس. فأي مضاعف قوة سيكون هذا لخطوات سياسية مستقبلية.
بدلا من ذلك ستخوّن الكنيست رئيس الوزراء، الذي شق الطريق نحو إمكانيات سياسية كانت حتى اليوم مجرد خطط سبق أن نسيت من مدرسة يغئال الون. دون أن نعرف كل التفاصيل، فان الخطة التي ستعرض تتطابق بقدر كبير مع رؤيا اسحق رابين في خطابه السياسي الأخير في الكنيست قبل شهر من اغتياله: غور الأردن، معاليه ادوميم، القدس موحدة، غوش عصيون، والكتل الاستيطانية.
ولكن الخلفاء غير الشرعيين لألون ورابين يعدون اليوم كمينا لرئيس الوزراء بدلاً من أن يمنحوه إسناداً كاملاً ومباركة للطريق.
من جهة، يطور رئيس الوزراء جدول أعمال وطنيا مخترقا للطريق؛ ومن الجهة الأخرى، تفاهات رؤساء «أزرق - أبيض»، وبيني غانتس على رأسهم، الذين يهتمون بتخريب المسيرة السلمية. كم هي باعثة على الشفقة صرخة عمير بيرتس للرئيس ترامب من مغبة عرض الخطة؛ لأن هذا تدخل في الانتخابات.
فهل ينبغي ان نذكر بـأن ايهود باراك، رئيس وزراء سبق أن استقال، مع حكومة استندت إلى أقلية من النواب، انشغل ببيع كل الخزينة الصهيونية في محادثات طابا في كانون الثاني 2001، تماما عشية الانتخابات؟ كانت هذه منافسة التنازلات الكبرى التي استهدفت استخلاص اتفاق سلام خطير تضمن أيضا إدخال كميات كبيرة من اللاجئين إلى نطاق دولة إسرائيل. واستهدفت عرض اتفاق في يوم الانتخابات والسماح للرئيس كلينتون بأن يعتزل مع ارث سياسي للسلام.
فضلا عن ان هذه سابقة أبعد أثراً مقارنة بعرض خطة سياسية، كما يحصل اليوم، يوجد هنا ايضا خط اساس واضح جدا. من الهوة السياسية لـ «أوسلو»، لـ «كامب ديفيد»، لـ «طابا»، وكذا لمحادثات انابوليس ومفاوضات اولمرت ولفني، يستغل نتنياهو فرصة لا تتكرر لشطب خطوط 1967 مثلما شطبت خطوط 1947 بعد «حرب التحرير».
إن كل المفاوضات، التي بدأت من «أوسلو» وما بعدها تمت انطلاقا من موقع ضعف مذهل لزعماء لم يؤمنوا بحصانة إسرائيل. كانت هذه مفاوضات تمت انطلاقا من سباق مجنون قصير النفس لاستخلاص عرض آخر في الساحات المذكورة للتسعينيات. لا حاجة لان نذكر بان خضرة الساحة أصبحت حمراء.
يعرض نتنياهو هذه الايام شيئا ما غريبا عن فكر رجال الأمن الذين اصبحوا سياسيين؛ وهذا يسمى صبرا استراتيجيا.
هو الذي حمله اليوم الى موقع قوة منسق مع رئيس الولايات المتحدة وعلى ما يبدو ايضا مع رئيس روسيا بينما تصمت الدول العربية، و يسب أبو مازن ويشتم ترامب. لقد سبق لنتنياهو ان اقتطع قطاع غزة من العموم الفلسطيني. وبسط السيادة في غور الأردن حصة أخرى ما خصصه «متزمت»و منظمة تحرير فلسطينية لأنفسهم في بداية الطريق.
حين يكون جدول الأعمال على هذا النحو، يفترض بالجمهور الإسرائيلي أن يعرف من حقا قادر على قيادته.
ان بعضا من المحللين السياسيين المتماثلين مع اليمين واثقون بأن الأمر السليم من ناحية «الليكود» هو اتخاذ قرار في الحكومة يبسط السيادة على كل الرزمة الممكنة في هذه اللحظة: الغور زائد المستوطنات في «يهودا» و»السامرة».
أول من أمس، قال اللواء احتياط، النائب يئير غولان، إن غانتس هو «مبايي». لا «احدوت هعفودا». ثمة من سيقول إن حزبه هو في واقع الأمر «ميرتس» مع فيلدمارشل على رأسه. ليس هو زعيما يتخذ مبادرة جسورة. ولكن المعتدلين هم الأكثر خطورة؛ فهم غير قادرين على تحقيق أي خطة، باستثناء خطة واحدة: تصفية الزعيم، وهم يعرفون كيف يلحقون الأذى بالدولة بنزاهة.
«إسرائيل اليوم»