عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Sep-2023

الاحتفاء بالراحل فارس عوض وأغنياته التراثية العالقة بذاكرة الوطن

 الغد-أحمد الشوابكة

 رعت وزيرة الثقافة هيفاء النجار حفل إحياء ذكرى رحيل الفنان الأردني فارس عوض (1956-1986)، الذي نظمته مديرية ثقافة مادبا، مساء أول من أمس، في قاعة جمعية الشابات المسيحية في مادبا.
 
 
 
وحضر الحفل الموسيقار روحي شاهين، والموسيقار الدكتور إميل حداد، ورئيس رابطة الكتاب الأردنيين السابق الكاتب سعود قبيلات، والفنان الأردني أسامة جبور والفنان رأمي خالد.
 
وقالت وزيرة الثقافة هيفاء النجار، خلال كلمتها التي ألقتها في الحفل "نحت فارس عوض بتراء جديدة تغني للحياة وتضيء قناديل الفرح والوفاء في أروقة الإذاعة الأردنية بـ"يا بو خديد منقرش" و"لولا الأمر لله أمرك على راسي" و"مرعية يا البنت مرعية"، محلقاً في فضاءات العروبة عبر الشاشات التي رصدت بكل شغف وقفة ذاك المبدع الشاب بصوته".
وأضافت: "في صوت فارس عوض عاشت مادبا الشامخة.. لقد بثت حنجرته الرقيقة الفرح والحزن معاً ورسم صوته المنسوج من خيوط الصباح الطالعة على ذيبان وقرى بني حميدة ورسم الترويدة لعمان الحبيبة، فغنى أجمل ما يغني العاشق لمحبوبته، وكان هذا الحب سراً للحيوية التي سكنت صوته وقابليته لعبور أجيال وأجيال من المحبين حتى يومنا هذا".
وتقول: "غنى فارس عوض للوطن وللمحبة وللجيش فأحببناه جميعاً... فقدناه جميعاً لأنه كان يشبهنا جميعاً، لقد أعاد الحياة لأهازيج الجدات والأجداد وأضاء بصوته على الجمال على الجمال في القرى والبوادي الأردنية ليسهم بعمق في توثيق تراثنا وصونه من الضياع، وما تزال أغنياته سجلاً حافلاً بمعالم هذا الوطن، وذاكرة للإنسان المحب للحياة... المشحون دوماً بالأمل".
وتؤكد النجار أن وزارة الثقافة آمنت بأهمية الاحتفاء بالمبدعين في حقول الإبداع كافة والتركيز على إنتاجهم كمنجز ثقافي والاهتمام بهم، مختتمة كلمتها بالقول: "إن استذكار الراحلين أمثال فارس الأغنية الأردنية واجب تفرضه محبة الوطن، فمن يكرم المبدع إنما يكرم الوطن".
واستذكر الموسيقار الدكتور إميل حداد أهم المراحل التي جمعته بالراحل فارس عوض، وقدم العديد من الألحان لأغنيات أداها بصوته على أول عمل فني، وهو أغنية "عمان يا دار المعزة والفخر" التي نهل منها إبداعاته التي ظلت خالدة في أذهان الأردنيين طيلة السنوات التي خلت، واصفاً إياه بـ"صانع البهجة في قلوب الأردنيين".
وعبر حداد عن حزنه بفقد الراحل فارس عوض في ذكرى وفاته التي وصفها بالغالية عليه وعلى كل ما عرف هذا المبدع الذي قدم له العديد من الألحان، منها أغنية "بعيدك يا باني الأردن"، وهذه الأغنية لاقت نجاحا كبيرا، ثم تلاها بأغنية ثانية "يا بنت اللي موشحة بالشال".
وتحدث الموسيقار روحي شاهين عن الراحل فارس عوض وقدرته الفنية لما يمتلكه من صوت ولون غنائي مميز، ما استدعى الأمر، بحسبه، وبخاصة بعد سماع صوته، وهو يغني وطلب منه فرصة، فجاء لبرنامج الهواة وتم تعيينه في فرقة كورال الإذاعة الأردنية، بعد نجاحه في الاختبار، حيث لحنت له "لولا الأمر لله" وأغنية "أمرك على راسي".
وأكد شاهين أن الساحة الغنائية خسرت الراحل فارس عوض الذي يمتلك خامة صوت وشخصية مميزة، بوفاته في حادث سير العام 1986، اعتبرت فاجعة كبيرة تأثر بها الأردنيون الذين كانوا ما يزالون يرددون أغنياته، مشيراً إلى أن هناك العديد من الملحنين الذين قدموا ألحانا لفارس عوض، مثل كرامة حداد والفنان عيسى البلة، ولحن له الدكتور إميل حداد أغنيته الوطنية الشهير "عمان يا دار المعزة والفخر"، وما تزال أغنياته تحظى بإعجاب الكثير من عشاق هذا اللون الغنائي.
وأحيا الراحل فارس عوض العديد من الحفلات الغنائية في أماكن عدة، ونال إعجاب الأردنيين والعرب، ودرس الثانوية العامة ونجح ودرس في الجامعة الأردنية وحصل على درجة البكالوريوس في الإدارة العامة وهو يعمل في الإذاعة، وفق ما ذكر، مشيراً إلى أنه أول من لحن لفارس عوض وآخر من لحن أغنية "أبيعك يا منى عيني"، مؤكداً أن الراحل فارس يتمتع بذكاء ويحفظ جيداً الكلمات واللحن.
وقال رئيس رابطة الكتاب الأردنيين السابق سعود قبيلات "تميز غناء فارس بلهجته الأردنية القديمة (شبه البدوية... شبه الفلاحية) التي كانت دارجة في القرى والمحافظات وبأنه كان مستمداً من الموروث الشعبي وكلماته حسنة السوية وألحان أغنياته مشغولة جيداً وفي الوقت نفسه سهلة وقريبة من مزاج غالبية الناس تتناغم مع أوتار وجدانهم، وكان صوته حنوناً وصافياً وعميقاً وأداؤه متقناً وتعبيرياً".
وأشار إلى دور الموسيقار روحي شاهين وإميل حداد اللذين كان لهما دور مهم في قصة نجاح فارس عوض في تقديمه إلى الناس بألحان جميلة متقنة، لافتا الى أن وميضه كان قوياً، بحيث أن أثره بقي بعده وسيظل إلى أمد طويل لأن أغنياته جزء من التراث الفني الأردني يرددها كثير من الفنانين ويعيدون غناءها كتراث، وتحدث عن ذكريات الطفولة المبكرة التي تربطهما في بلدة مليح وأيام المدرسة.
ويشير إلى أن فارس ترعرع في مناخ ثقافي حيوي وأنهى دراسته الجامعية وهو في عمله بالإذاعة الأردنية، وتزامل معه مجدداً بالجامعة الأردنية في أواسط الثمانينيات. 
ووصف الفنان الأردني أسامة جبور، فارس عوض، بأسطورة الغناء والنغم الأردني، مستشهداً بأغنياته التي ما تزال خالدة ويرددها الناس بعد أكثر من ثلاثة عقود ونيف على رحيله.
وكان مدير ثقافة مادبا محمد الرواحنة، قد ألقى كلمة، رحب من خلالها بالحضور، قائلاً: "أشكركم على حضوركم للمشاركة في ذكرى رحيل الفنان فارس عوض". واشتمل الحفل الذي أداره الزميل الإعلامي فلاح القيسي على فيلم وثائقي إنتاج وزارة الثقافة عن الراحل فارس عوض، ومن ثم قام المطرب الأردني رامي الخالد بتقديم وصلة فنية من الأغنيات الوطنية وأغنيات فارس عوض، بمصاحبة فرقة موسيقا الإذاعة والتلفزيون لاقت استحسان الجمهور. وفي نهاية الحفل، قامت وزيرة الثقافة هيفاء النجار بتقديم درع لابن الراحل فارس عوض؛ ثامر.