عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Jan-2020

السينما الأردنية في 2019.. نشاط زخم واصطدامات رقابية

 شهد العام الماضي ولادة أول مهرجان سينمائي دولي

 
إسراء الردايدة
 
عمان - الغد - كان المشهد السينمائي الأردني في العام 2019، غنيا ومليئا بالأحداث السارة والنجاح والجدال وحتى الانتقادات، وأبرز هذه الأحداث، الإعلان عن عقد الدورة الافتتاحية لمهرجان عمان السينمائي الدولي- أول فيلم في نيسان (ابريل) المقبل، وصولا لمطالبات بفرض رقابة أكبر على ما يتم تصويره في المملكة من جانب، ومن جانب آخر صور 13 فيلما روائيا طويلا، و26 مسلسلا تلفزيونيا و93 فيلما قصيرا بين محلي وعربي وأجنبي.
في 2019 جرت عروض سينمائية كثيرة، قدمت خلال “أيام سينمائية وأسبوعية عربية وأوروبية”، إلى جانب وجود فعاليات متنوعة في مهرجان الفيلم العربي الفرنسي الذي احتفى بـ25 عاما، ومهرجان الفيلم الأوروبي الذي مر عليه 30 عاما في المملكة، وهناك مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان الذي احتفى بمرور 10 أعوام على انطلاقه.
وجميعها تبشر بتغير كبير ونشاط سينمائي، وتوسع نطاق الجمهور الذواق للسينما العربية المحلية والعالمية. وينضم للركب أيضا نشاطات لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان كل يوم ثلاثاء، وعروض الهيئة الملكية للأفلام على مدار العام.
محطة مهمة لا يمكن نسيانها هي حصول فيلم “سلام” للمخرجة سلام دريعي، ومنتجه علاء الأسعد على نجمة الجونة، لأفضل فيلم عربي قصير في الدورة الثالثة لمهرجان الجونة السينمائي، بعد أن شارك في مهرجان فينيسيا.
وتناقش فيه دريعي تحرر المرأة، وتنتقد سلطة المجتمع الذكوري من خلال قصة سلام التي (قامت بدورها ماريا زريق الى جانب زياد بكري)، وتسلط الضوء على قرار مصيري تجد نفسها أمامه بين الخضوع لسلطة أهل الزوج والمجتمع أمام قضية حساسة شائكة “العقم” أو المواجهة والبوح في الحقيقة رغم النتائج.
وكان هناك “فريكة”، وهو فيلم قصير لمخرجه باسل غندور ومنتجته رولا ناصر الذي يحكي عن الحياة بالأحياء الشعبية في عمان، وحالة المجتمع الذي يعاني ضغوطات اقتصادية واجتماعية جعلته أشبه بقنبلة موقوتة.
وقدمت المخرجة دينا ناصر هذا العام أول فيلم وثائقي عنوانه “أرواح صغيرة”، وفيه تغوص في واقع حياة اللاجئين السوريين من خلال تتبع حياة طفلة صغيرة، فتصبح الكاميرا صديقة لها.
ولادة أول مهرجان دولي
أعلن رسميا في العام الماضي عن تاريخ عقد أول مهرجان سينمائي أردني دولي بثيمة مميزة، هي أول فيلم للمخرجين الجدد، وهو مهرجان عمان السينمائي الدولي- أول فيلم، وتترأسه ندى دوماني ومدير فني حنا عطا الله.
المهرجان الذي يعقد فعالياته من 13-18 نيسان (ابريل) المقبل، ينتظره صناع الأفلام المحليون والعرب والعالم حتى، نظرا للمكانة التي يحتلها الأردن في احتضان تصوير أفلام عالمية فازت، والشباب الموهوب من خلال ورش عمل ذات مستوى عالمي تديرها الهيئة الملكية للأفلام التي تعد المظلة الرسمية للمهرجان.
ويخصص المهرجان مسابقة الفيلم العربي والعروض العالمية، وهي مسابقات الأفلام الروائية الطويلة، الأفلام الوثائقية الطويلة، الأفلام القصيرة، للمخرجين المحليين العرب والعالميين شريطة أن يكون أول فيلم لهم.
وسيطلق أيضا أيام عمان لصناع الأفلام، منصة لتقديم المشاريع التي تدعم المخرجين المحليين والعرب لتكميل أفلامهم، وتوفر لهم منصة لاكتساب خبرات من خلال مقابلة مختصين محترفين عالميين.
تصوير محلي تم مؤخرا
 
“بيت سلمى”: من كتابة وإخراج هنادي عليان، وتدور أحداث العمل الدرامي والكوميدي، حول ثلاث سيدات يعرضن قصصهن بشكل مختلف.
“بنات عبد الرحمن”: عن عائلة عبد الرحمن وبناته الثلاث. يتحمل الأب مسؤولية بناته بعد وفاة زوجته في حادثة مأساوية. الا أن الأخوات الثلاث يتفرقن ليجمعهن لقاء بعد زمن طويل يعكس اختلاف أنماط حياتهن ومحاولة الأب الحفاظ على الذكريات الجميلة.
“الزقاق”: أول فيلم روائي طويل للمخرج والكاتب باسل غندور، انتهى من تصويره مؤخرا في مناطق مختلفة من العاصمة على مدى أربعين يوما، وبطاقم عمل فيه حوالي 80 شخصا، وتجري أحداثه في حي من أحياء شرق عمان المكتظة الضيقة الذي يحكمه منطق العنف والإشاعات.
إنتاجات مشتركة
“بين الأرض والسماء”: إنتاج أردني مشترك مع المخرجة الفلسطينية نجوى النجار، الذي نال مؤخرا جائزة نجيب محفوظ لأحسن سيناريو، ضمن منافسات المسابقة الدولية لـ مهرجان القاهرة السينمائي.
“سارة”: تعاون عربي في إنتاج الأفلام، جمع الأردن ومصر وفلسطين لإنتاج الفيلم الروائي الطويل للمخرج المصري محمد دياب، مخرج فيلم “اشتباك”، وهو عمل آخر تطل فيه النجمة صبا مبارك في دور بطولي.
“الرصد”: مسلسل من إخراج قيس الياس، الذي صور في عمان وجرش وعجلون، من بطولة الممثل الأردني إياد نصار والممثل السوري عباس النوري.
“النهاية”: للمخرج المصري ياسر المصري صوره في السلط وقلعة الكرك ووادي بن حماد. يضم العمل باقة من الممثلين المصريين.
“حب في 3 أميال”: للمخرجين التوأمين عرب وطرزان ناصر من فلسطين، اللذين اتجها الى مادبا وعمان لتصوير قصة غزاوية. يصور الفيلم الحياة اليومية في قطاع غزة وواقعها من خلال عيون صياد خمسيني يعيش قصة حب مع امرأة خمسينية تكافح من أجل قوت يومها.
أعمال أجنبية
صور هذا العام أفلام ومسلسلات متعددة في وادي رم وعمان والمدن المحيطة منها وفقا لموقع الهيئة الملكية للأفلام:
“A Cross in the Desert”: أول إنتاج صربي في الأردن، وهو فيلم روائي طويل من إخراج هادزي ألكساندر ديروفيك.
“Away”: مسلسل خيال علمي أميركي، من إخراج ديفيد بويد.
“شيحاتة”: للمخرج خالد الحجر، إنتاج سعودي.
“ميترا”: للمخرج كوه مديري، إنتاج هولندي وألماني.
غوت ديز (أيام الماعز): للمخرج بليسي ثوماس من الهند.
“دانيال”: للمخرج نايلز اوبليف من الدنمارك.
“ديون”: للمخرج دينيس فيلنوف من الولايات المتحدة الأميركية.
مطالبات برقابة أكبر
جدل حامي الوطيس أشعله “جن”، وهو أول مسلسل أردني بثته شبكة “نتفلكس” في حزيران (يونيو) الماضي الذي دارت أحداثه حول حياة المراهقين وأسرارها، لتنهال اتهامات طالت جهات مختلفة منها الهيئة الملكية للأفلام بالتدخل فيما يتم تصويره في الأردن، والتي بينت موقفها من خلال دورها في تشجيع الإنتاج المحلي واستقطاب الإنتاج الأجنبي في البلد وتسهيل التصوير، ولا يوجد في نص القانون أي مهمة رقابية للهيئة، وبالتالي لا تنظر في النص أو السيناريو، ولا يعني أنها تؤيد أو تشجع أو تحبذ أو توافق على مضمون الفيلم أو المسلسل.
فيما ردت “نتفلكس” على موجة الهجوم الحاد والغضب ببيان عبرت فيه عن أسفها للتنمر الذي شن ضد ممثلي وطاقم العمل.
وتعاظمت المطالب بفرض رقابة بالحملة التي قام بها الممثل علي عليان ونقابة الفنانين الأردنيين ضد نص فيلم المخرج الشركسي الأردني د. محيي الدين قندور عنوانه “جابر”، متهما يحمل تزويرا ومغالطات تاريخية تتعلق بمنطقة جنوب الأردن والبترا، فضلا عن “عدم الدقة في الحقائق الدينية”، والتي جابهها قندور بنفي ذلك، ونجم عنها وقف كل شيء يتعلق بالفيلم وتوجه قندور للخارج.
ولم يتوقف الأمر هنا، بل طالبت نقابة الفنانين الأردنيين بتفعيل دورها وتوسعته لتصبح “الجهة التي تصدر تصاريح لتصوير الأعمال في الأردن”.
ومؤخرا، في بيان أصدرته الهيئة الملكية للأفلام، قالت إن مجلس مفوضي الهيئة سيطبق آلية معينة لدراسة مشاريع للتصوير، وسيضع لجانا متخصصة لمنع مساس الأعمال الفنية للثوابت الوطنية في الأردن.
عرضان عالميان أوليان
شهدت المملكة عرضين عالميين لفيلمين صورا في صحراء وادي رم، هما “علاء الدين” لمخرجه غي ريتتشي وحضور أبطاله ويل سميث ونعومي سكوت، ومينا مسعود.
وقال غي ريتشي، مخرج فيلم “علاء الدين” خلال تواجده في عمان في 13 أيار (مايو) 2019، “إن وادي رم كان الخيار الطبيعي بالنسبة إلينا”. بينما قال النجم ويل سميث “إن صحراء وادي رم مذهلة، وبمجرد وجودنا بها شعرت بأن الشخصية تتقمصني وتلك الأجواء الساحرة والهادئة عكست تلك النوستالجيا في القصة”.
كما عرض مؤخرا في عمان فيلم “حرب النجوم”: الحلقة التاسعة”، للمخرج ج.ج. أبرامز، وصور جزئيا في الأردن؛ حيث يظهر وادي رم بشكل جميل، وكأنه مجرة مختلفة؛ حيث اختار أبرامز خصيصا المناظر الطبيعية في منطقتي وادي رم والشاكرية كموقعين أخاذين وملحميين لتمثيل “مجرة فضائية بعيدة”، موظفا الظلال والرمال والتشكيلات الصخرية، لتكون بمثابة ديكور للقصة.