عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-May-2019

تسليم شمال الضفة للفلسطينيين قُبيل «صفقة القرن» - يوسي بيلين
 
في نيسان 2005، بعد بضعة أشهر من الانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة وهدم «غنيم»، «كديم»، «حومش» و»سانور» في شمال «السامرة»، التقيتُ في حديث طويل مع رئيس الوزراء وزعيم «الليكود» في حينه، أرئيل شارون. كرئيس لـ «ميرتس» أيد الانسحاب، حاولت في اللحظة الأخيرة أن أثني شارون عن خطوة أحادية الجانب وأقنعه بتنفيذها في إطار اتفاق أو تفاهمات مع الرئيس الفلسطيني الجديد، محمود عباس. وبعد أن فهمت بأن شارون لا يفكر بمثل هذا الاتفاق، طلبتُ تفسيراً لإخلاء أربع مستوطنات في «السامرة». يدور الحديث عن وحدة إقليمية أكبر بضعفين من قطاع غزة، قلت له، وليس واضحاً لماذا تهدم البيوت وماذا سيفعل بالمنطقة بعد الإخلاء.
«ماذا تقصد؟»، سأل شارون. أجبته: «هل ستبقى المنطقة جزءاً من المنطقة ج الخاضعة لسيطرة إسرائيلية عسكرية وأمنية، أم ربما يرى نقل المنطقة الى السلطة الفلسطينية؟ واذا كان كذلك، فهل ستسلم كمنطقة ب، التي تخضع لسيطرة فلسطينية مدنية فقط، ام كجزء من المنطقة أ بسيطرة كاملة للسلطة الفلسطينية؟».
وعد شارون بفحص الأمر، كتب بطاقة وطلب نقلها إلى مستشاره السياسي، شالوم ترجمان، الذي جلس في غرفة مجاورة. قبل ان ينتهي حديثنا، وصلت بطاقة الرد من المستشار. شارون تلاها كلمة كلمة، شارحا بان ما تقرر في هذه المرحلة هو الاخلاء والهدم، بينما المكانة القانونية للمنطقة المخلاة ستفحص لاحقا. اعترف اني لم أتوقع هذا الجواب، ولكني سجلته امامي، وتودعنا بسلام. تحدثنا لاحقا بضع مرات هاتفيا، ولكن هذا كان لقاءنا الاخير وجهاً لوجه.
خطوة الانسحاب لشارون تخضع للجدال منذ 14 سنة. ولكن بينما اخلاء الجيش والمستوطنين من غزة خلق وضعا جديدا على الارض، واتاح للفلسطينيين أن يقيموا فيها حكما ذاتيا (تحت السلطة الفلسطينية حتى 2007، وبعد ذلك تحت «حماس»)، بقي الوضع في شمال «السامرة» ترتسم حوله علامة استفهام. من جهة، لم تنقل المنطقة إلى الفلسطينيين، وفقاً للاتفاق الانتقالي، ومن جهة اخرى غضب المخلون على أنه فضلا عن هدم منازلهم لم يحصل شيء في المنطقة، وهم يطالبون بإعادة بنائها. في الأسبوع الماضي انضم ايضا رئيس الكنيست، يولي ادلشتاين، الى الحجاج الى إطلال المستوطنات الأربع كي يطالبوا بالعودة إليها.
ما فعله شارون، انطلاقاً من تخطيط دقيق او في ظل نوع من الاهمال، تسبب لإسرائيل بأن تأكل السمك الفاسد وان تطرد من المدينة ايضا. لم نحظَ باي نقاط في الساحة السياسية والدولية، وألحقنا الضرر بالمستوطنين الذين يرون هدم منازلهم كزائد لا داعٍ له. بعد سنوات طويلة، حان الوقت للقيام بعمل ما ونقل المنطقة الى الفلسطينيين، الذين يحتاجونها للصناعة والبناء. هذه خطوة قد تمنحنا نقاط استحقاق قبل نشر صفقة القرن لترامب، وتدفع الفلسطينيين ليردوا عليها بشكل إيجابي. من الصعب التصديق بان الائتلاف المتبلور في هذه الأيام تماما، سيفكر بمثل هذه الخطوة.
 
 «إسرائيل اليوم»