عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    09-Jul-2025

أبو صالحة: الإعلام الرقمي ضرورة.. والإعلامي لا يتقاعد

 الدستور-نيفين عبدالهادي

 
أكدت الإعلامية نسرين أبو صالحة أن الإعلام الرقمي أصبح مجالا لا يمكن الاستغناء عنه، مشيرة إلى أهمية التفاعل المباشر مع المتلقي.
 
وقالت أبو صالحة، في حوار مع «بودكاست بصوتها» عبر «بودكاست الدستور»، إن الإعلام رسالة مستمرة وإن الإعلامي لا يتقاعد لكن الوسائل والأدوات تتغير وتتجدد مع كل عصر.
 
وتحدثت أبو صالحة عن تأثير زوجها الوزير الأسبق والخبير السياسي والاجتماعي الدكتور صبري اربيحات في حياتها، مشيرة كذلك إلى تجربة ترشحها للانتخابات النيابية، التي وصفتها بـ»أجمل التجارب»، رغم عدم فوزها.
 
وتاليا أبرز ما جاء في الحوار..
 
- نريد أن نأخذ فكرة عن نسرين أبو صالحة.
 
أبو صالحة: أنا إنسانية أردنية، بنت هذا الوطن، تربيت فيه ودرست فيه ونشأت فيه وتزوجت وكونت أسرة وعائله فيه، لم أتغرب خارج الوطن، ودرست وأنهيت البكالوريوس في الآثار من الجامعة الأردنية، وبعد ذلك أكملت الماجستير في الإعلام من جامعة الشرق الأوسط، وعملت بعدها في عدة محطات فضائية وتلفزيونية وإذاعية، والآن مؤثرة على السوشال ميديا، في الإعلام الرقمي الذي أصبح أمرا لا بد منه، ومن المهم أن تكوني موجودة وتستمري، فيجب علينا أن نتعلم ونواكب التطور السريع.
 
- أنت اليوم ناشطة على السوشال ميديا، بمعنى أنك كنت من السباقين في هذا التطور الذي نشهده، هل قمت بحساب الأمور ووجدت أن وجودك اليوم في السوشال ميديا سيكون بديلا لعملك الإعلامي؟
 
أبو صالحة: هو ليس بديلا، أنا فقط قمت بتغيير الوسيلة، كنت موجودة على التلفزيونات والفضائيات وعملت في الإذاعة، وما زلت الآن إذا أتاني برنامج وتم عرضه علي في أي محطة فسأذهب ولن يكون لدي أية مشكلة في ذلك.
 
** بعد هذه التجارب الإعلامية، هل ترغبين بتقديم نوع معين من البرامج؟
 
أبو صالحة: أنا أحب البرامج القريبة من الناس، أحب الميدان، أحب أن أخرج خارج الاستوديو. كانت تستفزني أفكار لأيام معينة، مناسبات محددة، كنت أقدم اقتراحات بأن نخرج خارج الاستوديو، وأعتقد أن هذا أجمل وأقرب.
 
وكما قلت أنا فقط قمت بتغيير الوسيلة، المادة الإعلامية موجودة، الإنسان الإعلامي لا يتقاعد، الإعلامي صاحب رسالة والرسالة مستمرة دائماً وخصوصاً المؤثر.
 
وأنا أستغرب من الذين يسمون أنفسهم مؤثرين، فالمتلقي هو الذي يقرر إذا كان هذا الشخص مؤثرا أم لا، إذا غيّر هذا الشخص في حياة المتلقي أو قدم له شيئا فحينها ينظر إلى هذا الشخص إذا كان قدوة أم لا، فآمل أن أكون مؤثرة، وكما قلت هذه القنوات موجودة، وبالعكس هذا أجمل، لأن هناك تفاعلا مباشرا مع المتلقي، ويستطيع الشخص معرفة من يتابعه وفئته العمرية ومن أي بلد وكم عدد المشاهدات على «الريلز» التي يقوم ببثها أو المحتوى، فكل هذه الأمور التي كانت بحاجة إلى دراسات حتى نحصل على نتائجها، الآن يتم الحصول عليها بنفس اللحظة.
 
- هل تشعرين أن هناك فئة معينة تتابعك، أم أن المتابعين من كل الفئات؟
 
أبو صالحة: أكثر الفئات العمرية هي فئة الشباب، من 25 عاما حتى منتصف الأربعينيات.
 
-  هل أثر معالي الدكتور صبري اربيحات عليكِ، بأن تميلي إلى مجال السياسة في الإعلام، فمعاليه هو مرجعية سياسية؟
 
أبو صالحة: الدكتور صبري هو دكتور في علم الاجتماع، وتسلم وزيراً للتنمية السياسية والشؤون البرلمانية ووزيراً للتنمية الاجتماعية، لكن أثر علي في السياسة بأن شجعني لخوض الانتخابات في عام 2020. صحيح أنه لم يحالفني الحظ، لكن التجربة كانت غنية، وشعرت كم نضجت سياسياً في هذه الفترة، مع أنها كانت فترة قصيرة، وكانت وقتها جائحة كورونا، فلم يكن هناك تواصل مع الناس ولا مقرات انتخابية، فكانت فترة صعبة جداً، لكن كانت من أجمل التجارب التي عشتها في حياتي. صحيح أنني لم أنجح، لكنني نجحت بأن خضت التجربة.
 
الدكتور صبري سياسي، يأخذ الطابع الجاد، وحتى عندما تعرفت عليه كنت أشعر أنه جاد كثيراً، لكنه إنسان رقيق، ودمعته قريبة جداً عندما يتحدث بشيء يخص عائلته أو ابنه «عبود»، أو عن ذكريات قديمة، فنجد الدمعة نزلت من عينه، فهو رقيق من الداخل لكن يظهر هكذا بحكم أنه محلل سياسي وعمل في السياسة فنجده صارما وجادا في عمله، ومن عمل معه يعلم هذا الأمر، وكم هو إنسان.
 
-  ما أكثر جانب تأثرت به من الدكتور صبري؟ هل هناك صفة معينة يصر عليها وأثر عليكِ كثيراً فيها وأصبحت جزءا منك؟
 
أبو صالحة: صبري أثر كثيراً علي، فعندما تزوجته تغيرت 180 درجة للأفضل، أصبحت أنضج وأهدى، وإن كنت أغضب في بعض الأحيان.
 
الجميل في صبري، ربما بحكم تخصصه كعالم اجتماع، أنه ينظر إلى أي أمور أنها طبيعية، وفي أي موقف، أحياناً أعود للمنزل وأنا غاضبة بسبب موقف حصل معي، فيقوم بتحليل الأمر لي، وعندما أنظر للأمور أجد أن بها وجهة نظر ومنطقا، فيمتص غضبي ويريحني كثيراً بكلامه، وهذه الأمور نقوم بها مع من حولنا، فنحن لا نؤثر فقط ببعضنا، بل حتى في محيطنا، على مستوى الأسرة الممتدة والأصدقاء والأصحاب والجيران، فيجب أن نؤثر بهم، ودائماً صبري يقولها لي أننا يجب أن تكون علاقتنا مع من نعرفهم بالتأثير، وقد بدأت أصبح مثل صبري.
 
-  كيف هي علاقة الدكتور صبري بالسوشال ميديا؟
 
أبو صالحة: هو متفاعل أكثر مع الفيسبوك، يقوم بكتابة مقالات وينشرها وله الكثير من المتابعين، وهناك الكثير من المواقع الإلكترونية التي تنشر مقالاته من صفحته على الفيسبوك، فهو (فيسبوكي) أكثر، لا يتعامل كثيراً مع منصة X أو الإنستغرام.
 
** الدكتور صبري من الطفيلة.. كيف هي علاقة العائلة مع هذه المحافظة وما المناطق التي تزورونها هناك؟
 
أبو صالحة: توجد منطقة في الطفيلة اسمها «لحظة»، وهي منطقة رائعة ومرتفعة، كما توجد منطقة السلع، وهي منطقة سياحية، فالطفيلة بها تنوع وهي غنية كثيراً، لكن للأسف لم تأخذ حقها كوجه سياحي. يكفي حمامات عفرا، فهي كنز لكنه مهمل، وبحاجة إلى اهتمام وأن يكون به مرافق سياحية وفنادق. الماء هناك أعتقد أن درجة حرارته تصل إلى 60 درجة، فهو شفاء، لكن لم تحصل المنطقة على حقها، فالطفيلة أقل حظاً مع أنها الأغنى بين محافظات المملكة، وبها ثروات كثيرة ولها خصوصيات كثيرة.
 
-  إذا عاد الدكتور صبري وزيرا، هل ستتقبلين الوضع؟
 
أبو صالحة: بالتأكيد، وسأتقبل ذلك أكثر من السابق، لأنني أستطيع التعامل معه بنضج أكثر، فالآن يوجد وعي ونضج ومعرفة أكثر بالناس، وقمت بالاحتكاك بهم وترشحت للانتخابات، فأصبح لدي أمور أهلتني أكثر لأن يكون لدي وعي أكبر إذا عاد صبري وزيراً.
 
-  إن أردت العودة إلى الإعلام، هل سيوافق معالي صبري اربيحات على ذلك؟
 
أبو صالحة: أنا لم أترك الإعلام، أنا ما زلت في الإعلام، والإعلامي لا يتقاعد طالما أن لديه رسالة، لكن أنا غيرت الوسيلة فقط، فكنت أظهر في التلفزيون الرسمي واشتغلت في قناة خاصة واشتغلت في قنوات عربية فضائية لفترة محدودة، واشتغلت في إذاعات محلية في الأردن، والآن أنا على السوشال ميديا، فقمت فقط بتغيير الوسيلة، لكني ما زلت موجودة.
 
-  لكن، إذا عُرض عليك العمل في إحدى القنوات الفضائية هل ستقبلين؟
 
أبو صالحة: بالتأكيد سأقبل، فلا توجد مشكلة، وأخبرني صبري أنه إذا عُرض علي عمل في الخارج فإنه لن يقف في طريقي، وقال «سنأتي معك أنا وعبود»، وهذا جزء من الدعم الذي سرني. بالنسبة لي أولويتي المنزل، فالأسرة أهم شيء عندي، وبعد ذلك يأتي العمل والتلفزيون والبرامج .. فرقم واحد هو العائلة.
 
-  بالحديث عن العائلة.. ما الذي غيره «عبود» في حياتكم؟
 
أبو صالحة: عبد اللطيف هو زهرة حياتنا، والمتعارف عليه في العائلة اسم «عبود» لأن اسم عبد اللطيف «كبير»، وقد سمي عبد اللطيف على اسم جده (والد والده)، وزوجي صبري أصبح أبا بعمر 54 سنة، فالأبوة المتأخرة كانت تعني كثيراً لصبري، وبالتأكيد الأمومة تعني لي الكثير، فأنا أصبحت أمّا لأول مرة. الشعور جميل جداً، لكني تعلمت منه الخوف، الشخص يخاف على أهله وعلى أحبته وعلى من حوله، لكن الخوف على ابني عبود مختلف، فالأم تخاف من كل شي على طفلها، أخاف عليه من أن يمرض أو يقع، لكن سنة الحياة أنه يجب أن يخطئ ويقع حتى يقف على قدميه ويسير. عبود أعطانا أولاً رباطا أبديا بيني وبين صبري، وغيّر في حياتنا كثيراً.
 
صبري تخصصه تربية وعلم نفس، يقول إن كل ما درسه عن تربية الطفل اختلف عندما أصبح أبا. الطفل تجارب حية أمام الشخص، يراها ويعيشها، لحظة بلحظة، نتابعه متى بدأت أسنانه تظهر، ومتى بدأ يتحدث وما أول حرف نطقه، هذه التفاصيل تغير حياة الشخص، فتصبح الاهتمامات مختلفة، والآباء يصبحون مهتمين بأي شي يخص الأطفال.
 
نحن ثلاثة أجيال في المنزل، أنا جيل، وصبري جيل، وعبود جيل آخر، والجميل أن صبري كان له في بداية التسعينيات برنامج «حوار الأجيال» على التلفزيون الأردني، فسبحان الله، هذا يترجم الآن حوار أجيال في المنزل، فنحن الثلاثة كل واحد فينا يريد أن يدافع عن وجهة نظره، ويريد التحدث في فكرة يقنع بها الطرفين الآخرين، فنحن الثلاثة أثرنا ببعضنا بعضا وتأثرنا ببعضنا كذلك.