"القدس الكبرى".. مخطط صهيوني للاستيلاء على المدينة وتهويدها
اقتحامات للمسجد الأقصى وتشديد متواصل للحصار والتضييق على المقدسيين
الغد-نادية سعد الدين
يشكل مخطط ما يسمى "القدس الكبرى" جزءاً من سياسة الاحتلال لتهويد مدينة القدس المحتلة والاستيلاء عليها بالكامل واستهداف الوجود الفلسطيني فيها، من خلال طرح مشاريع استيطانية جديدة تقضم مزيدا من أراضيها وتفصلها عن محيطها.
وطرحت سلطات الاحتلال مشروعاً استيطانياً جديداً لإقامة مئات الوحدات الاستيطانية الجديدة في شمال شرق القدس المحتلة، ضمن مستوطنة "جعفات بنيامين"، في إطار مساعي فرض واقع استيطاني مغاير على أرض الواقع، وتوسيع دائرة التهويد والضم في محيط المدينة.
وقال عضو المكتب السياسي ومسؤول مكتب شؤون القدس في حركة "حماس"، هارون ناصر الدين، إن المشاريع الاستيطانية التي تستهدف المناطق الشمالية الشرقية للقدس المحتلة، تندرج ضمن المخطط الأخطر لما يُسمى "القدس الكبرى"، الذي تسعى الحكومة المتطرفة من خلاله إلى فصل المدينة عن امتدادها الفلسطيني، وابتلاع المزيد من الأراضي لصالح مزيد من الاستيطان والتهويد الممنهج.
وأضاف ناصر الدين، في تصريح له أمس، أن هذه القرارات تتزامن مع تصعيدٍ ميداني في اقتحامات المسجد الأقصى المبارك، وتشديد متواصل للحصار والتضييق على المقدسيين عبر الاعتقالات والإبعادات وهدم المنازل الفلسطينية، في محاولة لترهيبهم ودفعهم إلى الرحيل القسري عن مدينتهم.
وشدد على أن هذه المخططات الإجرامية لن تفلح في تغيير هوية القدس، ولن ينجح الاحتلال الفاشي في فرض الضم والتهجير والتهويد، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني المرابط سيبقى صامدًا على أرضه ومدينته، ويدافع عنها بكل الوسائل المتاحة مهما بلغت شدة العدوان ومحاولات التهويد.
ودعا ناصر الدين الأمة العربية والإسلامية، إلى تحمل المسؤولية الدينية والتاريخية في حماية المدينة المقدسة والمسجد الأقصى من خطر التهويد، بكل السبل الممكنة، وإلى دعم صمود المقدسيين حتى يظلوا شوكة في حلق الاحتلال ومخططاته الاستيطانية.
ويأتي ذلك في إطار تسارع الحركة الاستيطانية في الضفة الغربية بشكل غير مسبوق، وفق ما تسمى "حركة السلام الآن" المناهضة للاستيطان داخل الكيان المُحتل، والتي أشارت إلى قيام الحكومة المتطرفة بنشر مناقصتين لإنشاء أحياء استيطانية جديدة تضم مئات الوحدات الاستيطانية في مستوطنتين جنوب رام الله.
وأضافت الحركة بناءً على رصدها للاستيطان في الضفة الغربية، أن مناقصات البناء الاستيطاني التي نُشرت خلال العام الحالي سجلت رقماً قياسياً غير مسبوق، بزيادة 50 % عن العدد القياسي السابق.
وأوضحت أنه منذ بداية العام الحالي نُشرت مناقصات لإقامة 5667 وحدة استيطانية جديدة ستؤدي إلى إضافة 25 ألف مستوطن إلى عدد المستعمرين حالياً، معتبرة أن حكومة الاحتلال تستغل كل لحظة من ولايتها للاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ولفتت إلى أنه رغم إعلان الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" أنه لن يكون هناك "ضم" للضفة الغربية، إلا أن حكومة الاحتلال تبذل قصارى جهدها لضم الأراضي وتحويل الكيان المُحتل إلى "دولة فصل عنصري"، بحسب قولها.
وقد جاءت تصريحات الرئيس "ترامب"، في 24 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، غداة تصويت "كنيست" الاحتلال بقراءة تمهيدية على مشروعي قانونين لضم الضفة الغربية المحتلة، ومستوطنة "معاليه أدوميم" التي من شأن ضمها عزل القدس المحتلة عن محيطها الفلسطيني من الناحية الشرقية وتقسيم الضفة الغربية إلى قسمين.
وكانت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية كشفت عن توجه سلطات الاحتلال دراسة بناء أكثر من ألفي وحدة استيطانية جديدة في 8 مستوطنات بالضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، كما ستُخصص جلسات لبحث 4 مخططات لتوسيع مستوطنات قائمة ومخططات أخرى لإقامة 3 أحياء استيطانية جديدة.
فيما حذرت محافظة القدس، مؤخراً، من حفريات صهيونية حول المسجد الأقصى المبارك تهدد المعالم التاريخية والدينية.
وأوضحت، أن أنفاق الاحتلال تربط بين مواقع استعمارية ضمن مخطط لتهويد القدس القديمة، مشيرة إلى أن معظم هذه الأنفاق كانت ممرات مائية تاريخية تم تحويلها إلى أنفاق ومتاحف وكنس يهودية، فيما أضحى أحدها مساراً سياحياً يهودياً يهدد البنية التحتية أسفل المسجد الأقصى، حيث أن أعمال الحفر قد تُدمر منازل أثرية ومدارس عتيقة وتؤثر على استقرار أساسات المسجد.
وأكدت أن الحفريات تفتقر للمنهجية العلمية وتشكل انتهاكًا لقانون "الوضع القائم"، وأن الهدف منها فرض سيطرة الاحتلال على المقدسات وتهويد المدينة القديمة، مع تغييرات في المعالم بما يتوافق مع الرواية الصهيونية الزائفة، بما في ذلك أسوار المسجد الأقصى.
وفي وقت سابق من شهر أيلول (سبتمبر) الماضي؛ افتتح رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" ووزير الخارجية الأميركي "ماركو روبيو" نفقًا باسم "طريق الحجاج" المزعوم، ضمن عشرات الأنفاق حول القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك.