عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Nov-2020

«عظّم الله أجركم»..*عوني الداوود

 الدستور

مواقع التواصل الاجتماعي - وتحديدا « فيس بوك « - وتبعه مؤخرا « تويتر « أصبحت مواقع لتقديم واجبات العزاء ، ليس بسبب أوامر الدفاع وظروف الحجر فحسب ، بل كمؤشر على زيادة حالات الوفيات في الآونة الاخيرة بصورة ملحوظة جدا ، فهل هذه الزيادة سببها « جائحة كورونا « ؟ .. ربما ، فليس لدينا ما يؤكد ذلك « رقميا « ، الا من خلال ما يتم الاعلان عنه من حالات وفيات نلاحظ جميعنا تزايدها بسبب كورونا - ليس في الاردن فحسب - بل وفي جميع أنحاء العالم .
 
الارقام تقول أن الاصابات بسبب كورونا في العالم تجاوزت - حتى يوم أمس - ( 55.6 مليون مصاب ) شفي منهم نحو ( 35.8مليون شخص ) ، أما حالات الوفيات فقد تجاوزت الـ( 1.34 مليون ) شخص بسبب هذا الوباء العالمي.
 
في الاردن - وحتى يوم أمس أيضا - بلغ اجمالي أعداد الاصابات منذ بدء الجائحة (174.335) حالة ، وحالات الشفاء نحو (103.834) حالة ، في حين بلغت حالات الوفيات (2116) حالة ، وهذا رقم كبير ومرعب في دولة صغيرة بحجم الاردن.
 
معدل الوفيات الطبيعي وبحسب دائرة الاحصاءات العامة خلال الاعوام (2016 - 2017 - 2018) كان في حدود (27625) حالة سنويا ، في حين ارتفعت الوفيات في العام 2019 الى (29836 ) أي انها قفزت بنسبة 8 ٪ عن معدل السنوات الثلاث السابقة وبنسبة زيادة ( 7.5 ٪ )عن عام ( 2018) لوحدها ، والتي كان المعدل اليومي للوفيات فيها ( 76) وفاة فأصبح ( 82 ) وفاة في العام 2019!!...فكيف هو الحال في العام 2020 ؟!
 
الارقام خطيرة ، وارتفاع معدلات الوفيات في العالم في ازدياد بسبب جائحة كورونا مع اختلاف النسب والاعداد بين دولة وأخرى ، فعلى سبيل المثال ووفقا لتقرير عالمي يستند الى أرقام الدول الرسمية في شهر ( ايلول 2020 ) :
 
- سجلت الولايات المتحدة الامريكية 273 ألف وفاة زائدة بارتفاع 24 ٪ عن الرقم المتوقع ، و سجلت بريطانيا 67 ألف وفاة زائدة بارتفاع 37 ٪ عن الرقم المتوقع ، و في المانيا كان الارتفاع 6 ٪ فقط مع 17 ألف وفاة زائدة ، و في السويد كانت النسبة 20 ٪ ، فيما لم تتجاوز 4 ٪ في النرويج ..الخ .
 
في بدايات ظهور الوباء عالميا كانت هناك تطمينات بأن هذا الوباء وعلى الرغم من سرعة انتشاره الا أن نسبة الوفيات بسببه هي الادنى قياسا الى أوبئة وأمراض أخرى ، وهي لن تتجاوز 2 ٪ تقريبا !!.. وبعد نحو تسعة أشهر على انتشار الوباء باتت نسب الوفيات ترتفع أكثر فأكثر وتختلف - لاسباب متعددة - من دولة الى أخرى ، ولا زال القلق مستمرا في ظل « حالة عدم الوضوح « في كل شيئ : في الموعد المتوقع للوصول الى لقاح حقيقي مكتمل وقادرعلى علاج المصابين .. في الوصفة القادرة على سرعة التعافي - ليس فقط صحيا - بل واقتصاديا واجتماعيا .
 
« جائحة كورونا « ربما كانت سببا ( مباشرا ) في زيادة أعداد الوفيات محليا واقليميا وعالميا ولكنها أيضا سبب ( غير مباشر ) في وفاة كثيرين جوعا وعطشا وفقرا وكمدا .. ومع كل ذلك لا زال البعض يشكك بوجود الوباء ، ويكابر بارتداء « كمامة « !.
 
والى حين « فرج الله « ، ستبقى الكلمة الاكثر تداولا وكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي : « عظّم الله أجركم « .