عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    09-Nov-2020

فوز بايدن يدشن لنهاية المقاطعة الفلسطينية الأميركية بدون رفع سقف التوقعات

 الغد-نادية سعد الدين

 دشن فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية لمرحلة نهاية المقاطعة الفلسطينية – الأميركية التي استمرت نحو ثلاث سنوات، من دون أن يشي بمقاربة مختلفة عن سلفه دونالد ترامب لملف عملية السلام، باستثناء التعاطي معه بأسلوب متوازن ومستند إلى “حل الدولتين”.
فقد سارع الرئيس محمود عباس إلى تهنئة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن ونائبته كاميلا هاريس بفوزهما في الانتخابات، مؤكدا تطلعه “للعمل مع الرئيس المنتخب بايدن وإدارته لتعزيز العلاقات الفلسطينية الأميركية وتحقيق الحرية والاستقلال والعدالة والاحترام لشعبنا، وكذلك للعمل من أجل السلام والاستقرار والأمن للجميع في منطقتنا والعالم”، وفق ما ورد في بيانه.
وخلا بيان الرئيس عباس من المبادئ الأساسية لعملية السلام التي تؤكد عليها القيادة الفلسطينية للحل السياسي، من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق حدود العام 1967 وعاصمتها القدس، بما يؤشر إلى الرغبة الفلسطينية لإعادة العلاقات التي قطعت بالكامل مع واشنطن تدريجياً، لترميم العطب الذي تسببت به الإدارة الأميركية السابقة والتي اعتبرها الفلسطينيون الإدارة الأكثر عداءً للقضية الفلسطينية.
بيد أن بعض المسؤولين الفلسطينيين يدعون إلى التريث وعدم رفع سقف التوقعات كثيراً مع الإدارة الأميركية الجديدة، إذ من الواضح أن بايدن يتجه لإعادة القضية الفلسطينية إلى جدول أعمال البيت الأبيض مجدداً، كما سيعمل على الدفع تجاه استئناف المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية، وفق “حل الدولتين”، الذي أكد التزامه به.
ومن أجل تحسين موقف الولايات المتحدة من القضية الفلسطينية؛ فقد يلجأ بايدن إلى اعتماد ناصية التوازن مع السلطة الفلسطينية، عبر إعادة ضخ التمويل إليها مجدداً، وإعادة الدعم الأميركي إلى وكالة الغوث الدولية “الأونروا”، وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن.
وسيتعاطى بايدن مع ملف عملية السلام بأسلوب متوازن يتناسب مع نهجه كديمقراطي تقليدي، ولكنه لن يُحدث فيه تغييراً جوهرياً لا يوافق عليه الكيان الإسرائيلي، فمن المستبعد أن يقوم بإلغاء القرارات الأساسية التي اتخذها ترامب، والمتعلقة بالاعتراف الأميركي “بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي”، ونقل سفارة بلاده إليها، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على المستوطنات بالضفة الغربية، وضم مرتفعات الجولان السوري المُحتل.
ومن غير المتوقع أن يتنصل بايدن، من “صفقة القرن”، ولكنه قد يؤجل تنفيذ بعض عناصرها أو يتجاوزها، لاسيما الخاصة منها بالاستيطان، في ظل دعوته للحكومة الإسرائيلية “بوقف البناء في المستوطنات”، بما يشي بأن الخطة الأميركية، ومخطط الضم الإسرائيلي، فضلاً عن ضمان أمن الاحتلال، ستظل محور تحرك البيت الأبيض في السنوات الأربع القادمة.
وكانت إدارة الرئيس ترامب قد اعترفت “بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي”، ونقلت سفارة بلادها إليها، وأوقفت مساعداتها الخارجية السنوية للسلطة الفلسطينية، وأوقفت مساعدتها لوكالة “الأونروا”، وأغلقت مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن وطردت السفير الفلسطيني، حسام زملط، من أراضيها ، وأوقف المساعدة الأمنية لقوات الأمن الفلسطينية.
وقد كانت تلك الخطوات مقدمة لنشر خطة السلام الأميركية المعروفة باسم “صفقة القرن”، والتي تمهد الطريق للإستيلاء الإسرائيلي على أكثر من 30 % من أراضي الضفة الغربية وإنهاء إقامة الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967 .
ارتياح فلسطيني لخسارة ترامب
وقد توالت ردود الفعل الفلسطينية من فوز بايدن، حيث دعاه رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، إلى “تصحيح تاريخي لمسار السياسات الأميركية الظالمة للشعب الفلسطيني والتي جعلت من الولايات المتحدة شريكاً في الظلم والعدوان، وأضرت بحالة الاستقرار في المنطقة والعالم، وحالت دون القدرة الأميركية أن تكون طرفاً مركزياً في حل النزاعات”.
وطالب هنية، في تصريح له، “الإدارة الأميركية المنتخبة بالتراجع عن ما يسمى “صفقة القرن”، وإلغاء قرار اعتبار القدس عاصمة للاحتلال ونقل السفارة الأميركية إليها بما يخالف القرارات الدولية، وإنهاء محاولات تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، وتقليص الدعم “للأونروا” في محاولة لإلغائها”.
وحذر هنية من “العودة للمفاوضات، بوصفها مساراً انتهى ووصل إلى طريق مسدود”، داعياً إلى استراتيجية وطنية وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني وتفعيل مبدأ الشراكة في الميدان والسلطة وإطار منظمة التحرير.
وكان رئيس المكتب السياسي السابق “لحماس”، خالد مشعل، اعتبر أن “إدارة بايدن يمكن ألا تتعامل مع مصطلح “صفقة القرن”، ولا قرار الضم، ولكنها لن تعاقب سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ولن تحاول ردعها، ولكن قد توجه انتقاداً إليها”، بحسبه.
في المقابل؛ اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن “فوز بايدن لا يحمل أي تغيير جوهري إزاء حقوق الشعب الفلسطيني والقضايا العربية المختلفة، بل يشكل امتداداً لنهج الإدارات الديمقراطية الأميركية السابقة التي تقدم الدعم المطلق للكيان الصهيوني، للحفاظ على تفوقه وحمايته، وتشجيعه على تجاوز قرارات الشرعية الدولية”.
وحذرت الجبهة، من العودة إلى المفاوضات، معتبرة أن “تحقيق الحقوق الوطنية في إنهاء الاحتلال وتقرير المصير والعودة وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس يتم عبر إلغاء اتفاق “أوسلو”، وكافة الالتزامات المترتبة عليه، وإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية”.
وبالمثل، قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، إن سقوط ” ترامب مهم”، حيث يعد “أسوأ رئيس في العصر الحديث، ويشكل خطراً على شعوب العالم وليس الشعب الفلسطيني فقط، لكن “صفقة القرن” لم تذهب لأنها مشروع إسرائيلي”.
ودعا إلى “الوحدة الفلسطينية، وتبني استراتيجية وطنية، وإعطاء الشعب حقه بالانتخابات الديمقراطية في الداخل والخارج، بهدف الحرية الكاملة، والعودة، وإسقاط نظام (الأبرتهايد) والتمييز العنصري في كل فلسطين”.
بدورها، قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حنان عشراوي، في تغريدة عبر تويتر، إن “الولايات المتحدة تخلصت من ترامب وهي بحاجة للعلاج من الترامبية من أجل استعادة توازنها الأخلاقي”.
بينما اعتبر نائب أمين عام الجـبهة الديمقراطية، قيس أبو ليلى، أن “سقوط ترامب يعني سقوط كل سياساته المعادية للإنسانية، بما فيها “صفقة القرن”، التي أساءت للقضية الفلسطينية العادلة”.
من جانبها، قالت حركة الجهاد الإسلامي، أنها “لا تراهن على حدوث تغيير في سياسات واشنطن إزاء القضية الفلسطينية بعد فوز بايدن، قياساً بالتجارب المريرة مع الإدارات الأميركية المتعاقبة”، وهو ما اتفقت عليه لجان المقاومة الشعبية، بقولها إن “بايدن وترامب يدعمان العدو الصهيوني للاستمرار باغتصاب الأرض والحقوق الفلسطينية”.