عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Aug-2020

“فريق عصام التطوعي”.. نموذج للريادة الاجتماعية يعيد نبض الحياة لأطفال محرومين

 الحموري: إجراء 4278 عملية جراحية كبرى لأطفال في العامين 2019 و2020

 
إبراهيم المبيضين
 
عمان-الغد- بمشاعر تفيض بمعاني الأمومة والحنان، وبكلمات بسيطة لكنها تنبض بالكثير من الخير والحياة، كتبت رئيسة ومؤسسة “فريق عصام التطوعي” مريم الحموري، قبل أيام، على صفحتها الشخصية على “فيسبوك” المنشور الآتي: “صحيح أنا مش متزوجة وما عندي أولاد، بس اليوم أنا صرت أم لـ4278 ولد وبنت.. هدول مش أطفال عاديين بمرقوا علي وبيمشي الزمن.. هدول ولادي، شعوري فيهم وهمة بحضني كإني أمهم، بخاف عليهم وبتعلق فيهم، وبشتاقلهم وبحضنهم، وببكي وبضحك وبعيش تحديات معهم وكإنهم قطعة مني، ومتمنية الله يقدرني ويجي اليوم اللي أشوفهم فيه كلهم حوالي كبار وناجحين، ويوقفوا همة جنبي، ويساعدوني أتخطى مطبات الحياة.. بحبكم ولادي”.
وهذا الرقم الذي تحدّثت عنه الحموري في منشورها على “فيسبوك” ليس “مجرد رقم عادي” كما تقول، لأنه، وبحسب تعبيرها: “هو رقم يمثّل قلوبا وعيونا وأرواحا لأطفال -ينتمون لعائلات عفيفة ضمن شريحة ذوي الدخل المحدود وغير المنتفعين من نظام التأمين الصحي أو الإعفاءات الحكومية- أنعشتها جهود (فريق عصام التطوعي) عبر جمعها التبرعات، وتسهيلها لإجراء عمليات جراحية كبرى بلغ عددها 4278 عملية خلال العامين 2019 و2020”.
وتوضح الحموري، في حديث خاص لـ”الغد”، أنّ هذه العمليات التي تكلّلت جميعها بالنجاح أجريت لأطفال ضمن الفئة العمرية (من عمر يوم وحتى 12 عاما)، وذلك ضمن “حملة أنقذ حياة” المستمرة، وهي من الحملات والمشاريع الرئيسية التي تركز عليها اليوم مؤسسة “فريق عصام التطوعي”، مشيرة إلى الأثر الكبير الذي يحدثه الجانب الصحي وتحسينه في تغيير حياة الناس والأطفال، خصوصا الذين ينتمون لعائلات عفيفة فقيرة.
وترى الحموري “أن الطفل هو المستقبل”، و”إذا لم نبذل جهدا إنسانيا وتطوعيا لمساعدته على تحسين صحته معه -خصوصا اذا لم تكن عائلته قادرة على علاجه- فهو لن يستطيع مواصلة مشوار حياته بالشكل الصحيح لا بل سيبقى عبئا على عائلته وعلى المجتمع”.
وتقول الحموري، إن الكثير من هذه العمليات عالجت وتعاملت مع “حالات حرجة” للأطفال الذين يتوزعون على معظم محافظات المملكة ومن مختلف الجنسيات، مبينة أن هذه العمليات شملت: عمليات القلب المفتوح، وجراحة الدماغ والأعصاب، جراحة الكلى والمسالك البولية، جراحة العظام، والعيون، التشوهات الخلقية، ترميم تشوهات الحروق، وغيرها من العمليات.
وتقول إن مؤسستها تقوم بجهد تنسيقي كبير لجمع التبرعات التي تقتصر على الأفراد وتوجهها لكل حالة بحسب ما تقتضيها هذه الحالة؛ حيث يجري التواصل مع المتبرع قبل وبعد إجراء العمليات للتأكد من أن التبرعات أنفقت في الاتجاه الصحيح. وتبين الحموري أن المؤسسة تفتح الباب لاستقبال حالات الأطفال ممن يعانون مشاكل صحية وينتمون لعائلات فقيرة؛ حيث يعمل الفريق على دراسة كاملة لكل منها وتشخيص وضع العائلة، وإجراء التشخيص الطبي للحالة، والتأكد من استحقاقها التبرع ومن ثم القيام على إجراء العمليات بإشراف أطباء متخصصين في مجالاتهم، لافتة الى أنه يمكن التقدم بطلبات المساعدة الصحية للأطفال عبر الموقع الالكتروني لفريق عصام التطوعي وقنواته على منصات التواصل الاجتماعي.
وتضيف أن الفريق يقوم بمتابعة الأطفال في مرحلة ما بعد الإجراء الجراحي مع الأطباء المتخصصين، لتقديم خدمة إنسانية بأعلى معاييرها.
وتقود مريم الحموري -التي تعمل محاضرة في مجال إدارة المنظمات– هذا الجهد لفريق المؤسسة المكون من عشرة أشخاص، وشبكة من المتطوعين يتجاوز عددها اليوم الـ4 آلاف متطوع لتمثّل هذه المؤسسة نموذجا ناجحا لمفهوم الريادة الاجتماعية التي تحدث أثرا حقيقيا في حياة الناس.
وبحسب الحموري، تقوم مؤسسة “فريق عصام التطوعي”، منذ انطلاقتها قبل ثمانية أعوام، على مشاريع مختلفة لتقديم المساعدات الإنسانية وإغاثة الأطفال والعائلات العفيفة في الأردن في العديد من المجالات منها (الصحة والعلاج، التعليم، ترميم وبناء المنازل، المواد الغذائية، المساعدات العينية والمساعدات الموسمية وغيرها) بالتنسيق بين العائلات المحتاجة والمتبرعين وفريق العمل وبعد التأكد من استحقاق هذه العائلات الدعم، إلا أنها تؤكد أن عمل الفريق يتركز اليوم أكثر على حملة “أنقذ حياة” وإجراء العمليات الجراحية للأطفال.
وتزيد الحموري قائلة: “إن هذا التركيز لا يعني أن المؤسسة لا تقوم بحملاتها السنوية التي بدأت فيها بالأصل مثل ترميم البيوت وتوزيع الطرود ومساعدة العائلات العفيفة، فهي مستمرة بهذه الحملات الى جانب تكثيفها واستحداث غيرها في أوقات الأزمات مثل بداية أزمة “كورونا” منتصف شهر آذار (مارس) الماضي؛ حيث قامت المؤسسة وقتها بمشروعين: الأول تمثل في تسهيل إجراء الفحوص لـ”كورونا” لفئة الأطفال وكبار السن، والثاني كان يشمل تأمين الطرود الغذائية التي تكفي لشهر لأسر وعائلات عفيفة وعمّال المياومة والأيتام، وهي الفئات التي كانت من الأشد تضررا بهذه الأزمة الكبيرة”.
وترى الحموري أن أجمل ما في التطوع هو “ذلك الشعور بالسعادة الحقيقية التي نلمسها عندما نسهم ولو بشكل بسيط في تغيير حياة الناس والعائلات العفيفة التي تعيش في أزمات مالية نتيجة أوضاع اقتصادية صعبة”.
وتضيف الحموري “أن الإنسان، وبصرف النظر عن المجال الذي يعمل فيه، يستطيع أن يجد وقتا للتطوع ومساعدة الآخرين، وخصوصا فئة الأطفال التي تعد بحاجة إلى الرعاية والعناية”.