عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Dec-2019

قورشة: التحفيز الإيجابي أبرز وسائل تعديل سلوك الأطفال

 

نادين النمري
 
عمان–الغد- قدمت مستشارة منظمة الأمم المتحدة للطفولة، أخصائية الطفولة والإرشاد الوالدي سيرسا قورشة، مجموعة من النصائح المتعلقة بتعديل السلوك لدى الأطفال عبر وسائل التربية الإيجابية، مبينة “أن التحفيز والتشجيع عند ممارسة الطفل السلوك الإيجابي يعدان أكبر وسائل التربية نجاعة لجهة تأثيره بمعدل خمسة أضعاف في تعديل سلوك الطفل بالمقارنة مع وسائل التربية الأخرى”. وشددت قورشة، في الحلقة التي بثت السبت الماضي على صفحة “الغد” على موقع “فيسبوك” التي حملت عنوان “بدائل العقاب البدني للأطفال” ضمن برنامج “أسرة لايف” الذي تبثه “الغد” بالشراكة مع منظمة اليونيسيف، على أن العقاب البدني كوسيلة لتعديل السلوك غير مجدية وغير فاعلة، فضلا عن الضرر السلبي بالعقاب البدني بإضعاف العلاقة بين الأهل والطفل. وبينت “أن بعض الأهالي يلجؤون الى استخدام العقاب البدني كوسيلة لتفريغ الغضب من سلوك الطفل”، مبينة أن معالجة هذه الإشكالية تتطلب من الأهل ضبط الغضب لديهم والمحافظة على الهدوء لضمان حل المشكلة بطريقة منطقية.
وتابعت “أن السيطرة على الغضب تكون من خلال الابتعاد عن الموقف الغاضب أو العد للرقم عشرة”، لافتة الى أن السيطرة على الغضب هي مهارة تحتاج الى وقت وتدريب.
وزادت “في حال شعر الأهل بعدم القدرة على السيطرة على الغضب، حينها من الأفضل أن يبتعد الأهل الى غرفة أخرى لوقت من الزمن”، مبينة أن فائدة هذه الاستراتيجية تكمن ليس فقط في أنها تحمي الطفل من التعرض للتعنيف أيضا هي وسيلة لتعليم الطفل من سن مبكرة كيف يتعامل مع الغضب عندما يصبح أكبر سنا، مثلا في مرحلة المراهقة كيف يتجنب الدخول في مشاكل بسبب الغضب عن طريق الابتعاد عن سبب الغضب بدلا من استخدام العنف.
ودعت قورشة الى ضرورة التمييز بين المراحل العمرية المختلفة عند التعامل مع الأطفال، مبينة أن سلوك الطفل في المرحلة ما بين سني عام ونصف وثلاثة أعوام ونصف هي سلوكيات بهدف الاستكشاف، ولذلك من المهم أن نحدد عندما يتعلق الأمر بسلوكيات الأطفال ما قبل السلوك والسلوك نفسه وما بعد السلوك، ومن خلال ذلك يمكن أن نعرف ما يجب أن نتجبنه مسبقا لتجنب السلوك السلبي. وتابعت “مثلا من المهم عندما نتحدث مع الطفل أن نطلب منه ما يجب القيام وليس ما يجب تجنبه، مثلا لا نقول للطفل “لا تركض داخل البيت”، إنما نقول “امش داخل البيت”، ومثلا لا نقول “لا تصرخ”، إنما نقول “تكلم بصوت منخفض””.
وتشير قورشة الى أبرز الأخطاء التي يقوم بها الأهل مع أطفالهم؛ كالطلب بمناداة الطفل من غرفة بعيدة أو طلب مهام منه عن بعد، مشددة على ضرورة أن يكون الأهل بجانب الطفل عند الطلب منه القيام بأمر معين، الى جانب الدور الإيجابي للمس لضمان استجابة الطفل، مثلا أن تضع الأم أو الأب يده على كتف الطفل عند طلب شيء منه. وتلفت قورشة كذلك الى أهمية تهيئة الطفل قبل وقت كاف، مبينة أنه من الصعب أن يستجيب الطفل عند الطلب منه الانتقال من نشاط الى آخر، مثلا التوقف عن مشاهدة التلفاز أو اللعب والانتقال مباشرة للقيام بالواجبات المدرسية، ذلك يتطلب إخبار الطفل قبل وقت أنه خلال زمن معين عليه البدء بالواجبات المدرسية. وتدعو، كذلك، الى تجنب الأسئلة السريعة والطلبات السريعة التي قد تتسبب بنوع من الضغوط على الطفل، بل يفضل أن تكون الأسئلة متباعدة عن بعضها بعضا وإعطاء المجال أمام الطفل للقيام بكل مهمة على حدة.
وتشير قورشة، كذلك، الى أهمية الالتفات الى البيئة المحيطة بالطفل، مثلا في حال كان الوقت متأخرا أو الطفل يشعر بالجوع، فهذه محفزات لنوبات الغضب للطفل.
كما تلفت الى أهمية تهيئة البيئة المناسبة لكل نشاط، مثلا وقت الدراسة يجب أن يكون التلفزيون مغلقا وأن يكون المكان مهيأ للدراسة وعدم وجود ملهيات في المكان، الى جانب التأكد من تفرغ الأهل في ذلك الوقت لمساعدة الأبناء في القيام بمهامهم الدراسية في حال احتاجوا للمساعدة.
وتشير كذلك الى أهمية تحديد التوقعات، مثلا أن أقول للطفل عليك الانتهاء من واجباتك حتى نتمكن من الخروج، أو عليك مساعدتي في الانتهاء من التسوق بعدها يمكن أن نشتري لك شيئا ترغب به، كما أن إعطاء الخيارات للطفل يعد استراتيجية جيدة بحيث يحدد الأهل مجموعة الخيارات المقبولة ويختار الطفل واحدة منها مثلا؛ النشاط الرياضي الذي يرغب بالمشاركة به أو نوع الطعام الذي سيتناوله من مجموعة خيارات. وفي حديثها، تشدد على أهمية “وجود روتين ثابت وحدود ثابتة في التربية كتحديد ما هو مسموح وغير مسموح القيام به”، لافتة “مثلا من غير المنطقي أن أمنع طفلي من أن يقفز على الكنب وفي اليوم التالي أسمح له بذلك”. وأخيرا، فيما يتعلق بالعقاب، تؤكد قورشة أن العقاب يكون فقط عند قيام الطفل بسلوك عدواني، ويكون ذلك من خلال الطلب منه الجلوس على كرسي التفكير، وهو كرسي يكون في غرفة هادئة شريطة أن يكون المكان مفتوحا وعدم إغلاق الباب، وأن يتناسب وقت جلوس الطفل على الكرسي مع عمره؛ أي دقيقة واحدة عن كل عام، ففي حال كان سن الطفل 6 أعوام يجلس على الكرسي 6 دقائق.
برنامج “أسرة لايف”، المتخصص بقضايا التنشئة وأساليب التربية الوالدية الإيجابية، يبث على صفحة “الغد”، وذلك ضمن شراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف”، ثم ينشر لاحقا في الصحيفة الورقية، مرفقا بـ”فيديو”، ويعرض كامل الحلقة وينشر على الموقع الإلكتروني لـ”الغد”. ويأتي برنامج “أسرة لايف”، الذي تعده وتقدمه في موسمه الثاني أخصائية الطفولة والإرشاد الوالدي سيرسا قورشة، ثمرة تعاون بين “الغد” و”اليونيسيف”، ويسعى الى رفع الوعي المجتمعي، وكذلك وعي أولياء الأمور بأساليب الوالدية الإيجابية والتنبيه من الآثار السلبية للعنف الواقع على الأطفال، وذلك دعما لتطبيق الخطة الوطنية للحد من العنف ضد الأطفال.
وتقدم “اليونيسيف” الدعمين الفني والإرشادي للبرنامج الذي يستمر لمدة عام.
ويسلط “أسرة لايف” الضوء على الأثر السلبي للعنف كوسيلة للتأديب، كما يقدم معلومات حول أساليب التربية الصحيحة وكيفية التعامل مع التحديات التي يواجهها أولياء الأمور في تنشئة أبنائهم منذ مرحلة الطفولة المبكرة وحتى فترة المراهقة، فضلا عن أنه يوفر مساحة للأطفال وأهاليهم وطرح أسئلتهم عن التحديات التي يواجهونها.