عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Mar-2020

بطشنا بالعبرانيين في نيبو والكرامة - محمد داودية

 

ادستور - تمنيت أن يكون شعبنا كله اليوم، كما في كل عام، في حضرة شهداء معركة الكرامة. يسلم عليهم ويستند الى جذوعهم العملاقة ويستمد العزم من مآثرهم وتضحياتهم وصلابتهم الروحية المذهلة.
 
في الكرامة، تحقق النصرُ على العبرانيين للمرة الثانية على هذه الأرض.
 
النصر الأول صنعه الملكُ المؤابي الأردني ميشع (المنقذ باللغة الفينيفية الكنعانية). هزمهم في ذرى نيبو وعلى بطاح مادبا وماعين وذيبان عام 840 ق.م، بفاصل زمني طويل، لكنه لا يُنسى، هو 2808 سنة بين النصرين.
 
أبرز الدروس التي تظل تؤكدها وتكرسها وتثبتها معركة الكرامة، هي أن الصهيونية ليست قدرا، وأنها قابلة للالتواء والانحناء والنكوص والهزيمة والذل والعار والكسيرة والجثامين.
 
تسجَّل معركةُ الكرامة في تاريخ أمتنا، واحدة من معارك العرب البارزة الكبرى التي سنظل نفاخر نحن وأحفادنا بها وبأننا من جيل معركة الكرامة وعصرها.
 
والى أن يحين موعد النصر الثالث على العبرانيين الغزاة، سنظل نعيد ونزيد:
 
هاهنا أوقفنا الغزوة الصهيونية مرة أخرى.
 
هاهنا بطشنا بهم.
 
هاهنا انقلبوا على أعقابهم خاسئين.
 
هاهنا طلب خضر شكري أبو درويش من نمور المدفعية السادسة أن يقصفوا موقعه الذي امتلأ بالدبابات والآليات والناقلات والغزاة، فكان الصيد الوفير والشهادة الخالدة.
 
تحتفل الشعوب بمعاركها المجيدة ونحن نجد في موقعة الكرامة مآثر وبطولات تضاهي ما قدمته مدن وقلاع المقاومة الكبرى ضد الغزاة: القدس، عكا، الكرك، غزة، جنين، شقيف، لندن وستالينغراد.
 
خاض الجيش العربي الأردني 39 معركة ضارية حاسمة، دفاعًا عن حرية فلسطين وعن مقدساتنا فيها، وما يزال أبطال بعض تلك المعارك المجيدة أحياء حتى اليوم.
 
وأبرز تلك المعارك:
 
اللطرون، باب الواد، بيت نبالا، الشيخ جراح ومعركة تل الذخيرة الأسطورية، وما أدراك ما تل الذخيرة !!
 
من الإنصاف أن تعلم الأجيال العربية الجديدة، أن التضحيات الجيش الأردني -والجيوش العربية- الهائلة من أجل عروبة فلسطين، ستظل وسام عز على صدر كل أردني. إنها تضحيات وحدة الدم والمصير، التي نفتخر ونتغنى بها أبد الدهر.
 
الفاتحة على أرواح شهدائنا وشهداء شعب فلسطين العربي وشهداء الأمة العربية العظيمة.