عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    09-Feb-2020

ولي العهد يؤسس لحضور أردني عربي في قطاع التكنولوجيا - نيفين عبدالهادي

 

الدستور - طرح لامس القلب والفكر، والعقل، في آن واحد، مبتعدا عن النهج التقليدي لأي خطاب أو كلمة، فكانت لغة بيضاء تلك التي تحدث بها سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، في الكلمة الرئيسية في الجلسة الافتتاحية في مؤتمر تيك وادي السنوي 2020، الذي يعقد في منطقة «السيليكون فالي» بمدينة سان فرانسيسكو، يوم الخميس الماضي، تحمل من الفكر والثقافة ما يجعلها خارطة عمل لجيل بأكمله عربيا ودوليا في وضع خطى ثابتة بقطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وزاد من عمق الكلمة وأهميتها لغة الجسد والكلمات الدافئة التي كان يتحدث بها سموه.
كلمة اقتطعها تصفيق الحضور لأكثر من مرة، حملت من الأفكار والمكوّنات مفاهيم أساسية تحمل خلاصة فلسفة لعمل جاد يضع الأردن على خارطة العالم التكنولوجية، وليس موضعا عاديا إنما في موضع متقدّم، يجعل منه دولة هامة تحت مجهر الإهتمام الدولي، حيث قدّم سموه وطنه الأردن بتفاصيل غاية في الأهمية، وبعبقرية عمل على توجيه عين العالم للكفاءات الأردنية، ليس هذا فحسب إنما أيضا لمواطن الحاجة التي عمليا يحتاجها العالم من المواطن الأردني والعربي في عالم التكنولوجيا ولعل أبرزها جانب اللغة.
كلمة سمو الأمير الحسين التي تحدث بها أمام (400) ممثل عن شركات عالمية في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حملت من شرحا تفصيليا لواقع الأردن وواقع قطاع التكنولوجيا، وطبيعة هذا القطاع في الأردن، وما يحمله الشباب الأردني والعربي من مهارات به، واضعا هذا الطرح أمام مفاتيح هذا القطاع العالمية ليؤشّر بالحقائق على ضرورة أن يتوجه القطاع للمواطن الأردني والعربي للإستفادة من خبراتهم من جانب، ومن جانب الآخر مساعدة دول العالم العربي على معالجة مشكلة البطالة بين شبابها.
سمو الأمير الحسين وبشخصيته التي تقترب من كلّ القلوب، وبطريقة تقديمه للمعلومات، التي تلامس العقل مباشرة، قدّم العالم العربي ليكون شريكا بشبابه بعملية مرتبطة بأهمية الحضور، عندما قال (ولننظر إلى مجال معالجة اللغات الطبيعية، فاللغة العربية هي الخامسة عالميا من حيث الناطقين بها، والرابعة من حيث الاستخدام على الإنترنت، ولكن لكي تفهم أجهزة الحاسوب اللغة العربية، فهي بحاجة إلى أشخاص يتقنونها، وإن شابات وشباب الوطن العربي تواقون للمساعدة، ليس في تيسير التواصل فحسب، بل في تعزيز التفاهم أيضا)، عمليا يختصر بذلك وليّ العهد آلاف الدراسات التي من شأنها وضع المواطن العربي والأردني في مكانه الصحيح تكنولوجيا، ليجعل منه حاجة وليس لملء فراغ أو شغل وظيفة بشكل تقليدي.
عبر نصف ساعة ونيّف، عبر سمو ولي العهد بعصور ومراحل حياة، مقدّما للعالم كلمات مع كل شيء عن الأردن وعالمنا العربي الخاص بالتكنولوجيا، كلمات مرتبطة بالميدان والواقع وحتى التاريخ، لتكون كلمة أسس من خلالها سموه لحضور أردني عربي مختلف في قطاع التكنولوجيا، والإتصالات، بل ومصدر خبرة وكفاءة تجعل منه حاجة وتطرحه بأسلوب غاية في الذكاء والمضمون الثريّ الواقعي.