عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Nov-2020

أفكار سوداوية يولدها الخوف من “كورونا”!

 الغد-ديمة محبوبة

حالة نفسية صعبة.. متعبة ومقلقة، يعيشها الأفراد، منذ بدء جائحة كورونا في آذار (مارس) الماضي، ولكن تلك الحالة وصلت لأسوأ أحوالها، مع تزايد عدد الإصابات بالآلاف يوميا، وعشرات الوفيات، والتفشي المجتمعي واقتراب المرض من أبواب الجميع.
“أصبح المرض قريبا منا.. عائلتنا وأصدقاؤنا وأقاربنا مصابون وصفحات مواقع التواصل مليئة بمعارف يعلنون كل يوم إصابتهم بالوباء”، هكذا يقول العديد من الأشخاص الذين بدأوا يشعرون بقرب فيروس كورونا من تفاصيل حياتهم، وكأن الدور قادم لهم لا محالة.
زيادة أعداد الإصابات والوفيات، رافقتها زيادة الخوف والقلق، ما جعل الأفكار السوداوية والسلبية تجتاح عقولهم في أوقات، لدرجة يتمنون فيها الإصابة بالفيروس، واجتياز مرحلة الشفاء وصولا للوقاية من الفيروس لأشهر، كما يعتقدون!
“مللت الأخبار المقلقة.. والخوف من كورونا ومن إصابتي بها.. ذلك جعلني في لحظة ضعف وكآبة أن أرغب بالإصابة بالمرض والخلاص منه سريعا” بهذه الكلمات والمشاعر السلبية، بدأ خالد حسن حديثه.
خالد يريد أن ينتهي من هذا القلق والترقب والخوف من أن يكون حاملا للفيروس، أو يتسبب بالعدوى لوالدته المريضة بالضغط والسكري والكلى. التفكير السلبي الذي يرافقه دوما جعله تحت تأثير دراسات أولية كان يقرأها تؤكد أن المصاب في كورونا المستجد يحمل مناعة تصل إلى ست شهور، متسائلا: هل سأصبح شخصا سالما معافى لستة شهور وأعيش بعدها باطمئنان على ذاتي وعلى أحبائي.
الطاقة السلبية وكثرة القلق والخوف من المصير مع كثرة سماع الأخبار السيئة والمقلقة تسببت بدخول العديد من الأشخاص بكآبة وأفكار سوداوية، لدرجة تصل لتمني الإصابة بالمرض! وهو ما حصل أيضا مع زينب الحاج بعد إصابة والديها وشقيقها الصغير بالفيروس، ورغم رعبها من فكرة المرض، إلا أن أفكارا وإن كانت سلبية راودتها، لتكون بالقرب منهم بذات البيت، وأن لا تحجر ذاتها بعيدا عنهم، إذ عاشت مدة أربعة عشر يوما بعيدة عن منزلها وعن رؤية عائلتها، وتملكتها مشاعر الخوف الشديد عليهم.
اختصاصي علم النفس د. موسى مطارنة يؤكد أن الحالة النفسية للجميع تزداد سوءا مع كثرة الأخبار السيئة التي تشير إلى أن الوضع الصحي في الأردن يدخل مرحلة صعبة، وأن عدد الإصابات يتعدى الآلاف يوميا، وأن نسبة الوفيات من جراء كورونا المستجد في ازدياد دائم.
ويشير إلى أن الإصابات في البداية كان يسمع عنها من خلال الحكومة، أما اليوم عندما يتصفح الشخص وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به يتفاجأ بأقاربه واهله وأصدقائه وزملاء العمل بأنهم مصابون أو أصيبوا أو أن بعضهم فقد عزيزا جراء المرض. وفق مطارنة.
ما يعني، بحسب مطارنة، أن الجميع بات يشعر بقرب المرض منه ومن أحبائه، فيتولد شعور الخوف بشكل أكبر، وأحيانا شعور الخلاص كأن يقول “ماذا سيحدث.. أؤيد أن أمرض وأخوض هذه التجربة وأتخلص من ذلك الخوف الذي يعاش كل دقيقة.. وكثرة فحوصات كورونا التي يقوم بها بعضهم عندما يسمع أنه خالط أحد المرضى”.
أما أم محمد التي أصيب أبناؤها بمرض كوفيد 19 فتمنت بلحظة شعورها بتعب نفسي؛ إصابتها بالمرض للبقاء معهم وبرفقتهم، حتى وإن كانت النتيجة أن تختبر المعاناة، والأوجاع الجسدية وصعوبة مراحل العلاج.
تقول، “كل خوفي من هذا المرض وغيره أن لا تصاب به عائلتي، أما اليوم فأنا الوحيدة غير المريضة وهم مرضى وابني الصغير يعاني المرض، تمنيت أن أصاب بالمرض؛ ليسمحوا لي بملامسته واحتضانه وأن أكون بقربه”.
هذه السوداوية، وفق مطارنة، لا يجب أن يصل لها الشخص، إذ يبين أن على الشخص أن يتحلى بالصبر والإيمان، وأن يقوم بتهدئة روحه بطرق هو يعلمها، كالصلاة أو الدعاء أو حتى بممارسة الرياضة أو القراءة أو مشاهدة التلفزيون وبرامج ترفيهية.
ويذهب إلى أن الدخول بحالات الكآبة لن تفيد الشخص ولا من حوله، وعليه إدراك أن هذه الحالة يعيشها العالم ككل، وأنه ليس الوحيد الذي يعيش القلق، لافتا الى أن الحياة تستمر، وسيعود الحال لما كان عليه، ولن يخسر حياته الاجتماعية، لكن كل شيء له وقته واليوم المسؤولية التي على عاتق الجميع أن يحافظ على ذاته وعلى من حوله.
ويشدد على أن الحالة النفسية مهمة جدا في التصدي لفيروس كورونا، فحتى أخطر الأمراض التي سمع عنها في العالم كانت تتم مكافحتها بالايجابية، فالقلق والخوف والهلع يضعف جهاز المناعة وأحيانا يدمره، فيكون الفرد عرضة للخطر.