الدستور- اصعب امر على الكاتب هذه الايام ان يجد موضوعا يكتب فيه او عنه في ظل عدم وضوح الرؤية وغياب البوصلة والمعلومة التي ينطلق منها او يبني مقاله عليها .
اجواء مفعمة بالضبابية وعالم مجهول المصير وانعدام القدرة على التتبؤ بالمستقبل او حتى التحليل فجميع السيناريوهات مطروحة وبنفس الوقت قد تخطىء ولا تصيب.
ويزيد الامر تعقيدا ايضا ان معظم المواضيع المطروحة والتي قد يتناولها اي منا سواء الاجتماعية او الاقتصادية وحتى السياسية منها قد تم تناولها وتكرارها واشبعت بحثا وتحليلا ، وطرحت جميع الاراء حولها من النقد والقبول والتوجيه والنصيحة احيانا ، الا ان الاستجابة كانت ضعيفة او تكاد معدومة لدرجة ان التفاعل معها ضعيف ايصا ، لان الناس فقدت الثقة وتعيش حالة من التوهان والصدمة احيانا وعدم القدرة على التفكير والتركيز ، وفقدان البوصلة فيما تريد بظل اوضاع نفسية ومعيشية غاية في الصعوبة ايضا .
تعقيدات متلاحقة وتحديات متراكمة وازمات جديدة تضاف الى الازمات التي نعيشها كل يوم ،
ولا ننكر وجود تباين واختلاف على الاولويات مع ان الجميع يتفق على على عدم صحية وملاءمة الاوضاع وسوء الاحوال. .مما يستدعي منا جميعا قراءة المشهد كاملا دون تجزئته ولملمة جميع خيوطه واوراقه لوضع قاعدة انطلاق جديدة والبناء عليها نحو المستقبل ضمن مبدا هيبة الدولة وامن واستقرار الوطن الذي نتفق جميعا بانه يواجه تحديات كثيرة من كل حدب وصوب سواء من الداخل والخارج .
فالوطن للجميع ولا يملك احدا الوصاية عليه اومحاولة العبث بمقدراته او المس بامنه واستقراره ولنا بالدستور خير مرجع وموجه الذي حدد واجبات وحقوق الجميع .
فاذا اتفقنا جميعا على هذه القاعدة ويجب ان نتفق لكن دون تخوين او تشكيك لنشرع فورا بالعمل والتطبيق ولا ننتظر طويلا لان الزمن لا ينتظر ولا يتوقف عند لحظة واي تاخير من طرف قد نجد انفسنا في دائرة الوقت المغلقة التي يصعب الخلاص منها واعادة عقارب الساعة الى الوراء.