عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Jan-2022

الحج إلى المغطس 2022*الاب رفعت بدر

 الراي 

ما زالت جائحة كورونا تفرض نفسها على الكثير من نشاطاتنا السنوية، ومنها الحج هذا العام إلى موقع المعمودية الفريد – المغطس. فقد تم اقتصار الحضور على 1000 شخص فقط جاءوا من مختلف رعايا المملكة، وبتنظيم من النيابة البطريركية للاتين التي رتبت مع الكنائس الكاثوليكية في المملكة أن تكون الاعداد متناسبة مع حجم الرعايا، وقدمت هيئة تنشيط السياحة الحافلات مشكورة لنقل المصلين الحاجين من أماكن تواجدهم إلى المغطس وارجاعهم سالمين غانمين.
 
أصبح هذا التقليد سنوياً منذ العام 2000 وصار لدينا في الجمعة الثانية احتفالات الكنائس الكاثوليكية وفي الجمعة الثالثة احتفالات الكنيسة الأرثوذكسية. ويأتي الاحتفال هذا العام كأول احتفال بالحج في موقع المغطس في أول عام من المئوية الثانية للأردن، لذلك نتحدث عن هذا الموقع الفريد بفخر كبير. فهو المكان الذي تعمّد فيه السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان، وكان فيه العديد من الكنائس وأماكن الحج التي أمّها الحجاج من مختلف أنحاء العالم، عبر العصور، ومنذ بدء الديانة المسيحية كديانة معترف بها منذ عام 313 من الدولة الرومانية آنذاك. وقد ترك لنا العديد من الحجاج مآثر كتابية مكتوبة تبين كم كانوا مسرورين، وكم أثرت فيهم زيارة الأردن، وبالأخص عند الوقوف عند نهر الأردن حيث تعمّد السيد المسيح عبر الأردن كما جاء في الكتاب المقدس.
 
الأمر الثاني المهم وهو أن الحج إلى هذا المكان قد ابتدأ في العصر الحديث منذ عام 2000 وكان من أول الحجاج إليه البابا القديس يوحنا بولس الثاني الذي زار الأردن والأرض المقدسة، في ذلك العام، كعلامة لحجه إلى الأرض المقدسة في سنة اليوبيل الكبير، وطبعاً تلاه البابا بندكتس السادس عشر في عام 2009. وفي عام 2014 جاء إلى المكان البابا فرنسيس. دون أن نغفل طبعاً بأن البابا بولس السادس في عام 1964 قد زار المكان ووقف على ضفة النهر حيث كان نهر الأردن آنذاك أكبر والماء فيه أكثر حيوية.
 
وهذا العام، أقيم القداس الذي ترأسه بطريرك القدس بييرباتيستا بيتسابالا في كنيسة معمودية السيد المسيح التي شُرع ببنائها منذ عام 2009، والتي وضع حجر أساسها البابا بندكتس السادس عشر بحضور مفاجئ يومها لجلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله. وتم الشروع ببناء الكنيسة بتبرع سخي من العين السابق نديم المعشر وعائلته عن روح ابنهم المرحوم أيمن الذي توفاه الله بحادث سير في تلك البقعة، وفي يوم تخرجه. ولدى الحديث مع السيد المعشر تجد بأن لهفته وشغفه الكبيرين هما في أن يرى هذه الكنيسة قد اكتملت أعمال البناء فيها وأصبحت جاهزة لاستقبال المصلين والحجاج. ومن المنتظر ان تكون كنيسة المعمودية مفخرةً ومعلماً فنياً معمارياً رائداً في المنطقة لا بل وفي العالم أجمع.
 
يبقى أن نقول إن احتفال هذا العام قد اقتصر على 1000 شخص معظمهم جاءوا من داخل الأردن، لكن يبقى الغائب هم الحجاج الذين تأثرت أعدادهم تبعاً لوباء كورونا. والله نسأل أن تزول هذه الغمة عن الكرة الأرضية، وأن يعود الزوار والسواح والحجاج الى أردننا الغالي، فيقفون عند المياه المقدسة، ويتباركون بمياه نهر الأردن الفريد بقدسيته، والذي يبين بأننا - وإن كنا ثاني أفقر دولة بمصادر المياه في العالم- لكننا أغنى دولة بقدّسية المياه التي تعمد فيها السيد المسيح. كل موسم حج إلى موقع المعمودية وأنتم بخير!