عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Sep-2022

قراءة نقدية بمجموعة “أوجاعي كلها” لـ بسمة النسور في منتدى الرواد

 الغد-عزيزة علي – أقام منتدى الرواد الكبار أول من أمس ندوة نقدية حول المجموعة القصصية “أوجاعي كلها”، للقاصة بسمة النسور الصادرة عن دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان. وقدمت الناقدة الدكتورة دلال عنبتاوي ورقة بعنوان “الواقعية في المجموعة القصصية-أوجاعي كلها”، أدارتها المستشارة الثقافية للمنتدى القاصة سحر ملص، وحضرها العديد من المهتمين بالشأن الثقافي.

وتتضمن هذه المجموعة “12”، قصة قصيرة هي “ما تيسر من الزقزقة، الخصر النحيل والقد الجميل، فنجان قهوة عند الجارة، حالات البحر الميت، تأكيد الخديعة، يوم في حياة امرأة كثيرة الشرود، الرجل الذي يحلم أنه ميت، الجانب المظلم من شخصيتي، روحي حين كفت عن الهدير، حين نسي صاحبنا يتحدث الموبايل، أوجاعي كلها، تفاصيل البشر القبيحة”.
مديرة المنتدى هيفاء البشير قالت: “إن القاص لا يمكن أن ينفصل عن حياة الإنسان فهو في كل يوم يعيش ضمن أحداث متجددة متغيرة، تجعل الحياة تحمل معانٍ مختلفة، لذلك تجد الكاتب يتوقف عند هذه الأحداث ويلتقطها ليعيد ترتيبها في أعماقه المبدعة وقد درجت القاصة بسمة النسور على الغوص في أعماق شخصياتها، ورصدهم في الحالات الخاصة، فكان نمط قصصها غريب ومدهش”.
وقالت الناقدة دلال عنبتاوي: “إن عنوان المجموعة يبين أن النسور كانت مهتمة بالحديث عن الكل هذا للتوكيد في كلمة “كلها” وكأنها تؤكد أن تلك الأوجاع جاءت هنا مكتملة غير منقوصة ومما يؤكد خصوصيتها كذلك إضافة ضمير المتكلم “الياء” لكلمة أوجاع للتعبير الدقيق عن خصوصية تلك الأوجاع”.
ورأت عنبتاوي أن قصص النسور واقعية وهي بمثابة آلة فوتوغرافية تصور الحياة بتفاصيلها بأسلوب حقيقي نقي وشفاف وفاضح وكاشف وجميل وهي بالوقت ذاته تحتفي بكل تقنيات القصة القصيرة في آن واحد وهذا ما سعت إليه هذه المجموعة، مبينة أنها رصدت هذه المجموعة الواقع بكل ألوانه، حتى أن عناوين القصص التي وجدت في المجموعة كانت تتخذ الواقعية رداء لها من مثل “فنجان قهوة عند الجارة، يوم في حياة امرأة كثيرة الشرود، الرجل الذي يحلم أنه ميت، الجانب المظلم من شخصيتي، حين نسي صاحبنا “الموبايل”، أوجاعي كلها”، وآخرها قصة تفاصيل البشر القبيحة.
وأشارت عنبتاوي إلى أن عناوين القصص جاءت مغرقة بالواقع وملتصقة به أشد الالتصاق، حيث تفوح الواقعية في التعبير والحكي عن الواقع وفضحه وكشفه والحديث عن كل ما هو متعلق بحياة الأبطال وتفاصيلها الدقيقة جدا في أحيان كثيرة.
ونوهت عنبتاوي إلى أنها عندما قرأت هذه المجموعة وجدت أنها تعنى بتصوير الأشياء والعلاقات بصورة واضحة كما هي عليه في العالم الحقيقي، وتعنى أيضا بتصوير الجوهر الداخلي للأشياء، وتبتعد عن الفانتازيا والرومانسية في الكثير من الأحيان.
وقالت عنبتاوي: “إنها في الصفحة السابعة من هذه المجموعة وتحت عنوان “مقتبسات”، العبارات الآتية”من دون اجتياز الألم، كيف لنا أن ندرك البهجة”، وهذا الاقتباس الأول من الكاتب جون غرين / أما الاقتباس الثاني “نحن لم نطلب السعادة فقط أردنا جرعة أقل من الألم” للكاتب تشارلز بوكوفسكي.
وأوضحت عنبتاوي أن اللافت في هذين الاقتباسين هو تقاطعهما والتقائهما حول كلمة واحدة هي “الألم” التي تكررت فيهما بتعمد من النسور لأن الألم غالبا ما يحتل جزءا كبيرا من الوجع وكأنها أرادت من خلالهما أن تمهد للولوج إلى تلك الأوجاع للحديث عنها وكشف ملامحها.
ثم انتقلت عنبتاوي للحدث عن “الإهداء”، حيث رأت أنه مغرق في العمومية حيث تقول القاصة في البداية “إلى إخوتي في القلق.. من مشرق الأرض حتى مغربها”، ونظن أن الإهداء قد توقف هنا لكنها تستأنف قائلة وبالتخصيص الدقيق إلى “زهير أبو شايب، أنيس الرافعي”.
واعتبرت عنبتاوي هذا الإهداء هو لكل القلقين في العالم الذين تفترض النسور أنهم إخوتها ويشاركونها فيه من مشرق الأرض ومغربها وتعيد التوجيه محددا إلى من يشاركونها ذاك القلق وربما بشكل أكثر قربا وإحساسا هما زهير أبو شايب وأنيس الرافعي فهم أكثر الشركاء لها في هذا العالم بهذا القلق.
وخلصت عنبتاوي إلى أن المذاهب الأدبية قد تعددت وتعددت تعريفاتها، أما المذهب الواقعي فقد كان له حضوره المتميز بين المذاهب لأنه يحكي الحياة في الأدب ويحاكيها، أي أنها تعبير عن الظروف السياسية والاجتماعية داخل إنتاج أدبي، مبينة أن القصة القصيرة الواقعية تسعى لأن تقدم تفسيراً فنيا للظواهر الإنسانية والاجتماعية، متجاوزة حدود الزمان والمكان، وحريصة في الوقت ذاته على عدم الوقوف داخل حدود الحكي.
وشكرت النسور منتدى الرواد على هذه الاستضافة، ثم قرأت من نصوص المجموعة القصصية.
ويذكر أن بسمة النسور كاتبة قصصية، شغلت سابقا منصب وزيرة للثقافة، ورئيسة تحرير مجلة تايكي للإبداع النسوي لأعوام عدة، وهي قاصة وكاتبة مقال في جريدة “العربي الجديد”، صدر لها ست مجموعات قصصية هي “نحو الوراء”، “اعتياد الأشياء”، “قبل الأوان بكثير”، “النجوم لا تسرد الحكايات”، “مزيد من الوحشة”، “خاتم في مياه بعيدة”.