الدستور
تعددت أوصاف المهمات والملفات التي تستلمها الحكومة الجديدة، بين ساخنة، وصعبة، وغير بسيطة، وغيرها من الأوصاف، التي تقود لوجهة واحدة بأن المهام التي تواجه الحكومة بالأصعب على مدى عصور، وربما على كل من يكتب بهذا الشأن أن يقول «أعان الله» رئيس وأعضاء الحكومة على ما ينتظرهم من «حِمل» ليس بسيطا وليس سهلا..
اعتاد الأردنيون على الظروف الصعبة، وكما قال جلالة الملك عبدالله الثاني في كتاب التكليف السامي لحكومة الدكتور بشر هاني الخصاونه بأنهم كانوا يخرجون دائما أقوى، وربما هي نافذة الأمل بأن القادم أفضل، وأن هذه المرحلة «الأصعب» سوف تمر على أن يتم محددات واضحة وخطة عمل تطرحها الحكومة وفق البرنامج الزمني الذي حدده جلالة الملك، حتى تكون إلى جانب سعيها للإنجاز محاسبة عند التقصير، ومشكورة عند الإنجاز.
لا يوجد اليوم رفاهية في اختيار أولويات العمل الحكومي، فهذا الأمر غير متاح لهذه الحكومة كما كان لغيرها وأسلافها من حكومات سابقة، كونها مرحلة تفرض أولوياتها وتجعل منها مهمة وحتمية المتابعة والتنفيذ، فمن غير المنطق وحتى المقبول إغماض العين عن ملف «كورونا» وكذلك عن الملف الإقتصادي، وإصلاح القطاع العام، والانتخابات النيابية، وملف التعليم بشقيه المدرسي والجامعي، أضف لذلك ملف السياسات الخارجية والذي لا يقل أهمية في أولويته عن باقي الملفات المحلية، وتحديدا فيما يخص السلام في المنطقة وبثّ الحياة فيه، والقضية الفلسطينية التي تشهد منعطفا تاريخيا ليس حساسا فقط إنما أيضا خطيرا، الأمر الذي يتطلب جعل هذا الجانب على برنامج العمل الحكومي بشكل أساسي، وعندما نضعه في خانة «الأساسي» حتما نحن لا نبالغ بذلك لأن الأمر متعلق بالمصالح الأردنية، والوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس الشريف، وقضية اللاجئين والمياه وغيرها من التفاصيل السياسية التي تجعل من هذا الجانب يأخذ مساحة واسعة على الأجندة الحكومية.
الدبلوماسي المخضرم الدكتور بشر الخصاونه، الذي يشكّل الحكومة رقم (13) بعهد جلالة الملك عبدالله الثاني، يواجه اليوم وفريقه الوزاري، مهمات هي الأصعب، وكلها تأخذ نهج «المسطرة» في الأهمية والأولوية، وهو الشخص القادم من تجارب سياسية ودبلوماسية وقانونية ثريّة وناضجة، ومن يعرف دكتور الخصاونه يعلم جيدا أنه يعمل بعيدا عن الأضواء، فهو من اعتزلها بجدارة منذ بداية عمله العام، الأمر الذي يحسم أمرا هاما بأنه سينجح بأن يكون رجل المهمات الأصعب، وسيدير ملفات المرحلة بشكل خارج عن المألوف وأفكار خارجة تماما من التصنيف الذي اعتدنا عليه.
الخصاونه، الذي يرى به سياسيون أنه رجل فذّ، ويعمل بواقعية وبنهج تشاركي بعيدا عن أي تفرّد بالرأي، حتما سيقود المرحلة، باقتدار، كونه يسير بثقة نحو دروب العمل والإنجاز والبناء على المنجزات ومعالجة التشوّهات والأخطاء بأفكار من خارج الصندوق فهو ابن مدرسة سياسية عبقرية في إدارة الأمور، من خلال تطبيق ما ورد في كتاب التكليف السامي ووفق برنامج عملي وزمني للتطبيق.