الدستور
نتباهى كأردنيين أن نقف مع الشعب الفلسطيني، وأن يكون الأردن رافعة لفلسطين، بما نملك من إمكانات قد لا تصل لقدرات الأشقاء، وإمكانيات الأثرياء، ولكننا نقف بما نستطيع تقديمه، بحزم وإرادة، نقف بوعي وقرار، في خندق واحد مع الشعب الفلسطيني لسببين جوهريين:
أولهما: لحماية الأمن الوطني الأردني من محاولات المستعمرة، وتحالف حكومتها المكونة من الأحزاب السياسية اليمينية المتطرفة مع الأحزاب الدينية اليهودية المتشددة، الذين يعملون بشكل منهجي عدواني لإعادة رمي القضية الفلسطينية، وحلها خارج فلسطين: أهالي القدس والضفة الفلسطينية نحو الأردن، وأهالي قطاع غزة نحو مصر.
وثانيهما: دعم الشعب الفلسطيني من أجل البقاء والصمود على أرضه ووطنه، وإسناد نضاله من أجل انتزاع حقوقه: المساواة في مناطق 48، والاستقلال في مناطق 67، والعودة للاجئين.
الأردن يعمل على عدة جبهات وعناوين في دعم وإسناد الشعب الفلسطيني:
1 - عبر الجبهة السياسية الدبلوماسية عربياً ودولياً التي يقودها رأس الدولة الملك عبدالله، وبتوجيهاته الى وزير الخارجية أيمن الصفدي وأدائه النوعي .
2 - عبر الخدمات الطبية الملكية، والمستشفيات الأردنية في قطاع غزة والضفة الفلسطينية، ونقل الجرحى المحتاجين للعلاج في الأردن.
3 - عبر الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، بتقديم المساعدات الغذائية المتنوعة، المقدمة بتبرعات من قبل مؤسسات ومواطنين أردنيين، أو من قبل أشقاء، أو أصدقاء يثقون بالأردن ومن خلاله نقل هذه المساعدات لقطاع غزة المنكوب.
4 - عبر وزارة الأوقاف الاردنية وموظفيها داخل فلسطين، البالغ عددهم 972 موظفا، يجسدون الوصاية الهاشمية والرعاية الأردنية، للمسجد الأقصى وكافة المقدسات الإسلامية والمسيحية.
5 - عبر تقديم الخدمات الثلاثة لفلسطينيي مناطق 48:
1 - تأدية فريضة الحج، 2- تأدية مناسك العمرة عبر بعثة الحج الأردنية وجواز السفر الأردني،3- توفير المنح الدراسية الجامعية المقدمة للقوى السياسية، وللطائفة الدرزية وبدو النقب.
6 - للنقابات المهنية عبر النقابات المماثلة للأطباء والمحامين والمهندسين وغيرهم.
خدمات الأردن لفلسطين تتواصل حسب الإمكانات والظروف المتوفرة، وهي نموذج يُحتذى به.
دولة الإمارات العربية بإمكاناتها المتوفرة عبر «الفارس الشهم»، وحملات الدعم المتتابعة التي نقلت الاحتياجات الضرورية لأهالي القطاع عبر 21 باخرة، وفرت لهم الجزء الأكبر من الضروريات الغذائية والدوائية حيث تفوقت بما قدمته لأهالي قطاع غزة عن العديد من بلدان العالم، وهذا لا شك فيه بل بالتأكيد موضع تقدير من قبل الشعب الفلسطيني أولا ومن قبل كافة الأشقاء الذين يشاركونها القدرة على تقديم الدعم كالعربية السعودية وقطر، أو من قبل الأصدقاء من البلدان الإسلامية والأوروبية الداعمين بما يتوفر لهم من إمكانات متفاوتة، أو من قبل أولئك الذين لا تتوفر لهم الفرص المادية، فيقدمون الدعوات والتمنيات والتضامن المعنوي الإنساني.
أهل غزة، وما تعرضوا له من استشهاد اكثر من سبعين ألفاً من كافة الأعمار، وإصابة أكثر من 170 ألف جريح، وتدمير ثلثي مبانيها ومؤسساتها وبناها التحتية للخدمات العامة، يتطلعون لكافة الأشقاء والأصدقاء نحو مد يد الإسناد والدعم، وها هي دولة الإمارات العربية طوال سنتين تواصل تقديم العون والمساعدة السخية، امتداداً لحملات «الفارس الشهم»، وهي تعلن عن مواصلة استعدادها للعمل والدعم والإسناد لإعادة إعمار قطاع غزة، وهي تؤكد من جديد بشكل واضح وجلي متواصل، عما تحمله من إحساس بالمسؤولية نحو شعب شقيق يستحق الوقوف معه وإلى جانبه، ولهذا تستحق دولة الإمارات العربية وقيادتها كل الشكر على ما فعلوه، وعلى ما سوف يقدمونه.