عمون
…. الجامعة الام ، تعبير ليس عاطفيا وحسب ، انه في صميم المعنى الوطني
وهو روح الانتماء لرسالة النهضة ، وكذلك بكل مباهاة واعتزاز ، برئيس هو فخرنا جميعا ، سيدا من سادة الطب ، وعالما اكاديميا ، وابن الامة الاردنية الحقيقي ، الذي لملم التواضع كسنابل حرثا ، ونثر الوعي الوطني كحبات رمان سحم الكفارات ..
لماذا الح على ذكر نذير عبيدات
لان خذلانه من الذي يجري لا يعبر عن روحه ، ولا يمت له بصلة قرب او قربى !!
لنبدأ من بعيد فاقول ، كل حركة طلابية لها نوايا ، وكل تجمع طلابي تكمن وراءه قوة . وكل ثورة طلابية تثير الريبة حتى لو كانت من غير هوية
فاللامنتمي هوية بحد ذاته ..
انا شخصيا
ترهبني حركات ثلاث في المجتمع
ان اخذت طابع التكرار والالحاح الممنهج
اندفاعة طلابية مفاجئة من غير سبب ظاهر على السطح ..
والثانية
التزريقات الجهوية والطائفية والاقليمية حين تفقد حياءها
فتصير فلسفة
اذذاك علينا ان نحزن على القادم
الثالثة :
الحكومات غير المسيسة التي تشغل ذاتها وتربكنا باندفاعات تكنوقراطية
تخلو من سمو الاداء ولا تحمل اية رسالة للوطن ..
من لا تقلقه اندفاعات الطلبة في الجامعة الاردنية ، فانه لا يتق الله في الوطن ، ولا يخشى على مصيره
وان الاعتناء بحنفية مستشفى فالتة ، وفي مصعد متوقف .. وعدم الوقوف على ركبة ونص لحركات الطلبة المريبة
تعني شيءا واحدا ..
نحن لسنا بخير ، واولوياتنا مرتبكة ، وخياراتنا عقيمة …
.. اول الخراب حركة طلابية ..
سنة ١٩٦٨ م
انتفضت جامعة باريس ولحقت بها جامعات فرنسا كلها
بدون اي سبب ، استندت حركة الجامعات الفرنسية ( شكليا )
في الاختلاف عن عشيرتين
( عشيرة الشيوعية العالمية ) ، و ( عشيرة الراسمالية المبغوضة )
وطرح المفكر اليهودي الفذ هربرت ماركيوز صيغة عشيرة ثالثة ( عشيرة الطلاب ) وحدد في فلسفته الجديدة
( البعد الواحد وفلسفة الطريق المسدود )
ان عشيرة الطلبة هي الموءهلة للتغيير
وانها لا تخضع لعلاقات الانتاج فهي اذن حرة وتستطيع ان تصنع التغيير المعجزة ..
وكانت الحركة الطلابية الفرنسية بريئة جدا في ظاهرها .
وفجاة واذ لها هدف واحد هو اسقاط ذلك العظيم الذي استرد جسد فرنسا لانه احتضن روحها طوال فترة الاحتلال
لقد تبين ان الهدف الخفي لحركة الطلاب البريئة هو اسقاط الجنرال
شارلي ديغول عظيم فرنسا ..
وغادر ديغول تحت الحاح الطلبة البريء
فهل حقا كان بريئا حراك الطلبة
ديغول
كان قد انسحب للتو من حلف ( الناتو )
ما غيره ورفض الهيمنة الامريكية
فتحرك الطلبة ببراءة
فاسقطوا زعيم فرنسا
ارايتم
كيف تكون حركة الطلاب بريئة
ومن يقف وراءها حتى لو كان الناتو ليس بريئا !!!!!
سنة ١٩٧٤ م
تدفق علينا محموعة من طلبة اردنيين
من الدارسين في الجامعة الامريكية في بيروت ، مفصولين فصلا نهائيا من تلك الجامعة . ذلك ان تلك الجامعة قد خضعت الى هزة مريعة وانتفاضة طلابية غير مسبوقة في عنفوانها
وبدت انها حركة طلابية مطلبية من وحي التحضر لاطارات تلك الجامعة
وعلى حين فجاة
انفجرت الحرب الاهلية اللبنانية بعد اقل من سنة من حركة الطلاب البريئة !!
تلك الحرب التي لم يسكن لهيبها بعد
وفتت انضج محتمع في تنوعه في الشرق العربي كله
في حدود ما اعرف عن كل جامعات العالم
لم اسمع ان حراكا ثوريا في جامعة اي جامعة كان جذره قبليا او عشائريا
الا في الجامعة الاردنية الام
وهذه الحصرية في رصد تكرار هذه الظاهرة لا تبيح اطلاقا الاطمئنان الى نتائجها او السكوت عن تكرارها ابدا
ان التكرار يعني بصورة حاسمة
ان ( دينامو / اداة تحريك ) لهذا التوجه
الذي يريد ان يركب العشيرة على صرح اكاديمي قد تمادى حد الاصرار
على تخريب وطن بجملته
والعبارة ليست تخريعية او مبالغ في سوداوية كاتبها الذي هو انا ، فانا من اكثر البشر تفاوءلا بقدرة هذ ا المحتمع
على تجاوز تبعات حرب اهلية في غضون اسابيع
وحقق لحمة مهما كانت فيها من نواقص
لم يظفر بمثلها احد في كل الشرق العربي ..
الاردني بشقيه ، بحناحيه الغربي والشرقي دون الفصحنة والرغبة في التمادي بكيل العيوب ظل محتمع الطيب والرضا والتسامح ..
وان هذا الشق من الحركة الطلابية
المعنونة بعناوين عشائرية
والمروج لاسبابها الواهية ( علكة هنا ) واحتكاك بطالبة هناك ، والنيل من شرف قبيلة بالكلام .. لا يقنع وطنيا يستعمل عقله او وجدانه ، ثمة
شيء غير بريء يساق له اسباب بريئة
ان السعي بالجامعة الاردنية بالانحدار
يستحيل ان يكون عملا طلابيا بريئا
وعشائريا من غير هدف
انا لا ارى الذي يجري في الجامعة بمعزل عن ( حزب التدخل اليهودي السريع برئاسة ايدي كوهين ) وهذا حزب اضحى في الوطن العربي له اذنابه واتباعه ..
ولا يستطيع عاقل او حكيم الادعاء
ان الجامعة مفصولة عن عمان
وعمان على التحام بكل الاردن !!
كيف
نستطيع ان نقنع انفسنا
ان الذي يجري في الجامعة
طوشة لعشائر ما قبل الدولة
لقد ذهبت بعض التحليلات السمجة
السطحية
الى اعتبار ما يجري حراك عشائري ما قبل الدولة ..
اهكذا تكون التحليلات الناضجة لمن انفقت عليهم الدولة دم وظاءفها ومنحها واعطياتها ؟!
بعد ما يربو عن القرن
ما زلنا نعيش ما قبل الدولة
؟
واحسرتاه !!!
واحسرتاه
ان الامني من اهم عناصر التوازن النفسي
والاكاديمي يعين ويشجع والبرامج الموازية للعلم المجرد ذات فاءدة جليلة .
لكن لا يعيننا في الجامعة وحالتنا اننا على ابواب انفجار رهيب لا سمح الله ان لم تتدارك الدولة الحال عبر ورقة عباد الشمس اعني ( الجامعة الاردنية )
ان من يستهين في العوبة ان العشائر ( داقة ببعضها ) هكذا من دون سبب
لا يريد ان يرى المخاطر الجاثمة على صدورنا وقلوبنا ..
قبل يومين
قررت الجامعة الاردنية فصل عدد من الطلبة
وانبرى عدد من الكتاب او القانونيين
الى نقد القرار والدفاع عن اولئك الطلبة ..
وهذا امر مخيف اكثر من الحراك الموسوم ظلما بالعشائري !!
على الدولة ان تحرم الدفاع عن قاتل وطن
وعلى الدولة ان تحمر العين والقلب واللسان
لا مساومة حين يتعلق الامر بالوطن
هذا الحراك يهدد وطنا باسره !!
المطلوب
ان نطلق يد رئيس الجامعة وادارتها
في اتخاذ ما يرونه حقا
وايضا المطلوب
ان نحفر في قاع الظاهرة
فحراك العشائر في الجامعة تمويه لشيء يرسم لنا من بعيد
الجامعة الام
هتفت قبل مدة بملء الفم
دعما لجهات في الدولة
والهتاف كان اولى ان يظل محصورا يجلالة الملك
لان من يهتف اليك من غير ايمان
فانه يهتف ضدك من دون سبب
الجامعة تحتاج الى معالجة جذرية محتمعية وطنية
لان اول الحرب كلام
ولقد كثر كلام الجامعة الام
لا يتحرك طالب من دون عقيدة
واحزاب الاردن السياسية لم تقنع اصحابها
والطلبة
في حيرة من امرهم
وعلينا واجب ( الكي والعلاج الحنون معا )
انا اثق بنذير عبيدات لانه ، يشبهنا
رحم الله وصفي التل حين قال ذات وجع وطني داهم ولم يستمع اليه احد
( حين يتعلق الامر بالوطن ، فان الغباء والخيانة يتساويان ).
عمون